رياض راضي ابو رغيف / باحث اسلامي وكاتب بالشان العراقي
السير الى صعيد عرفات احد الامور العبادية الواجبة في مناسك الحج اوجبها الله سبحانه على الحجيج وبها يكاد ان يتم حجهم وتنتهي مناسكه العظيمة ولعل من فلسفة هذا الركن من اركان الحج ان يتوحد السير نحو هدف واحد وارض واحدة وملتقى واحد في وقت واحد فالحاج قبل هذا المنسك مشغول بعباداته متوجه الى واجباته وهي مختلفة من فرد لاخر لا يجتمع المسلمون اجمعهم فيها الا نادرا بين طائف وساع ومصلي راكع ساجد ملبي وحينها كل مشغول بشغله ومهتم بفرضه فلا يتحقق اجتماع المسلمين وتوحد جهتهم وانشغالهم بنفس الامر الا في هذا اليوم المبارك ورغم تعدد الانتماءات وتلون الاشكال واختلاف اللغات وتنوع المذاهب والفرق فصعيد عرفات المقدس يجمع كل اولئك بسعي حثيث الى هدف منشود فتجتمع القلوب والنوايا والافعال وتتزاحم الاجساد على ارض قدسها الله ورفع مكانتها .وحين نعلم ان المقصود بعرفات هو (المعرفة ) كما ذكر ذلك بعض العلماء العارفين حينها نفهم بان الله تعالى حين امر الناس بالاجتماع على هذه الارض المباركة يريد منا ان نعرف ان باجتماعنا وتوحدنا ونظم امورنا نبلغ غاية الكمال ونهاية المال فجعل هذا الركن العظيم نهاية لاعمال الحج وتمامه فبعده بلا فاصل عيد المسلمين جميعا وبه يحل الاحرام ويصل الحاج الى اعمال الختام .وانا انظر الى هذه الملايين المتوجهه صوب جبل الله العظيم فازعة بجموعها اليه قاصدة ارضه الطاهرة تذكرت العراق وماحل به من تفرق الصفوف واختلاف القلوب وتشتت الوجهات فالعراق بلاشك هو قبلة العراقيين وصوب ارضه تتجه افئدتنا .وطن مثل العراق يضم في ارضه مقدسات عظيمة وتنير سماءه انوار مطهرة طاهرة يشغل ارواحنا بطهره ويغسل ذنوبنا بماء دجلته وفراته اجتمعت قلوبنا على محبته وافترقت ايادينا عن احتضانه فكل يد انشغلت بما تظنه صالحا له اجتمعنا على حبه وفرقتنا طرق التعبير عن تلك المحبة وبدلا من ان يوحدنا السير بانجاهه اخذ كل منا طريقا بعيدا عن الاخر وبين تلك الطرق والدروب نصب ابليس شراكه وغمم على العيون غمامه ونفث بين الاحباب سمه فصار السباق الى الهدف سباق الى الحقد والموت والذبح والتفرقة و بدلا من نعبد طرقنا بالخير والحب والسلام زرعناها كمائن و الغاما ومفخخات وبدلا من ان يوحدنا الهدف فرقتنا الطرق وبدلا من ان يدل احدنا الاخر الى اقصرها صرنا نتسابق لتخريبها وعرقلتها فالى متى ؟ارض العراق لنا جميعا شيعيا او سنيا او مسيحيا او صابئيا او كرديا او تركمانيا او اي مكون اخر ارض العراق كدين الاسلام لا يفرق بين عربي او اعجمي الا بالتقوى والتقوى هنا حب العراق وحب العراق يجب ان يصبح كالوقوف على جبل عرفات غاية المنتهى وكمال الاعمال ومسك الختام فليكن عرفاتنا العراق فالوطن هو جنة الله في الارض عيدكم مبارك
رياض راضي ابو رغيف
https://telegram.me/buratha