أثير الشرع
لعّل مُتبنيات وأديولوجيات أغلب السياسيين والمعارضين العراقيين, الذين كانوا موجودين على الساحة السياسية إبان النظام السابق, أو ممن ولجوا العملية السياسية بعد سقوط الصنم؛ جعلت من العراق" ساحة حربٍ" مفتوحة لكل المافيات العالمية والميليشيات المدعومة من الخارج.قبيل تحرير العراق من براثم البعث, مهّد الطاغية صدام لجعل العراق ساحة حرب لا تنتهي؛ عبر تشكيل ودعم ميليشيات حكومية سميت بأسماء عديدة منها: فدائيي صدام, ناهيك عن الأجهزة الأمنية الكثيرة الي كانت تثير الرعب بين المواطنين, وتعتقل من يتطاول على (القائد الضرورة).في سابقة لم نشهدها فوجئنا بإعلانٍ غريبٍ لمواطن يعرض نفسه للبيع؛ ليبتاع لعياله (راحة البال)..! وليعبر هذا المواطن عن سخطه وإمتعاضه لما آلت اليه ظروف العراق من واقع مأساوي, أصبح المواطن يدرك تماماً أن اغلب السياسيين يمتلكون ضميراً ميتاً؛ واصبحت مناشدة المواطن للعيش الهانئ؛ كوميديا ساخرة يتلذذ بها الساسة, ان سذاجة بعض السياسيين الذين سيستهم الدول الداعمة لهم وظروف ما بعد التغيير, يتصورون ان للشعب العراقي: آذان صماء, وعينان حولاء, ولسان أخرس؟! بل ان للشعب العراقي ميزة الصبر وللصبر حدود, وللشعب العراقي, تأريخ مُشرّف ونضال طرزه التأريخ بحروف من ذهب, وما الأحداث التي نشاهدها ونعيشها على الشارع العراقي؛ ماهي إلا مشاهد دخلت الواقع العراقي بدون استئذان, وعلينا جميعاً طرد أبطال هذه المشاهد التي أثرت في نفوس جميع أبناء الشعب الى مزبلة التأريخ, ومن أحسن الأداء نحتضنه ونثمن له دوره؛ الإنتخابات التشريعية المقبلة, فرصة لا تعوض للتغيير المثالي لعموم مفاصل الحياة في العراق, لنراجع ملف كل مسؤول ولنكافئ الصالح ونبعد الطالح عبر صناديق الإقتراع في 30 نيسان عام 2014؛ لنجعل هذا اليوم "ثورة حقيقية للتغيير" ولنختار من سيصلح ويفعل ما يقول ولنبعد المتقولين الذين يثرثرون عبر شاشات التلفزيون ولا يفعلون شيئاً سوى النقد والنقد "التسقيطي" الغير مجدي على الإطلاق.يتحتم على كافة السياسيين الإبتعاد عن "التسقيط السياسي" وولوج الإنتخابات المقبلة بروحٍ وطنية بعيدة عن حب التملك والسيطرة.وهذه الصفتان للأسف تعتريان الأغلبية ممن يريدون التسلق على أكتاف الجماهير, لأخذ دوره في المرحلة المقبلة, ناسياً أو متناسياً إن الشعب العراقي قد عقد العزم على التغيير؛ لكي يعود العراق الى حجمه الطبيعي الرائد في مصاف الدول المتقدمة في كل المجالات, وليعود أبناء العراق, الذين غربتهم ديكتاتورية صدام وعنجهيته, والكاتم والطائفية المقيتة, لخدمة الوطن؛ على حكومتنا الحالية الإعتراف, إنها لم تحسن التعامل أو التحالف مع من هم وطنيين مخلصين خدموا العراق وقارعوا النظام السابق, واليوم نرى هؤلاء خارج الحكومة ونتمنى تصحيح المسار عبر تحالفاتٍ صحيحة تنكرُ الذات لتستطيع خدمة الوطن والمواطن.
https://telegram.me/buratha