كاصد الاسدي
وطني هل لي ان أعانقك ؟ هل لي ان أعاتبك ياقدري ؟ هل لي ان اعرف موطني ؟لقد مرت السنون والحلم يراودني وتحدو بي الآمال من اجل ان اربط ياء النسب بكلمة وطن .. لعلي أجد في ذلك استقراراً وملاذاً ..سيحل الصباح مع خيوطه الذهبية على كل البلاد العربية والإسلامية ستتنور بنورك أيها الضياء وتزين بخيوطك بلاد النهرين وطني الحزينصباحك خيرا ياوطني العزيزسأضع لي أجنحة وأطير وسأستعد مع حقيبتي للرحيل سوف اعبر الحدود لاارى الذكريات التي لاأمل منها ولا اشبع سأختلس النظرات الى الماضي القريب الذي ذهب مع العمر هباءسأزور الأزقة والطرقات, سأفتش عن الذكريات في ضفاف الأنهار وبين أفياء النخيل سازور الاصدقاء والاحبة لاارى دموع حارقة لضياع تلك السنين..ياوطني.....أرجو منك الاعتذار ,,,,ان خانتني الجروح والأعذار ياوطني أرجو عفوك ..ان قصرت بحقك ....فما زلت انا عاشق ولهان لترابكومائك ...وهوائك ..وحتى عجاجك ...أريد ان أتغزل في لحاطك ياوطنوستبقى انت الحب والحضن الدافئ في العز وفي المحن .لايخفى على كل ذي لب وعاقل مدى الحيف والحرمان الذي لحق بكافة أبناء الشعب العراقي طيلة الحقبة الظالمة التي تزامنت مع حكم النظام البعثي الفاشي, نال منها الطالب العراقي الكثير الكثير من المآسي والآهات , من خلال حرمانه من ابسط خقوق الإنسان وهو التعبير عن الرأي, حيث كان التعبير عن الرأي في قاموسهم تهديد للامن الوطني آنذاك .. فكانت الملاحقات للطلبة في حلهم وتر حالهم. أتذكر حادثة ألمتني بصورة بالغة,حادثة تلك الفتاة التي أعترضها رجال الأمن في مدخل الجامعة حيث نقطة التفتيش كانت فعالة جدا وجدية في البحث عن كل ما من شأنه ان يهدد أمن الدولة.رفضت تلك الفتاة ان تعطي حقيبتها للتفتيش, فأنهالوا عليها بعبارات السب والشتم العفلقيه متهمين أياها بحمل منشورات وكتيبات تدعو الى التغيير وضرورة النهوض بثورة ضد الواقع الفاسد انذاك, حيث كانت في تلك الفترة عدة منشورات وكتيبات تصدر من الاعلام المعارض للدولة مثل نشرات إخبارية تعني بإخبار المجاهدين وعملياتهم ضد النظام الفاشي واذكر منها في مجال عملنا هناك ( النبأ,الوسيلة,الصراط .. الخ من الإصدارات التي كانت تتداول بصورة سرية جدا بين الشباب الجامعي الواعي . عودة على بدء,تلك الممارسات الوحشية والتعامل الفض من قبل رجال الأمن كانت غير إنسانية جدا مما جعل الفتاة تبكي,الامر الذي جعل الأستاذة تدنو منها وتقول "اعطيني حقيبتك كي افتشها" حينها طأطأت برأسها الى الارض احتراماً وحياءاً من أستاذتها الجامعية قائلة "سأعطيكياها ولكن بشرط في الإدارة لا احد يرى مافي داخلها غيرك" وافقت الأستاذة وطلبت من الجميع بأن يتركوها وحيدة مع الطالبة, فتحت الحقيبة واذا هي مليئة بفتاة الخبز, عندها انهمرت عينا الطالبة بالبكاء وقالت " نحن عائلة فقيرة ولا نقوى على تكاليف المعيشة, فأني اعتدت يوميا على جمع مايفيض من حاجة الطالبات من الأكل وآخذه الى أخواتي وإخواني" عندها هوت الأستاذة الى الأرض من شدة الصدمة والبكاء على حال هذه الطالبة التي انهمك بأمرها رجال الامن وأقلقت مصيرهم .أقول كان ذلك زمناً عصيا ولكن :هبت رياح التغيير التي كنا ننتظر ولكن هذه الرياح لم تهدي من نسائمها العذبة الى ذلك الطالب العراقي الذي عاني الأمرين في زمن المقبور.. لا اعني بأن الطلبة تم إهمالهم الوقت الحالي ولكن هنالك من يحاول ان يعود الى الزمن الماضي .. يتضح ذلك جليا عندما طالبت كتلة الشرفاء, كتلة المواطن بحقوق الطالب ولم يكن الطلب منهكا لميزانية الدولة, بل كان الطلب حقاً مشروعا ولكننا نجد من يرفع يده في قبة البرلمان رافضا لمشروع إعانة الطلبة وهنا تبرز لدي عدة علامات استفهام . لماذا الرفض؟ هل ان تقدم الطالب وإنعاشه المعيشي يقلق البعض؟ يبدو انهم يرفضون من اجل ان يرفضون ليس إلا.. لاني لم اجد مسوغاً لتعطيلهم هذا المشروع الذي بادرت به الأيادي الرحيمة, تلك الأيادي التي امتدت لتنتشل ذلك المستقبل الواعد من اجل النهوض به, ليصبح قدرة من قدرات الوطن المعول عليها في الشدة والرخاء.ويستمر التساؤل هل ان هذه القدرات العقلية خطيرة الى الحد الذي يقلق المعترضين؟ام انه يوجد بين ظهرانينا من كان يفتش الحقائب وبذلك يحن لامسه المظلم .. فلا شبه الله اليوم بالبارحة والأمل معقود على الحناجر التي لم ولن تكل ولا تتوانى في قولة الحق, في المطالبة بدفع العجلة الى الإمام وتفعيل كل المشاريع المعطلة والمتلكئة.
https://telegram.me/buratha