بقلم... ادريس الحمداني
لا يختلف اثنان في ان الامة التي لا تكرم عظمائها هي امة محكومة بالفشل لان الذي يرسم تاريخ امته ويصنع كيانها هم العظماء فعلا والامة اية امة بعلمائها وعظمائها وثوارها وشهداءها .ومن يهمل عظمائه وثواره فانه يهمل تاريخه ويحكم على وجوده باللغو ......لذلك فان المسلم حين يعتز بعقيدته الاسلامية وبكيانه الاسلامي يجب عليه ان يعتز بصانعي هذا الكيان وبرواد هذه المسيرة ......ومن يا ترى اعطى وبذل وصنع وقدم للامة والرسالة كالحسين بن علي (عليه السلام ) ؟ بعد النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) وامير المؤمنين ( عليه السلام ) ؟ان في احياء ذكرى الحسين ( عليه السلام ) بمختلف الاساليب المعقولة والمشروعة تخليدا لعظمائنا وشكرا لهم على ما قدموا في سبلنا وفي سبيل رسالتنا ودعوة للاخرين كي يهتدوا بهداهم .
ان في احياء ذكرى الحسين ( عليه السلام ) احياء للملاحم البطولية المؤمنة التي ادار رحاها سبط رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) ورمز من رموزنا المقدسة واحياءا للروح الايمانية الجبارة والارادة العقائدية التي لم تقهر تحت اعلى الظروف واقساها . ان احياء ذكرى الحسين ( عليه السلام ) يعني احياء تلك الشعارات التي رفعها الحسين ( عليه السلام ) واصحابه الاحرارفي كربلاء والتي من شأنها احياء المسلمين في كل مكان وزمان ألاما احوجنا الى تلك الشعارات: (لا ارى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما ) ( الا وان الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين : بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة )
تلك الكلمات التي كانت تنصب كالحمم على رؤوس الاعداء وذلك الانفجار الثوري النبوي الذي كان ينطلق تحت سيل الدم والنار والحديد وامام جثث الضحايا من الاخوة والاولاد والانصار . وفي كابوس مأساة عطش النساء والاطفال وصراخهم الذي كاد يشق عنان السماء .ولذلك كله فلو اعطت الانسانية يوم عاشوراء حقه لاحتفلت به كيوم للحرية والكرامة والانسانية . اما للذين يقولون لماذا لا تحيون ذكرى النبي ( صلى الله عليه واله وسلم )كما تحيون ذكرى الحسين (عليه السلام ) ؟
نقول ..... اننا حين نبكي الحسين (عليه السلام ) نبكي على فلذة كبد الزهراء بضعته العزيزة عنده اننا بذلك نواسي رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) ايضا كما اننا نحتفل ايضا بذكرى النبي (صلى الله عليه واله وسلم سواء في ولادته او بعثته او وفاته ولا نتنكر لجميل اعظم انسان ضمه هذا الكوكب وهو محمد ( صلى الله عليه واله وسلم )كما كما تنكر الاخرون الذين حرموا الاحتفال بذكرى مولده الشريف ونفرح كذلك ونحزن في ذكرى ولادة الامام علي ( عليه السلام ) بطل الاسلام الاول ووفاته ونحن نعتقد ان ليس هناك بعد رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) من هو افضل من علي بن ابي طالب (عليه السلام ) ومع ذلك فان الميدان الاول لمجالسنا واحتفالتنا هو عاشوراء .
والسبب في ذلك هو عظمة الحسين ( عليه السلام ) التي تفرض نفسها على الضمائر فرضا . والصراع الدموي العنيف بين الحق والباطل الذي يهز الانسان في اعماقه ذلكم الصراع الذي انقذ الاسلام من محنته الثانية وهي محنة الانحراف ومحنة العدو المبرقع بالاسلام وهم بنو امية .ولعل كل غيور يتفق معي في ان خطر هؤلاء كان اشد على الاسلام من خطر الكفر الصريح فهذا هو الذي يجعلنا على قناعة تامة بان احياء ذكرى الحسين ( عليه السلام ) هي احياء لذكرى الرسول (صلى الله عليه واله وسلم ) وعلي (عليه السلام ) والحسن (عليه السلام ) وكل مجاهد في هذا الطريق . لان احياء ذكرى الفرع لا يعني اهمال الاصل بل هو احياء للاصل ايضا ........
بقلم... ادريس الحمداني
https://telegram.me/buratha