المقالات

علامات استفهام على خارطة الوطن

617 23:06:00 2013-10-13

سالم مدلول الحسيني

إن مما يعتصر له القلب ألما ويملأ النفس الأسى أن تتحول التفجيرات الدامية التي تحصل كل يوم في العراق إلى شيء مألوف وخبر عادي في نشرات الأخبار قد يقرؤه المذيع وتعلو محياه ابتسامة اللامبالاة كأن الضحايا ليسوا بشرا بل هم مجموعة من العجموات في مجزرة وحتى إذا ما نشر خبر عنها على صفحات الفيس بوك فانه لا يلقى أي اهتمام بل لعل منشور ساذج قد يحظى بالاهتمام أكثر مما يحظى منشور عن العمليات الإرهابية ومما يثير الاستهجان والاستنكار عرض بعض القنوات منجزات وهمية للحكومة في حين تغض الطرف عن الجرائم المستمرة والإبادة الجماعية التي يتعرض لها العراقيون كما يحصل في قناة العراقية وقناة آفاق التابعتين للمالكي فرغم فداحة الخسائر البشرية وبشكل يومي ورغم انفراط عقد الأمن وتحول العراق إلى ساحة وميدان يتسابق فيه الإرهابيون على عدد العمليات الإرهابية إلا انك تجد تلكما القناتين تتحدثان عن منجزات المالكي ودولة القانون على الصعيد الأمني فتظهران عدداً من الإرهابيين وقد القي القبض عليهم من قبل الجيش العراقي كما يظهرون أكواماً من القذائف والرشاشات والقاذفات وغير ذلك ويتفننون في أداء أنشودة النصر والقضاء على الجماعات الإرهابية في حين لم نر القناتين وأخواتهما كالمسار الأولى وبلادي ومن حذا حذوهما لم نرهما قد نبسا ببنت شفة عن أسباب هروب عتاة المجرمين من السجون ؟! والأمر ذاته يحدث في أيام الصيف اللاهب والانقطاع شبه التام للكهرباء في العراق فتجد القناتين وأخواتهما تتحدثان عن المناطق السياحية في العراق وكيف تقضي العوائل العراقية ليلها في تلك الحدائق الغناء علما انهم يركزون على منتزه الزوراء لعدم وجود متنزهات أخر فضلا عن ملاعب أطفال ولم يعرضا على شاشتيهما البرك والمياه الآسنة والمجاري الطافحة بالقرب من الدور السكنية . ولقد رأينا بالأمس كيف تحول افتتاح ملعب ( وليس مدينة رياضية ) إلى دعاية انتخابية حضرها أعضاء دولة القانون والحزب الحاكم ولم يدع لها محافظ البصرة لأنه ليس من تينك الجهتين ، المهم أن الملعب الذي شيّد بأموال لعراقيين وليس بأموال المالكي وحزبه لم تكن له حظوة لدى دولة الرئيس كما هي للمنطقة الخضراء فبينا نحن نشاهد المباراة التي جمعت الزوراء العراقي بالزمالك المصري وإذا بالتيار الكهربائي ينقطع مما حول الملعب إلى ظلام دامي الأمر الذي اضطر الإدارة إلى وقف المباراة ومن هنا يبرز السؤال إذا كنتم لا تستطيعون أن توفروا الكهرباء مدة تسعين دقيقة حتى تحط المباراة أوزارها وفي هذا الشهر الذي يعتبر من الأشهر النموذجية بالنسبة لأحمال الكهرباء فكيف يمكنكم ان توفروا الكهرباء لبطولة تستغرق أياما وفي أشهر الحر ؟؟!! ناهيك عن تأمين البطولة من شر العبوات والمفخخات والأحزمة الناسفة .خمسة وعشرون بالمائة من العراقيين تحت خط الفقر حسب إحصائية وزارة التخطيط وأعضاء دولة القانون يبذرون الأموال كأنهم لا يخشون الفقر ودولة الأيام والأمثلة على ذلك كثيرة ومتواترة ومن بين تلك الأمثلة شراء النائب عن دولة القانون علي الشلاه جهاز موبايل نوع آيفون 5 قبل نزوله للأسواق وبمبلغ ألفي دولار أي مايعادل ثلاثة ملايين ومائتي ألف دينار ، وليس غريبا على هذا النائب شراء جهاز بهذا المبلغ الكبير إذا ما قارناه بما ذكره هو شخصيا على إحدى القنوات الفضائية من أن كلفة مكالمات ولده الذي لم يبلغ الحلم الهاتفية للشهر الواحد هي أربعة ملايين دينار .. يستأهل ابن النائب فالناس مقامات ولايمكن أن نسوّي بين ابن الرفيق النائب وبين أبناء المجاهدين والمهاجرين وأعداء النظام البائد فهؤلاء لايستحقون حتى عشر ما صرفه رئيس كتلة دولة القانون في البرلمان الشيخ خالد العطية لعلاج بواسيره من مبلغ قدره تسعة وخمسين مليون دينار او ما صرفه كمال الساعدي عضو البرلمان عن ائتلاف دولة القانون من مبلغ وقدره سبعة وسبعين مليون دينار لتجميل بعض ملامح وجهه .نعم لابد من الإشادة بموقف النائب عن ائتلاف دولة القانون الدكتورة حنان الفتلاوي التي أعلنت عن نية الحكومة توزيع قطع أراض على الشعب شريطة ان يقوم هذا الشعب بانتخاب ولي نعمته السيد المالكي عرفانا بهذه المنحة الكريمة من لدن سيادته معللة ذلك بالقول ان لكل شيء ثمناً وثمن الأرض هو صوتك ، فما أسهل أن تشتري أرضاً بصوت ؟؟؟ كما لابد من الإشادة أيضا بموقف النائب عن ائتلاف القانون ورئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية الأستاذ حسن السنيد الذي أكد أن العراق يعتبر الأكثر استقرارا في المنطقة مما دعا العوائل العراقية وفي المحافظات كافة إلى النزول إلى المتنزهات - ان وجدت طبعا - دون اختناقات مرورية لعدم الحاجة للسيطرات ، لك الويل يا ساكن الخضراء يظهر ان أهل المنطقة الخضراء ليسوا بمنأى عن التفجيرات فحسب بل هم بعيدون حتى عن وسائل الإعلام ، اللهم إلا تلك التي تخصصت للغناء او الأفلام والمسلسلات ..ولا يفوتني في الختام الإشادة بتبرع دولة رئيس الوزراء بمبلغ وقدره خمسة عشر مليون دولار للصومال الشقيقة ، فبعد أن طاف بالأموال في مناطق العراق كافة ولم يجد فيها فقيرا معدما يتضور وأطفاله جوعا قرر أن يشطب على جوع الصوماليين بهذه المنحة السخية فالصوماليون أولى بالمعروف وبعد أن قضى على حالة الفقر في الصومال كما قضى عليها في العراق قرر أن يمنح الفنان العراقي حسين نعمة عشرة ملايين إكراما لذلك الصوت العذب الذي اطرب دولته بأغنيتين جميلتين كما كان يطرب المقبور صدام بالعزيز أنت أنت وغيرها من عشرات الأغاني التي مجّدت الحزب والثورة ، ورحم الله الجواهري حيث يقول :نامي جياع الشعب نامي .... حرستكِ آلهة الطعام

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك