المقالات

محاكمة المفسدين علنياً

576 13:31:00 2013-12-24

واثق الجابري

"وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْماً وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِين"، بتلك الأية القرأنية وقفت السيدة زينب عليها السلام في مجلس الطواغيت، أطلقت عنان ثورة تدق طبولها منذ بدء الخليقة الى يوم الدين، ذروتها بإستشهاد قائدها، صرحت للملايين أن تقتفي الأثر نحو الحرية والكرامة والإصلاح ومحاربة المفسدين.ثورة أختزلت تاريخ الإنتفاض ضدالظلم على مرّ العصور، قمة بالتضحية والجود بالنفس.الملايين تتجه صوب قبلة الأحرار، تهفو قلوب المعشوقين الى مجد التضحية والكرامة والإباء، إقتداء بعقلية الهاشمين وزيارتها سيد الشهداء. إعلان ثورة عارمة ضد الظلم والفساد والإنحراف والطاغوتية.ملايين تجتمع من أقصى المعمورة في كعبة الأحرار، تضرب مثل التكافل الإجتماعي والتعاون والتضحية، صورة لا يختزلها كتاب ومقال وتعبير شاعر، قلوب تجتمع على حب منهج الإمام الحسين عليه السلام، تسعى لإنتهاج رفضه الظلم وفساد السلطات، تنطق بصوت الوحدة ونبذ التفرقة والعنصرية.قضية لم تكن عابرة في التاريخ، ولم تتجاوزالإنسانية رسم خطواتها لإنارة طريق الحق، ملايين تقارب سكان العراق سنوياً، تسير كالسيول البشرية، تستلهم دروس الأحرارمن قائد الثوار، تستمد العزم والإباء والقيم النبيلة، هدفها أنساني واحد خلقت له البشرية الاّ من شذ عن الإنسانية.بُعد فكري وسياسي إصلاحي للعطاء، نقلت قضية من باطن الصحراء الى عاليات السواري وأمهات الكتب ومناهج الثورات والعطاء، قمة في التصدي ترك أرث كبير، ذبحت قرابين مئات الألاف من المؤمنين السائرين الى طريق الحرية، كشف وجوه الكثير من الجلادين، وأيقن العالم أن في كل عصر حسين ذبيح ويزيد ذباح، وطبقة ظالمة وطبقة مظلومة، وشعب يبحث عن العيش وسلاطين يبحثون عن السلطة والسطوة والقوة، ومنابر للخير وكراسي للباطل.محاكمة علنية أزاحت سِتار ملحمة إنسانية من العطاء والتعايش الاجتماعي والتعاون والتفاني، وإستلهام عِبَر دروس منهج خالد، تعبر بكل جلائها: إن الصبر مفتاح للفرج والحق لا ينتهي وإن خسر جولة.رفض الضيم والخضوع والإستسلام يعلو صوت كربلاء الى بقاع العالم، يسمع الجبارين بصوت صريح: إن الله يمهل المفسدين ولا يهمل المحرومين.الملايين في العراق يشاركون مسيرة الأربعين، يهتفون بصوت واحد "هيهات منا الذلة"، يرفضون منهج التفرد والتسلط والفساد، يتطلعون الى دولة عصرية عادلة، تقودها مؤوسسات لا تختزل بأشخاص، تُبعد مفاهيم المحاصصة والمنافع السلطوية، تطلب أبسط حقوق العيش الكريم، من أمن وكهرباء وخدمات، وشعور بالإنتماء الى وطن يقودة فكري إصلاحي على خطى ثورة الإمام الحسين، عبرت عنه صرخة السيدة زينب بوجه الطواغيت، حكمت بصورة علنية والقرار: من لا يخدم شعبه لايذكره التاريخ.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك