المقالات

ماذا يريد الحكيم؟


بقلم/ ضياء المحسن

تُعَرْف المبادرة بأنها (( الإسراع لفعل شيء لغرض التغيير في واقع الحال الذي يعيشه مجتمع ما، وقد تكون المبادرة فكرة أو عمل أخر ينتفع منه الأخرين)).المبادرة لها وقعان؛ إيجابي و سلبي على الناس؛ فآديسون عندما إخترع الكهرباء خلدت ذكراه الى اليوم لأن الإنسانية قد إستفادت من فكرته وطورتها في الكثير من المجالات، في الوقت الذي كان فيه مخترع القنبلة النووية ذو مبادرة سيئة ونتائجها خطيرة على الإنسانية جمعاء.يطرح الساسة مبادرات ورؤى على شعوبهم لغايات ومآرب متعددة، فمنهم من يقوم بذلك ليتذكره الناس بعد وفاته، ومنهم من يطرحها لمآرب وأهداف سياسية (( إنتخابية)) وهو حق مشروع ليس لأي شخص أن يعترض عليه؛ إذا ما كانت الغايات والوسائل مشروعة، لكن المدهش أن هناك من يطرح مبادرات بدون أن يحاول أن يجني من طرحه أي مغنم مادي كان أو معنوي وهم قلة، من هؤلاء نجد السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي؛ حيث يطل السيد عمار الحكيم من خلال الملتقى الإسبوعي يوم الأربعاء ليتحدث في شؤون وهموم المواطن.تعودنا أن نسمع من سماحته يطلق مبادرات وأفكار لو قيض للحكومة أن أخذت بها لتمتع المواطن بما تجود عليه هذه الأرض المعطاء من الخير الوفير ( مشروع البصرة عاصمة إقتصادية للعراق)؛ بالإضافة الى أن بعض المقترحات تخص الجانب الأمني والخدمي؛ كذلك زياراته الى العديد من المحافظات والمدن في وسط وجنوب وحتى شمال العراق، فماذا يريد عمار الحكيم من وراء ذلك؟ هل يحاول الحصول على مغنم مادي من وراء ذلك؟ ام أنه يحاول إستمالة أكبر عدد من الناخبين لصفه لكي يفوز في الإنتخابات القادمة ليصبح رئيسا للوزراء؟! أم أنه مجرد طرح في محاولة إسقاط حكومة السيد المالكي، وأنها عاجزة عن تقديم خدمات ذات أثر كبير في حياة المواطن اليومية؟! أم أنها لا هذا ولا ذاك؟ وإذا كانت كذلك لا هذا ولا ذاك فما هي رسالة السيد الحكيم من وراء طرحه لهذه المبادرات؟ّ!!لو سلمنا بأن الحكيم يهدف من وراء طرحه هذا دعاية إنتخابية، فسرعان ما تسقط هذه الفرضية ولن تجد مصداقية على أرض الواقع، ذلك لأنه من غير المعقول أن يبحث عن تأييد في مناطق ذات أغلبية سنية، أو في المناطق الكوردية.نأتي على الفرضية الأخرى، وهي محاولة إسقاط حكومة السيد المالكي، هنا يتبادر الى الأذهان كيف أن الحكيم عمار وقف الى صف المالكي في الكثير من الأزمات وأخرها في أزمة حجب الثقة وكيف وقف السيد الحكيم بالضد من إجتماع أربيل.إذن ماذا يريد الحكيم عمار؟عندما يطرح رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، مشاريع وأفكار فإنما يطرحها لأنه يؤمن بأن الإنسان العراقي يجب أن يتمتع بثروات بلده بغض النظر عن كونه سنياً أو شيعياً، كردياً أم عربياً، مسلماً أو مسيحياً، ولإيمانه العميق بأن الدولة العصرية العادلة لا يمكن أن تبنى إلا من خلال تظافر جهود الجميع في بناء وطنهم؛ وإلغاء فكرة إقصاء الأخر من أجندات البعض ممن يلهثون وراء المناصب، إن الدولة العصرية العادلة يجد فيها المواطن حقه محفوظ ومضمون، بالإضافة الى تكافؤ الفرص ولا فرق بين أبيض وأسود، وزيد أو عمر إلا بمقدار كفاءة أحدهما على الأخر، وليس هناك محسوبية أو قبلية أو طائفية.هذا هو مايصبو إليه السيد الحكيم، فهل يعقلها أبناء شعبنا العراقي ويلتفتوا الى واقعهم المرير بعد ثمان سنوات من حكم حزب الدعوة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
A. Fleyeh
2013-10-15
مع كل الاحترام والتقدير لسماحته المطلوب ليس مبادرات.خطر الكتاتورية يحيط بالعملية السياسية ، اصبح لدينا عدي جديد، قانون انتخابات مبني على سرقة صوت المواطن وووو هل هناك في الافق اسقاط خكومة المالكي وحزبه؟ما هو القانون الانتخابي الذي يجده سماحته وكتلة المواطن مناسبا ويحقق الامانة على صوت المواطن وذهاب صوته لمرشحه؟ اين نحو نمن نظام يصنع الازمات ويعيش عليها ويهين قواتنا المسلحة؟يجب ان يكون لسماحته وكتلة المواطن من ازمة الحكم والآ ستفسر المواقف هذه بمثابة شراكة ماتفاق مع حزب الدعوة والمالكي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك