بقلم علي الموسوي / هولندا
ان طرح المواضيع الحساسة وانتقاد بعض السياسيين المتنفذين يشكل حرجا لدى البعض خوفا من الاتهام بالتبعية أو حرصا ومراعات للمشاعر والعلاقات السياسية والأخوية ! ولكن في رأينا السكوت والتستر على هؤلاء هو أشد احراجا بل هو الحرام بعينه والساكت عن الحق شيطان أخرس ... وان من بين هؤلاء المتصدين للعملية السياسية في العراق اليوم هو النائب البعثي المستحمر حيدر الملا والقطيع الذي يمشي ورائه .. الملا يتصرف مع العراقيين بشكل استفزازي وانفعالي ، ويضع نفسه وعصابته في تصادم دائم ولم يسلم من اتهاماته الباطلة الا مجموعته البعثية التي ينتمي اليها ؟ قبل فترة أثار النائب البعثي حيدر الملا والكتلة العراقية التي ينتمي اليها ومجموعة أخرى من الحاقدين والطائفيين .. أثاروا قضية حساسة وهي احتجاجهم على رفع صور المراجع الشيعية والرموز الدينية في بغداد ومن بين هذه الصور كانت للإمام الراحل السيد الخميني قدس سره وقائد الجمهورية الاسلامية الايرانية السيد الخامنئي واعتبروا هذه القضية انتهاكا لسيادة العراق ، ووصل الأمر بنواب الشعب الى التشابك بالأيدي في قاعة البرلمان وكانوا أبطال هذه المسرحية كل من الجميلي والملا ورعد الدهلكي مع مجموعة من أقرانهم الشيعة . و ما هي الا أيام واذا الأخبار ووسائل الاعلام تأتينا من ايران لتعلن عن افتتاح أطول طريق معلق مكون من طابقين يحمل اسم الرمز العراقي الخالد آية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر الصدر قدس سره !! أخذني الفضول في البحث والتقصي عن خبر تسمية الجسر بما يحمل من معاني الفخر والاعتزاز بالرموز العراقية التي اخترقت القلوب والحواجز والحدود والدول ! فوجدت ان الأخوة الايرانيون لم يكتفوا بتسمية وتثبيت هذا الصرح على أهم معلم في العاصمة طهران بل أصروا على وجود هذه الرموز ورفعوها عاليا في أكثر الطرق استراتيجية وأهمية في مدينة طهران وقم ومشهد ومدن كثيرة أخرى باتت تحمل أسماء لشهداء ورموز عراقية وقادة كبار لهم وزنهم وثقلهم السياسي في العراق والعالم الاسلامي كالشهيد السعيد آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم قدس سره !! وفي الحقيقة انتابني شعور مزدوج ولم أتمالك نفسي من شدة الفرح ودمعة عيناي وشعرت بتأنيب الضمير والوجدان في آن واحد لما فعله نواب الشعب العراقي وصفوة المجتمع ! فبالأمس شتموا وأهانوا مراجع ورموز قالوا انهم ايرانيون وحاولوا اصدار قانون يحرم رفع صورهم وأسمائهم وقالوا ان هذه الأسماء والصور انتهاك لسيادة العراق واهانة للشعب العراقي ونسوا وتناسوا موقف الامام الخميني والخامنئي من فلسطين قضية العرب والمسلمين الكبرى !! واليوم لم نعد نسمع أي كلمة من هؤلاء الحاقدين بعد وصول هذه الاخبار الطيبة من طهران ! ومن حقنا أن نسأل من حيدر الملا وشلته البعثية ؟ لماذا لا تظهروا وطنتيكم وغيرتكم هذه المرة وتتقدموا بالشكر من ايران بعد ان كرمت رموزنا العراقية ! ألستم نواب الشعب العراقي ؟ ونحن بدورنا نحاول إيقاظ الضمير لدى الملا وجماعته والرجوع الى الحالة الآدمية !! ونقول لهم لماذا لا يعترض الايرانيون على حكومتهم بعد ان رفعوا أسماء وصور لرموز عراقية ويقولون هذا انتهاكا لسيادة ايران !!! بالتأكيد لا توجد أوجه للمقارنة بين الصالح والطالح ولكن علينا أن نذكر و نزرع المحبة بين الشعوب لا أن نفرق ونشتم ونكرس الأحقاد والعنصرية .. تعلموا أن من يصنع العداء للعراق فسيكون أول ضحاياه ، ضعوا هذه المقولة نصب أعينكم وطبقوها .. لا يوجد عدو دائم أو صديق دائم انما توجد مصالح دائمة .. هذا هو الشيطان الأكبر بعد 35 عاما من العداء لإيران يحاول اليوم اصلاح ما أفسده الدهر ويمد أواصر المحبة وجسور الصداقة مع ايران وأما نحن نعيش حالة من التخلف والتخبط والعداء مع الجيران والأصدقاء وندعي اننا أصحاب الرأي والحكمة ! أوجه كثيرة للمستحمر ... وبفضله سيزداد العراق والعرب ضعفا وستزداد ايران قوة واذا بقينا على هذا الحال فسنكون على موعد مع مستحمر قادم لقيادة العراق وهذا ما نحذر منه ونخشاه .. ندعوا كل المسيئين الى تقديم الاعتذار للشعب العراقي ورموزه والعودة الى الصف الوطني ، ودعوة أخرى للمشاركة الواسعة في الانتخابات القادمة واختيار الأصلح والأكثر تأريخا وحرصا على شعبه ووطنه ..افتتاح طريق رمز العراق الشهيد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر قدس سره
https://telegram.me/buratha