محمد حسن الساعدي
حصدت عمليات العنف التي شهدها العراق خلال الشهر الماضي أرواح نحو ألف شخص، إضافة لإصابة 210 آخرين، حسب بعثة مفوضية الأمم المتحدة في العراق. ويلقي المراقبون بتبعية تدهور الوضع الأمني في بلاد الرافدين بشكل رئيسي على حالة الصراع بين الأحزاب السياسية في البلاد ثم إلى ضعف الأجهزة الأمنية وتفشي الفساد فيها،كما أن الفوضى وعدم التنسيق مابين القوات الأمنية بسبب الخلافات والتقاطعات بين القوى السياسية وغياب الخبرة المهنية التي انعكست على ضعف الاستراتجيات الأمنية في التصدي للهجمات الإرهابية". العاصمة بغداد هي أكثر المحافظات العراقية تعرضا للعنف، إذ قتل فيها وحدها نحو 420 شخصا وأصيب أكثر من ألف شخص خلال الشهر الماضي ، مما يعكس التخبط الواضح لدى القوات الأمنية ، وطريقة التعاطي مع الملف الأمني الخطير ، والذي ينذر بكارثة أمنية وانهيار امني كبير في العراق . نقاط التفتيش المنتشرة في بغداد ، والتي أصبحت بلا سيطرة ، وأصبح المواطن فيها بين مطرقة الإرهاب وسندان هذه النقاط ، فبغداد اليوم تعيش بحالة من التوتر بسبب الزحامات التي أنهكت المواطن البغدادي ، حتى وصل الأمر إلى حد البقاء في السيطرات لساعات،ومن هنا نحن نتساءل،،، أين ذهبت الخطط الأمنية؟ ، وأين الأموال التي صرفت على الأجهزة الأمنية ؟ ، فقطع الطرق لن يأتي بفائدة سوى انه يضيق الخناق على المواطن العراقي .الانهيار الأمني الحاصل في العراق تقف خلفه إرادة دولية وإقليمية ولديها أدوات تقوم بدور افتعال الأزمات ، وإثارة الصراع بين السياسيين على خلفيات طائفية من السياسيين أنفسهم، فهم أدواتها في الداخل التي ترى ضرورة ان يكون هناك إرباك في الوضع الأمني بالعراق، وربط الصراع في سوريا مع ما يحدث في العراق ، اذ لابد أن تكون هناك تداعيات للإحداث في سورية داخل العراق، ولابد ان تكون هناك سايكس - بيكو جديدة، تبدأ من العراق من خلال التقسيم والانفصال، وكل هذه تعتبر إرادات خارجية".كذلك استمرار حالة الانقسام السياسي التي تشهدها البلاد وفشل قادة الكتل السياسية العراقية في الخروج من عنق الزجاجة الذي دخلوه بسبب انقساماتهم وصراعاتهم يجعل مستقبل العراق في خطر ويوفر الأرضية الخصبة لنمو التطرف والإرهاب الذي يهدد وحدة العراق وتماسكه ووحدته الوطنية، ويشجع فكرة التقسيم التي أطلقها نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن، منتصف عام 2010، عندما طالب بتقسيم العراق إلى ثلاث مناطق كردية وسنية وشيعية، وتتمتع كل منها بالحكم الذاتي، كان ذلك أولى بوادر التقسيم الطائفي والعرقي في العراق، لكن فكرة بايدن لم تذهب أدراج الرياح بل أصبحت أشبه بخارطة طريق سعت العديد من الأطراف العراقية إلى تنفيذها بمباركة غير مباشرة من القوات الأمريكية قبيل رحيلها نهاية عام 2011.أن الوضع الأمني المتردي في العراق وتواصل الهجمات التي تستهدف المواطنين العراقيين وتسعى إلى إيقاع الفتنة والحرب الطائفية في صفوف الشعب العراقي يستدعي من جميع القوى السياسية العراقية الارتقاء إلى مستوى المسؤولية الوطنية والعمل بصورة عاجلة لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد والتفرغ لمحاصرة واجتثاث الإرهاب الذي يستهدف العراق ويستهدف الشعب العراقي الذي يستحق أن يعيش بسلام بعد عقود طويلة من الحروب والصراعات والفتن التي تكاد تهدد حاضر البلاد ومستقبلها.
https://telegram.me/buratha