المقالات

“ كونوا أحراراً في دنياكم...هديةُ الحسين الى الإنسانية “

592 11:18:00 2013-12-22

صالح المحنّه

مع مشاهدِ الوفود المليونية من المحبين والعاشقين السائرين على الأقدام متوجهين الى ابي الأحرار سيد الشهداء ، حيثُ عرصات كربلاء ، يتسابقون مع ساعات النهار بخطىً يملؤها الأملُ والثقةُ والثبات والإيمان بصدق عقيدتهم الحسينية الراسخة في ضمائرهم ، مع هذه الوفود التي إمتدت على مسافات طويلة فشكّلت لوحةً بشريةً إيمانية قلَّ نظيرها، وحينما ينتقلُ بك البصرُ الى الناحيةِ الأخرى حيث كربلاء وحيث الحسين ... فكأنَّما يطرقُ سمعكَ صوتُ الحسينِ عليه السلام محمولا على أثير النور الألهي يصدحُ بشعاره الأزليّ ...كونوا أحرارا في دنياكم ...تلك هي هديته الى هذه الأمواج البشرية السائرة بلهفةٍ لتلثمَ ترابَ قبره الشريف....بل هي نصيحتُه الى محبيه وإلى مَنْ ينشد الحريّة ويعشق الأحرار ، و هو دعاءه لهم أمتزجَ بأنفاسهِ الطاهرة الزكية، كونوا أحرارا في دنياكم ... مع أنَّ هذا الخطاب كان موجهاً الى فئةٍ كانت تقاتله وترفع السيوف في وجهه مع ذلك أهداهم هذه النصيحة ووهبهم هذه الدعوة الإنسانية !!! لإنه الحسين ... الحسين صاحب القلب الرسالي الذي لايجتمع فيه إلا الحب والرحمة والنصيحة حتى لأعداءه ، أهداهم هذا الخطاب الذي يعتبرُ قمّة في تجسيد الحرُية للإنسانية ، حتى صارَ عنواناً وشعاراً لكل مَنْ يروم التحررَ والعتق من العبودية ... العبودية بكافّة أشكالها ، فماأحوجنا اليوم ونحنُ نسيرُ على أقدامنا الى رمز الأحرار وسيد الأبطال أن نعيرهُ أسماعنا ونمليء بحبه عقولنا قبل قلوبنا ونستوعب خطابه ونستعين به على أمورنا ، حتى نعودَ من زيارته عليه السلام وقد تنوّرت أذهاننا وامتلئت أفئدتنا بنور هدايته لنميّز الخبيث من الطيب ، فلو فهمنا خطاب الحسين عليه السلام وملئنا به وجداننا سوف لن يصعب علينا إختيار مَنْ يمثّلنا في إمور دنيانا ، لو عقلنا دعاءه ونصيحتة عليه السلام وتمسّكنا به سوف لن نتوهّم في معرفة الحق ، ولن يسرقنا الفاسد ولن يغشنا الكاذب ، فنهج الحسين عليه السلام لايتعايش مع الفاسدين ولايهادن الخائنين والسارقين والمنافقين ، أتمنى أن لانجمع بين النقيضين دعم الفاسد وحب الحسين ! هدانا الله جميعا الى نهج الحسين وثبتنا على طريقه المستقيم طريق الأحرار والصادقين . وسلام على الحسين وعلى الذين إستشهدوا معه وعلى طريقه ورحمة الله وبركاته.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك