المقالات

من اسباب التخلف الفكري الخرافة…..

1697 15:46:00 2013-10-22

محمد رشيد القره غولي

ظهر في الاونة الاخير جيل من الكبار و الشباب يضع لومه على بعض الاسباب التي دفعت مجتمعه الى التخلف الفكري في مجالاته المتعدده و الطبقة الاكثر انتقادا غالبا ما توجه لومها الى رجال الدين بل و تتطرف البعض بجعلهم المصدر الاساسي للخرافة و التي هي السبب لتخلف مجتمعاتهم و خصوصا في العشر سنوات المنصرمة من بعد التغير الذي حدث في العراق سياسيا و هم تناسوا ان التخلف لا يكون وليد مدة زمنية مقدارها العشر سنوات و لا حتى العشرين سنة اذا ما فرضنا ان المجتمع قبل هذه السنوات كان مجتمعا له مقومات الحضارة و التحضر المدني و قد كان خارج الاطر القبلية. نعم ان بعد التغيير، الكثير من رواد المنابر الدينية و السياسية و الاجتماعية قد اطلقوا الكثير من الخرافات و اساليب لا يلتمس منها سوى مواد تسويقية لجعل العامة التي تستمع لهم انصار، لكن لنسال هل الخرافة مصدرا لتراجع المجتمعات و سببا لتكاسلهم عن الانتاج العلمي و الانساني؟ هنا لا بد من اخذ عينات من التاريخ الغابر باعتبار ان اغلب مصادر الخرافة هي موروثات جاءتنا من تلك الاحقاب الزمنية، فمثلا علماء الاثار الى يومنا يكتشفون امورا عجيبة قد كانت في زمن الفراعنة و السومريين و غيرها من الحضارات الانسانية القديمة و هم في حيرة من امرهم لما وجدوه من تقدم فكري و انتاج عملي خدمت مجتمعاتهم بل و حتى اليونان و حضارتهم كموروث انساني تدرس علومهم و بالخصوص الادبية و الفلسفية و هذه الحضارات قد كانت قابعة في الخرافة اكثر من غيرها من الحضارات التي جائت بعدها و حتى في العصور الوسطى و قبلها و بعدها نجد ان الخرافة كانت مسيطرة على عقول الاغلبية من ابناء مجتمعاتهم و لكن في عصر النهضة في اوربا بدا العمل في بناء حضارة مادية قوية تحارب سطوة الكنيسة الفكرية عليهم و كان عصرا ازدهرت فيه العلوم بشتى مجالاتها لكن هل بقى المجتمع دون خرافة بالعكس ظل الكثير منهم تحت طاءلتها لكن هنا فئات من هذا المجتمع بدات بالبناء الفكري العلمي القائم على التجربة و التجرد من الدين ضنا منهم انه سبب تخلفهم و وصل الابتذال الاخلاقي الى ما نراه اليوم، فكانت ذريعتهم انهم ما ان تجردوا من الدين و اصبح العلم مكانه تقدمت عجلت البناء نحو الامام، و سار على هذه الاراء جملة من المثقفين الاسلاميين متناسيين الفترة الذهبية الاسلامية العلمية و بغداد خير شاهد على ذلك عندما كانت قبلة للمتعطشين الى العلوم الدينية و العلمية العملية. لذا نحن نعتقد ان سبب التخلف ليس الخرافة فحسب في اطارها بل هناك عوامل اخرى تجعل من هذا المجتمع متخلفا و خصوصا القوة السلطوية لها فان صلحت صلح المجتمع و ان فسدت فسد بها. فاصحاب العلوم الدينية ينطلقون من مفاهيمهم فاليوم ليس كالسابق في اوربا مثلا لا تتدخل الكنيسة في الانتاج الفكري العلمي كما كانت و ليس لها سلطة لتطبق احكامها التعسفية التي جعلت مجتمعاتها تنتفض عليها و كذلك المراكز العلمية الدينية ليس لها سلطة على المجال الاكاديمي لكي نقول هم سببا في تراجع العلوم التجريبية بل لهذه المراكز حرية في الانتجاج و هي تتبع سلطاتها الحكومية المتمثلة بوزارتي التربية و البحث العلمي، فهما الجهتين المسئولتين في تقدم او تاخر الانتجاج الفكري التجريبي و العلوم الانسانية و غيرها. كما ان الدولة لها جهة اخرى تتحمل دورا ليس اقل من وزارتي التربية و البحث العلمي و هي وزارة الصناعة فلا بد ان يكون لها رؤية في كيفية تقدم الصناعة في البلد باعتمادها على الجانب العلمي و لها دور مهم في تنشيطه و جعله ثروة لهذا البلد اذن هي تكاتف قوى في النهوض بالواقع العلمي. اما دور رجال الدين فهو دور يهتم في بناء الانسان سلوكيا بينه و بين الله و بين نفسه و مجتمعه وهذا فيه تفاصيل كثير و من جملتها الحث على نهوض الانسان فكريا و علميا و السعي في طلبه فريضة على الانسان.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك