محمد الحسن
ليس بعيداً عن كربلاء, ولا عن العالم بإسره؛ فالمسلمون جزءٌ من الدنيا, والشيعة جزءٌ من المسلمين.. وما كان خافياً عن الأبصار, صار متاحاً للجميع..ثمة سؤال نتج عن تطور, أبتدأ إستخفافاً, وتحوّل إلى إستنكار, ثم إلى تكفير وقتل, وبعدها أنشقَّ المستخفون والمستنكرون؛ فريقٌ يقتل ويكفّر, والفريق الأغلب أفرز السؤال التالي: هل الحسين على حق؟.. هل الشيعة مسلمون؟..وعندما ينتج العقل سؤالاً, فهذه علامة على إنه يعمل..!إن الجرأة على طرح هكذا سؤال تعد خروجاً عن النص, ذلك الذي أراده بعض سدنة الحقيقة, ولا ريب إنها ملك الله وحده.. ولازال الشيعة يهرولون صوب الحسين, وما من شيء قادر على إيقاف ذلك الزحف.. أنتهى عصر الدبابات, وجاء زمن المفخخات, وقبل هذا؛ أحسّ أوباش البعث بعدم قدرتهم على التحدي, ثم سقطوا, وراحت الملايين تتكاثر في كلِ يوم.. جاءت أسماء كثيرة, ولم يعر لها المنصتون لصوت الحسين أدنى إهتمام, فمن يتعلم العشق يمقت الحقد حد العناد. تلك هي الحقيقة الناصعة التي لا غبار عليها, إنفجار واحد كفيل بمضاعفة الأعداد, ولعلها عدوى أصابت سائر البلدان؛ فما عجز عنه الفلاسفة وأصحاب الثورات الإجتماعية, حققه سبط النبي, وهو يرتّل نشيد المجد من عمق التاريخ..تكاثرت أعلام الدول المناصرة للحسين, حتى صارت ثورته عالمية, وأتحد تحت رايته الإنسان, وكأن (جون, ووهب, وعابس, وحبيب, والحر,...) جاؤوا مع قبائلهم من جديد.. حتى ذلك الراهب الذي نحت الرأس الشريف, جاء هذه المرة..!ثمة أرجاس لا تقربهم الحقيقة, ظلام أراواحهم لا يصله نور, وحشيتهم تستحي منها الأرض, قلوبٌ غلفٌ مسخها الله قاراً, وهم ذاتهم أعداء الحسين وجد الحسين, ففي تلك الأرض, كان يعيش أبو سفيان وأبو جهل.. أحفادهم قابعون في وحلِ النجاسة إلى الآن, وأربابهم تتعفن بهم حظائرهم... دين محمداً (ص) ينمو, والله كفيل بحفظه.. قصة الأرض مع الحق؛ هنا, في كربلاء, أُختزلت الرسالة المحمدية, وبها تُدرك الحقيقة.
https://telegram.me/buratha