المقالات

((يوم الغدير وواقعنا السياسي ))


أبو حيدر الحلفي

يوم الغدير أو يوم غدير خم ، ليس بالواقعة العابرة او لتسجل للتاريخ فقط ، بل هي مشروع وهي لب الخاتمة ، وهي عنوان كبير تؤسس لعقيدة وفكر ، وقد ترسخ هذا العنوان في أذهان الكثير من المسلمين كل حسب فهمه لهذه الواقعة والتي تشكل أهمية في عموم الحركة الإسلامية آو الدعوة الإسلامية .فمنهم من يراها أكمال للدين وإتمام لنعمة الباري على البشرية لأكمال الهدف الكبير وهو تخليصها من العبوديات المختلفة إلى عبودية الواحد الأحد وفق مفهوم لكل قوم نذير ولكل قوم هاد .ويوم الغدير الذي أرخه المؤرخون وغار في أعماقه الباحثون فأغنوه بالبحث والتفاصيل المعمقة لتلك الواقعة التي حدثت بعد حجة الوداع وفي السنة العاشرة للهجرة النبوية الشريفة وأمام ما يزيد على أكثر من مئة ألف حاج وفي منطقة غدير خم أكد رسول الله ( ص ) على ما جاءه من تبليغ وتحذير من السماء مصدر الرسالة ومصدر انتقاء الأنبياء والرسل من بين البشر (( يا أيها الرسول بلغ ما انزل أليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ان الله لا يهدي القوم الكافرين 67 المائدة....)) أي أن الرسالة لن تكتمل إلا بتبليغ ما أمر به النبي وهو أن لا يترك الأمة بدون خليفة وهذا آمر عقلائي فعلى الرسول أن يعين خليفة وهاد للآمة من بعده وبأمر من السماء . والآيات القرآنية مترابطة الأحكام والآية تكمل الأخرى في الحكم ولو ربطنا هذا الأمر ( تبليغ السماء ) بسابقتها من الآيات (( وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى 2ـ3 النجم ) ) ، وهناك حادثة وقعت بعد الغدير لها ارتباط بها وتأكيد عليها وأكدتها كتب الفريقين ونزلت بسببها أية قرآنية ، (( بعد واقعة الغدير جاء جابر بن النضرالى رسول الله (ص) وقال : يامحمد أمرتنا من الله أن نشهد لا اله ألا الله وانك رسول الله ، وبالصلاة ، والصوم ، والحج ، والزكاة ، فقبلنا منك ، ثم لم ترض بذلك حتى رفعت بضبع ابن عمك علينا وقلت : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فهذا شيء منك آم من الله ؟فقال رسول الله (ص) : والذي لا اله ألا هو إن هذا من الله .فولى جابر وقال : إن كان ما يقول محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليموما أن خرج وقبل أن يصل راحلته نزلت عليه حجارة من السماء فوق رأسه وخرجت من دبره وقتلته .... الغدير ج1 ص239 ))أنالا أريد أن اجري بحثا حول واقعة الغدير ، ولا أريد أن أوضح صحة الروايات وإنما أريد أن اربط تلك الحادثة والتي قلنا أنها تؤسس لعقيدة وفكر ، أن اربطها بواقعنا السياسي والتي هي ( الغدير ) سياسية بامتياز ، والتي تعني فيما تعنيه أن يكون على الآمة من هو حقا بقدر المسؤولية والذي يراعي مصالح الآمة ويبتعد عن الأنا لان الحاكمية هي نفس الحاكمية سواء في ذلك الزمان آوفي زماننا الحالي والذي تدعي فيه الكثير من الحكومات والدول أن الإسلام مصدر تشريعها وأساس حاكميتها ، وفي الدولة العراقية التي تدعي فيها الحكومة التشريعية والتنفيذية أنها تتبع السنة النبوية الشريفة والأخرى تزيد عليها أنها تدعي موالاتها لاهل بيت النبوة ولهذا فان الغدير يعني لها الفيصل بين الحق والباطل وفاروقا بين الأنا والمصلحة العامة لان الأنا والتفكير بالمصالح الشخصية والفئوية هو سبب إنكار الآخرين ليوم الغدير ممن أسس ليوم السقيفة (( لا يمكن أن تجتمع الرسالة والخلافة لبني هاشم )) .واليوم فإذا كانت الأكثرية في البرلمان العراقي هم من أصحاب يوم الغدير وممن يؤمن به ويؤسس لعقيدته عليه فقد تنكروا ليوم الغدير بطريقتهم الخاصة ومن خلال ابتعادهم عن سيرة صاحب يوم الغدير (( اقنع أن يقال لي أمير المؤمنين وفي الحجاز آو الشام من هو جائع )).وكم من الجياع اليوم في العراق ، وكم من الأرامل والأيتام اليوم في العراق ، وكم من الحقوق قد سلبت والمتهافتون على الكرسي والمناصب لا يبالون ببكاء الأطفال وعويل الثكلى وإنما يتبارون من اجل التطبيب في المستشفيات الغربية لعلاج مؤخرتهم آو أسنانهم بأفواههم العفنة ومن أموال الشعب وقوت الفقراء ولا يبلتفتون إلى توصيات المرجعية ولا إلى مطالب الشعب بإلغاء الرواتب التقاعدية الغير معقولة والامتيازات التي حصلوا عليها بالباطل .سيدي أبا الحسن : نحن اليوم غرباء في الوطن لان الفقر في الوطن غربة ، والكثير من السياسيين يلتزمون بالشطر الأول من قولك : اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا ، وقد تناسوا وغفلوا الشطر الثاني ، واعمل لأخرتك كأنك تموت غدا ، لقد تكالب علينا سيدي أعدائك التقليديون ، وخان الأمانة من يدعي انتسابه أليك .سيدي أمير المؤمنين : نحن اليوم بحاجة إلى عدلك وسيفك ، نحن بحاجة إلى إنصافك المظلوم من ظلم الأهل وأبناء العم . سيدي أبا الحسن : على بعد المسافة أمد يدي لتعانق شباك ضريحك وأقدمك بين يدي حاجتي إلى الله ربي وربك فاشفع لي عند الله لان لك عنده جاها عظيما ، يا وجيها عند الله اشفع لي عند الله فانا اليوم أجدد لك البيعة ولك في رقبتي عهدا وعقدا إلى يوم القيامة اسأل الله تعالى أن يخرجني من قبري مؤتزرا كفني شاهرا سيفي لنصرة قائمكم الذي طال انتظاره فقد اخذ منا الظلم مأخذه، وملئت الأرض جورا .......يا الله عجل لوليك القائم .... يا الله عجل لوليك القائم .والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....... أبو حيدر الحلفي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك