بهاء صبيح الفيلي
لقد راجعت التسجيل التلفزيوني لرئيس وزراء العراق عدة مرات, واعتقد ان كل المتابعين ركزوا على جزء صغير من حديث المالكي وفي نهاية الحوار والحقيقة هذا الجزء ليس اهم جزء من الحديث ولكن الاخطر! حيث تحدث المالكي عن ولده احمد المالكي, وهنا لا الوم او انتقد المنتقدين, لأنهم على حق في الكثير من انتقاداتهم او لومهم, ولكنني ارى ان ما ال اليه الوضع في العراق من فساد وارهاب هو نتيجة طبيعية للنظام القائم ككل وليس الاخ المالكي فقط.والحديث مسجل كاملاً على تلفزيون السومريةhttp://www.alsumaria.tv/videos-on-Demand/videos/4447/حديث-الوطن رئيس-الوزرا-العراقي-نوري-الما
ولنأتي الى حديث نوري المالكي عن ابنه حيث بدء بعد سؤال المذيع عن صحة ما يقال عن فساد ابنه احمد, وكان في الدقائق الثلاث الاخيرة من اللقاءمشكلة احمد (الحديث لنوري المالكي ) هو انهم يريدون ان يطعنوا نوري المالكي جيد ليس لديهم عليّ شيء (زين ماعدهم عليّ شي) وانا تحديتهم ان اخرجوا اثباتاً ان كان عندي شيء... لا شركة او مقاولة ولا فلوس عند هؤلاء الناس ( العالم ) ورجعوا لأحمد... وانا ايضاً قد كنت تحديتهم ان يخرجوا شيئاً على احمد .. احمد مشكلته.. ابني!.. هذه مشكلته... لكن احمد عنده صفة جيدة وانا مطمأن لنزاهته ودائماً اقول له احمد احذر ( دير بالك ).... يوجد شخص مقاول في الخضراء مستولي على ( ماخذ ) ستة عقارات ومطلوب ستة مليارات دينار ( لم يذكر مطلوب لمن ) لا يريد ارجاعه! ومؤسس ( امسوي ) شركة حماية غير ( ما ) مجازة و مائة سيارة داخل تهريب و كذا.. مئة قطعة سلاح.. وبها كواتم, كلما يصدر امر على هذا الشخص الذي لا اريد ان اذكر ( اجيب ) باسمه لأني ذكرته اكثر من مرة يخافون حتى قوات الخاصة ان يذهبوا عليه .... ( المذيع هل صديق احمد ) يستمر المالكي لا.. اسمع .. لأن هذا الشخص له ارتباطات شبكية ( امشبك ) مع شخصيات ومع مؤسسات اعلامية شركاء موجودين و ممليء ( تارس) بطون الاخرين كلما يتصدر امر يخافون ان يذهبوا (يروحون ويقصد القوات الامنية او الشرطة ) احمد يعرض اعطوني امر القبض واعطوني القوات وانا اذهب له.. اعطوه ( انصوه ) شرطة وركب معهم في السيارة وذهب له ( اي للمقاول ) ودخل الشركة التي يملكها ( المقاول ) ولقى هذا العدد من السيارات وهذا العدد الكبير من الاسلحة والكواتم ( كواتم الصوت ), وستة مليارات دينار مطلوب وستة عقارات مستولي عليها ( ما خذها ) ومنشيء عليها فنادق اخرجه ( طلّعه) من العقارات واخذ منه الست مليارات واخذ السلاح واخذ السيارات... فقامت القائمة عند الشركاء الذين كانوا يستفيدون من هذا الشخص.. فبدئوا يكتبوا انه يقيم (يسوي ) شركات امنية... وثم حدث ( صار ) قضية اخرى مرة ثانية ايضاً ( هم ) شبيهة لهذه القضية ايضا يخافون وركب احمد ( المذيع طيب انا )..( اكمل المالكي ) وقاد سيارته احمد وذهب (ركب احمد وراح ) مشكلة احمد ( المذيع ابن المالكي ) رد المالكي لا انه ( اي احمد المالكي ) شديد في التنفيذ والسؤال الاخير الذي وجهه المذيع للمالكي هو هل تستحق الانتخاب مرة ثانية ورد المالكي هذا يقرره الشعب ولست انا الذي اقرر ذلك.المشكلة كما صوره الكثيرون ان نوري المالكي اعطى لأبنه احمد الصورة البطولية الخارقة, والحقيقة ان هذه الدقائق الثلاثة الاخيرة كشف الاخ المالكي عن ما يعاني العراق من فساد ومحسوبية واسائة استعمال السلطة واستخدام السلطة من غير سند قانوني وهذه تعتبر غلطة الشاطر التي تساوي الف غلطة. الاخ المالكي قال ان هناك مقاول لص خارج على القانون لديه سيارات داخلة الى العراق دون دفع رسوم الجمارك وجامع اسلحة وكاتمات الصوت وطبعاً هذه الاسلحة تستخدم للاغتيالات, اي ان هذه الاتهامات ابسطها خطير, واذا جمعت كل هذه الاتهامات بشخص واحد يعتبر انه اخطر مجرم في العراق, ونسأل بدورنا هل قام بكل هذه الجرائم دفعة واحدة ام بدفعات متتالية واين كانت الاجهزة الامنية والقضاء حين ارتكابه اول جريمة!!! ان هذا الشخص وعلى حد وصف الاخ المالكي هو اخطبوط له مصالح كثيرة مع مؤسسات اعلامية والشركاء (اي الشركاء في العملية السياسية اي اطراف في الحكومة او في البرلمان ), ويفهم من كلام المالكي ان هذا الخارج على القانون مرتبط بصورة دفع الرشاوي مع جهات حكومية او برلمانية ( تارس بطونهم ) اي ان المجرم هذا راشي واطراف من الحكومة او البرلمان مرتشين, وبما ان الاجهزة الامنية وحتى القوات الخاصة لم يجرؤوا على الذهاب لتطبيق امر قضائي بحق مجرم اخطبوطي, وهنا يوجد تفاسير عديدة لهذا الامر, الاولى اما ان يكون هذا المجرم له سلطة قانونية اكبر من القانون والقضاء او ان الاجهزة الامنية مرتشية وضعيفة , او ان الامر القضائي مسيس وليس هناك ادلة كافية تدين هذا المجرم, والاحتمال الاخير ضعيف بحد ذاته لأننا في دولة القانون على ما اظن!!! فالاحتمالين الاخرين وارد وافصح الاخ نوري المالكي عنهما في سياق حديثه.لقد فهمنا من اعتراف الاستاذ المالكي ان هناك فساد مستشري وخطير يقوم بها الاطراف المشاركة في العملية السياسية, من خلال ترس البطون اي الرشوة, وايضاً بشكل لا يقبل اللبس ان الاجهزة الامنية يخشون ان يعتقلوا مجرما خطيراً وهذا يعطي للعقل والمنطق ان يذهب الى ان هذه الحالة ليست الوحيدة وكما قالها المالكي قبل ان يسأل المذيع السؤال الاخير, وهذه نكسة حقيقية ان تخشى الاجهزة الامنية القيام بواجباتها, ونسأل كم من المرات خشيت هذه الاجهزة الامنية القيام بواجباتها؟؟؟؟؟واما مسألة البطل الخارق احمد المالكي فهو ايضاً شخصاً خارج على القانون, فبأي حق يعتقل الناس ( المجرمين ), هل له صفة اخرى في الدولة غير ابن رئيس الوزراء, وان كان له فما هي؟؟ ان الاستاذ المالكي اعترف خو بانه اساء السلطة التي خولها له الشعب, وهي سيادة القانون, وعلى القانون والقضاء ان يحاسب القاضي الذي اصدر قرار اعتقال واوكل تنفيذ المهمة لشخص غير ذي وظيفة امنية او وظيفة تطبيق القانون سوى انه ابن رئيس الوزراء, ونقول للاستاذ المالكي ما هكذا تورد يا استاذ المالكي الابل, نحن لسنا في مشيخة بل دولة عريقة علمت العالم القانون منذ فجر الحضارات, ولا بد ان ابنك بكون مساوياً في الحقوق والواجبات مع ابسط مواطن عراقي. وان تعرف بكل هذه الجرائم من امتلاك كاتمات الصوت ورشاوي وسرقات وربما اشياء اخرى لم تذكره ولم تقيم الدنيا وتصرخ في وجوههم وتزلزل الارض الذي يمشون عليه, فاين دولة القانون حامي المواطن والمدافع عن حقوقه من كل هذه الجرائم والمجرمين الذين يسرحون ويمرحون وحتى الاجهزة الامنية تخشى ان تعتقلهم, نرجوا يا استاذ مالكي ان تكون ذلك كبوة وليس سقوطاً ويعاد الاصلاح.يقال..... ليس العيب ان يخطيء المرء ولكن العيب ان يعيد الاخطاء
بهاء صبيح الفيلي
https://telegram.me/buratha