المقالات

مسك الأرض وفقدانها

484 23:41:00 2013-12-23

بقلم \ عبدالناصر جبار الناصري

مامن جيش في العالم يمسك الأرض التي يقاتل من أجلها ويفقدها بكل سهولة نتيجة إهمال وترهل وسوء تخطيط وأن حدث هذا فهو يدل على عدم وجود خبرة عسكرية تتحرك على الأرض ولها القابلية على التفكير والعمل العسكري الجاد المبني على أسس مستقبلية تؤدي الى السيطرة الكاملة على كافة المناطق المستهدفة أو التي يشم منها رائحة العدو

لا أحد ينكر سقوط محافظة الأنبار بيد الإرهابيين وتنظيمات القاعدة بمختلف تسمياتها بعد سقوط نظام صدام حسين بعدة أشهر وهذا ماجعل امريكا وعظمة جيشها عاجزة عن مسك الأرض وكانت الفلوجة بمثابة النار الموقدة لجنود التحالف إضافة الى الجيش العراقي الذي تشكل حديثا وكل الموازنات التي خصصت للمجال الأمني باءت بالشفل وذهبت تلك الأموال هواءً في شبك

كل تلك التضحيات والأموال لم تحقق أي إنتصار يذكر على فلول القاعدة وأعوانها وكانت القاعدة مستمرة في سيطرتها على الأرض , إلا إن هذه السيطرة لم تدم طويلا بفضل بروز الشخصية الوطنية التاريحية الشهيد البطل عبدالستار أبو ريشة الذي قاد صحوة الأنبار وإستطاع ببعض الإمكانيات أن يحقق إنتصارا تاريخيا عجزت عن تحقيقه القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها إضافة الى الحكومة العراقية وجيشها

وبعد فترة قصيرة أستطاع المرحوم أبو ريشة أن يحقق مبدأ مسك الأرض وأصبحت كل مناطق الأنبار تحت السيطرة وإستطاعت الحكومة العراقية أن تدخل تلك المناطق وتمت السيطرة عليها بالكامل بفضل تعاون قوات الصحوة معها

إلا إن الحكومة بسبب فشلها لم تستمر في هذه السيطرة وبدأت شيئا فشيئا تترك تلك المناطق مما أدى الى فسح المجال أمام الأرهاب للعودة مرة أخرى الى تلك المناطق إضافة الى الفشل السياسي والخدمي الذي لم تحسب حساباته هذه الحكومة , كل هذا ولد فراغا سهل للإرهابيين الدخول من خلاله مرة أخرى

كل الإنباريين رحبوا بقوات الحكومة وساعدوها بكل قوة في المرحلة الأولى لكن الحكومة لم تستمر في دعمهم بسبب بعض الإملاءات التي وجهت إليها من قبل دول إقليمية وإنحدارها الى المنحدر الطائفي الواضح والذي تسبب في فقدان الثقة بين الحكومة من جهة وبين الشعب في الأنبار من جهة أخرى

على الحكومة أن تعي جيدا بأن مبدأ مسك الأرض لايمكن أن يتحقق بالجانب الأمني والعسكري فقط مالم يرافق ذلك عمل سياسي وبث الشعور الوطني في نفوس الشعب الذي يتواجد بالقرب من تلك المعارك

ماكان للإرهابيين أن يتواجدوا بهذه القوة في تلك المناطق لولا تعاون البيئة الحاضنة لهم هذه البيئة الحاضنة لايمكن أن تتعامل معها الحكومة كعدو مباشر لأنها مهما تكن فهي فئة تعاونت لإسباب قد تبدو من وجهة نظرها موضوعية أو ربما لأسباب خارج إرادتها

لوكانت حكومتنا ماسكة بهذه الأرض وحاضنة لشعبها في الأنبار لما كنا قد شهدنا هذه الأحداث الدامية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك