المقالات

عطايا قيصر

437 20:22:00 2013-12-22

مديحة الربيعي

يعرف معظمنا قيصر ملك الرومان؛أو هِرَقْل كما كانوا يسمونه؛عرف بقوته وسطوته إذ كان يحكم مايقارب؛نصف الجزيرة العربية والإمبراطورية البيزنطية وعاصمتها القسطنطينية؛وقد كانت إمبراطوريته واحدة؛من ابرز القوى الثقافية والاقتصادية والعسكرية في أوروبا.كان قيصر يقدم العطايا والهبات على الرعية وعندما يمنح أحدهم شيئاً يخاطبه الحاجب "خذوا أنها عطايا قيصر",أذ لم يكن يرى أن ما يمنحه لهم حقوقهم؛بل هي عطايا الملك على أعتبار؛أن كل ماهو موجود في خزينة الدولة ملكاً له؛وأن ما يقدمه لهم هو تفضلٌ منه وهو وحده من يحدد مقدار العطاء.يذكرنا موقف القيصر بتصرفات؛بعض الساسة في العراق حين يقدمون الهبات والعطايا؛وكأنها من جيوبهم والعراقيين فقراء وهم يتصدقون عليهم,رغم أن هذه الأموال هي الشعب؛وأن المسؤول ليس أكثر من موظف من واجبه أن يخدم من الناس؛ويحرص على مصالحهم لا أن يسخر الشعب وإمكانات؛البلد لخدمته هو وحاشيته,عل الأقل قيصر؛كان مقاتلاً مقداماً يخوض الحروب؛والمعارك ويجازف بنفسه من أجل؛أن يوسع رقعة الأراضي التابعة لأمبراطوريته,ليحقق أكبر قدرٍ من المكاسب,ورغم هذا كله فأن ذلك فهو لم يكن منصفاً؛ فيما يتعلق بتقديمه العطايا بصفته المانح أو المالك,فكيف سيكون الحال أذن مع من يقبعون؛خلف أسوار المنطقة الخضراء ويأخذون ثروات طائلة؟ لم يبذلوا فيها أي جهد يذكر؛فهي من خيرات وثروات هذا البلد.أما ساسة العراق فهم لن يخرجوا من قصورهم؛إلا بموكبٍ سيارات يزداد عدد سياراته؛كلما أزداد منصب المسؤول أهمية,ولن يواجهوا خطراً سوى التخمة والأصابة بالسمنة؛ بسبب الولائم وأقامة الحفلات,فيما يأن الفقراء من الجوع والعوز,وتسحقهم رحى الحرمان,وتمزق أجسادهم سيارات مفخخة وعبوات ناسفة؛يساهم في دخولها المتصارعين على الكراسي,وأهمال وفشل القائمين على الملف الأمني,ممن لاهم لهم سوى البقاء لأطول فترة ممكنة على رأس السلطة.ليس من حقكم أيها الساسة؛أن تمنحوا النزر القليل مما هو ليس لكم اصلاً وليس من اللائق أن تلقوا؛فتات موائدكم لهذا الشعب,قطعة أرض أو مبالغ زهيدة,تمنح فقط في أوقات الأنتخابات,فالشعب العراقي هو صاحب المال ولن يأكل فتات الموائد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2013-12-25
ضرورة حماية المنطقة الخضراء من الانقلابيين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك