المقالات

صورة بلا ملامح..!

492 20:15:00 2013-10-13

 

  نقرأ في أدبيات السياسة، أن مفاهيم الديمقراطية تقدم ضمانات كثيرة لصيانة الحريات، وتضمن تسيير أمور الدولة، بما يمنع إضطراب وتصادم العلاقات فيما بين المكونات الأجتماعية، وبينها كل أو جزء مع الطرف الثاني من منظومة العقد الأجتماعي، ونعني به الدولة.

  فالديمقراطية الى جانب ضمانها الحقوق الأساسية للمجتمع، وأهمها حق الحياة والحصول علَى التعليم أو السكن اللائِق، والحقوق الدينية كحقوق الإعتقاد والعبادة، والحقوق المدنية كحرية التنقل والملكية و تحريم التميِيز العنصري أو الديني أو القبلي، والأقتصادية كحق العمل و الأستثمار وإختيار المهنة، فإنها تضمن الحقوق السياسية الأساسية للأقليّات والأفراد، ومنها حريات الرأي و التعبير والتجمع والتظاهر و التنظيم الحزبي؛ كما تضمن الحقوق الجنائِية للأقليّات والأفراد، كضمان عدم الأعتقال التعسفي وافتراض البراءة، وتحريم العقاب الجماعي و التساوي أمام القانون وعدم التعسف الحكومي بأستخدام الصلاحيات..

  هذه هي بعض من منظومة الحقوق والضمانات، التي توفرها الديمقراطية مثلما هو مدون إينما ذكرت..!..

  فما الذي يتحقق  ونحن منذ 2003 نعاني صداع الديمقراطية؟ فالجميع يتحدث بها وعنها، ساسة ومواطنين، متابعين وإعلامين، والدولة تعدّها ثابتها الأساس وفقا للدستور وديباجته، وكل الأحزاب تقريبا تدعي تبنيها..!

  العراق كعادته منذ نيسان 2003 هو دائماً أقرب الى الانفجار منه الى الوفاق الوطني. وتتقاذفه الآن العديد من التجاذبات السياسية الداخلية، متطورة الى عداء حدي إقصائي؛ في سوق نخاسة سياسية توظف وتشغل مسرح الدمى ،لأهداف أجندات إقليمية ودولية؛ وقليل من ساسته من يرحم العراق ـ الوطن، وقليل منهم من يحترم مصالحه العليا، واستقراره الداخلي، ويحسب حسابا للخطوط الحمر القانية فيه.

  وإذا كان من صور الديمقراطية، أن يتم تسيير أمور المجتمع بشكل قانوني، حتى لا يحصل إضطراب في حركته، فإن حزمة كبيرة من القوانين مازالت مركونة على رفوف لجان مجلس النواب، فيما القادة السياسيون مشغولون بالمناكفات والتناحرات والمكايدات السياسية..

  بل وصل الأمر بالجهة التشريعية، أن لا تعير بالا للذين صيروها، فها هي وبطريقة فجة، تواصل تسويفها ومماطلتها في إقرار قانون تخفيض رواتب الرئاسات والطبقة الأدارية العليا، وهو ما يشكل تحديا للإرادة الشعبية..

   وأكرر السؤال هنا مرتين كم حققنا من الديمقراطية؟ ومن سعى أليها والى تحقيقها؟ ومن عمل بها؟..

  تلك صورة بهتت ملامحها بسبب تكرار الحديث عن الديمقراطية حتى أفرغت من معناها ومحتواها..!

كلام قبل السلام: النار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله..!

 

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك