المقالات

“لستُ طائفياً ...ولكن ... “

559 09:57:00 2013-12-21

صالح المحنّه

في زمن النظام السابق أجبرنا على أن نعض على جروحنا ونكتم آلامنا وأحزاننا قسراً ، حتى أن الشيعي كان يستلم جثة إبنه المعدوم أو أخيه ولايجرأ أن يقول حتى لااله الاالله أو إنالله وإنا إليه راجعون أو الله اكبر ولو بينه وبين نفسه لأن هذه العبارات في عرف البعث تعتبر حالة من التمرّد على النظام ! الكلام المسموح به فقط بالروح بالدم نفديك ياصخام ! ويُحضر على العائلة المنكوبة الحزن على ولدهم ! حتى الأم الثكلى تكتم عبرتها خوفا أن لايسمع صوتها ! وبدل السواد في البيت تنتشر صور القاتل على رؤوسهم ! ظلم وإستهتار بقيّم الإنسانية مابعده إستهتار! رحلَ ذلك النظام البغيض ورُمي في مزابل التأريخ تلاحقه اللعنات ، فورثهُ عدوٌّ قديمٌ جديد يحمل كل قاذورات التأريخ الملوّث بالدماء والحقد وعُفن العقائد الفاسدة التي توارثها الدجالون والأفاكون من أسلافهم الذين شوّهوا الإسلام وكفروا برسالته السمحاء ! هذا العدوالقادمُ بعضُه من خارج الحدود وبعضه الآخر خليطٌ مشوّه داخل العراق فقد الغيرة والشرف وورث الخسّة والنذالة والخيانة ، تجري في عروقهم دماءٌ زرقاء غلب عليها السمُّ فتتفجر بين الحين والآخر لتمزٌّق جلودهم المجربة ، هذا الخليط المشوّه هو الحاضنة للخنازير القادمة من السعودية وبلدان العربان الأخرى ، ليوفروا لهم الغطاء والحماية ويسكنوهم مع عوائلهم ويزوجوهم بناتهم ! لاحباً بهم ولكن بغضاً بطائفةٍ مسالمة لاتحملُ لهم إلا كلَّ ودٍ وإحترام ! مجاميع من الزوار المسالمين يمشون راجلين الى الحسين تختلف معهم أو لاتختلف يمارسون طقوساً خاصّة بهم كأي شعب آخر ، لك الحق أن تعترض عليهم بالكلام بالصحف بالأذاعات تكلّم ماشئت ، ولكن أن تفتح بيتك الى خنزير فلسطيني أو سعودي لينصب مدفعا هاونا ويقصف الزوار الأبرياء في اليوسفية واللطيفية وتنتشر جثثهم على الطرقات ، هذا الذي لايطاق ولايحتمل ، بعض الأخوة من المثقفين أو الوطنيين أو اللاطائفيين كما يحلوا لهم أن يسموا أنفسهم يرفضون التصريح بالحديث عن الفاعل والكشف عن هويته ، وإذا قلت بعض السنّة فتحوا بيوتهم للإرهابيين ليقتلوا الشيعة فانت طائفي ! وعليك أن تنتقد المقتول فقط لماذا يمشي ؟ لماذا يخرج من بيته ليزور الحسين ؟ أما القاتل فغير ملوم لأنه يدافع عن عقيدته التي يهددها السائرون الى الحسين عليه السلام !!! وعندما يصدر الكلام من غيرنا فلا حرج في الموضوع ! سليم الجبوري عضو مجلس النواب هذا الغارق بأموال العراق ويسبح بدولارات الشعب يقف في الجزائر وامام العالم ويصرّح بأن الإعدامات في العراق تتم على أساس طائفي !!! ويغمض عينيه عن آلاف الضحايا الذين سقطوا ويسقطون يوميا بفعل أصحابه الذين يدافع عنهم ! لاأحد يقول عنه طائفي ! ولا حكومة تحاسبه لأنها حكومة بائسة وغير محترمة ولاتصرّح حتى عن جنسيات المجرمين خوفا على أن لاتخدش العلاقة مع الدول الشقيقة ! أعود الى عنوان الموضوع لستُ طائفيا ؟ يعاتبنا البعض ويعتبر الحديث عن الأرهاب والتصريح عن الحواضن الإرهابية إنما هو حديث فيه إثارة طائفية ! وأقول حديثنا دائما لايتعدى الحدث وما يتعلّق به وأسبابه وننتقد أدواته من أي فئة كانت ...ولا نحابي احدا مهما كان قريبا أو بعيداً ، لقد أنتقدنا بشدة كل حالة سلبية سواء كانت من السياسي الشيعي أو غيره ، تعقبنا زلاتهم وهفواتهم وساهمنا بنشرها صغيرة كانت أم كبيرة ،إنتقدنا مجتمعنا ولازلنا نشجع على متابعة وملاحقة كلّ هفوة من شأنها أن تُسيء الى الآخر أو الى أنفسنا ، تعاطفنا بألم وأنتقدنا بجرأة كلّ حالة إساءة أو قتلٍ أو تفجير أو تهجير تعرّض لها المسيحي أو السني أو الكردي على حدٍ سواء مع الشيعي ، كنّا ولازلنا يؤلمنا كثيراً إراقة دماء أي عراقي من أي طائفة أو قومية أو دين ، لم نصمت ولن نهادن أي فاسدٍ أو سارقٍ أو قاتلٍ مهما كانت هويته السياسية أو الطائفية أو القومية ...أما أن نرى دماءنا تُسفك ونصمت ترفّعا وخوفاً أن أُتهم بالطائفية فهذا أمرٌ لاقيمة له، قد إنتهى زمن الحضر الذي كان مفروضاً على أوجاعنا... فعذراً ياأصدقائي لستُ طائفياً ...ولكن إن كان الكلام بوضوح يوصم صاحبه بالطائفية...فأنا طائفي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كريم البغدادي
2013-12-23
ياسيد المحنه الاولى بالنقد والتجريح هم الشيعه قبل غيرهم لانهم هم الضحيه في زمن صدام ولهذا اليوم لم يتعضو من هذه الدروس يجاملون على حساب جلودهم وعظامهم بالامس خرج قريب لي من سجن المطار فقال لي هناك مسجونين سعوديين منذ سنوات ومحكومين بالاعدام لعشرات المرات لتنفيذ عمليات ارهابيه ضد الشيعه وهم معززون مكرمون وينتظرون الافراج عنهم بالتبادل ويتباهون بهذا ياسيد المحنه من اساء الينا هم سياسي الشيعه ومن سرق اموالنا حكومتنا وسياسي الشيعه ومن اعاد البعثيين والصداميين للحكم الشيعه سقطو حكومة المالكي اعلاميا
صباح المهاجر
2013-12-22
احسنت يااخي كافي مجاملات على حساب دم الناس الابرياء لم يظهر اي صعلوك من صعاليك البرلمان المحسوبين على السنه وادان الجرائم او تعاطف مع الشهداء والله لو كانت هناك حكومه تحترم نفسها وشعبها لكفرة بهذه الديمقراطيه وعتقلت كل هؤلاء وحاكمتهم بمحاكم عسكريه ونالوا جزائهم العادل يوميا نذبح ونقتل ولايحق لنا الصراخ من الالم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك