الحاج هادي العكيلي
كم هو وهج الحب المتقد في مهجة شعب عشق قائد حر ،فتنقضي الايام وتتهاوى العروش وتزول دولا وتقوم اخرى ، وتبقى مسيرة زيارة الاربعين قائمة وبمسار سرمدي يأبى الانقطاع والزوال مهما حاول الظالمون اعاقته ، يستمد قوته من المبادئ التي غرسها الامام الحسين عليه السلام بثورته العظيمة ضد اهل الظلم والانحراف الذين توهموا بان قتله سيكبت مظاهر الرفض والاستنكار لأفعالهم ألمشينة فإذا بدمائه الطاهرة تتحول نبراسا مشعا في طريق الثائرين على مدى العصور ، يستضيئون بأنواره الربانية في طريق محاربة الظلم والظالمين واسترداد الحقوق المستلبة.وكم هي الماسي التي مرت والآلام التي رافقت زوار الامام الحسين عليه السلام ، واستمرت المعاداة لهم ، وبشاعة الجرائم الارهابية التي أرتكب بحقهم إلا أنها لن تثنِ عزيمة محبيه في التوجه إلى مرقده ، بل أنها أصبحت عاملاً محفزاً وأشعلت روح الحماسة في نفوس الملايين على مختلف جنسياتهم من أجل المشاركة في مسيرة العشق الحسيني ، التي أثبتت الايام أنها تزداد حجماً وأتساعاً كلما زادت الضغوط المسلطة عليها من قبل الانظمة الديكتاتورية التي تعاقبت على حكم البلاد طيلة العقود والقرون السالفة .فالـتأريخ يروي لنا احداثا كثيرة عن ظلم الحكام لزوار مرقد الامام الحسين عليه السلام في محاولة بائسة منهم لإيقاف زحف الجموع المؤمنة صوب ابي الاحرار ولإسكات صرختهم المدوية الخالدة المزلزلة لعروش الطغاة ألا وهي (لبيك يا حسين).فقد حاول الوالي الاموي الحجاج الثقفي ((المعروف بتجبره وطغيانه)) ايقاف توافد المؤمنين الى قبر الامام الحسين (ع) من خلال اصدار اوامر بقطع يد أو رجل كل من يتوجه لزيارة الامام ألحسين غير ان محبي العتره النبوية الطاهرة لم يذعنوا او يخشوا هذه العقوبة الوحشية واصطفوا في طوابير قطع اطرافهم كتأشيرة مرور لزيارة سبط الرسول الاعظم(ص) ، واستمرت معاناة محبي الامام الحسين طيلة فترة الحكم الاموي ولكن بنسب متفاوتة اعتمادا على تساهل او غلظة الحاكم الاموي ووالي الكوفة .واستمرت معاداة زوار الامام الحسين فضيقت عليهم الدولة العباسية وفرضت عليهم اتاوات مالية وقامت بالتنكيل بهم وتشديد العقوبات عليهم وهددتهم بالاعتقال في سجن مظلم يقع تحت الارض ، بل وصل الامر الى انه يتم هدم قبر الامام الحسين عليه السلام وذلك في عصر الحاكم العباسي ألمتوكل وكذلك استمرت المعاداة لزوار الحسين حتى في نظام البعث الصدامي الديكتاتوري بإلقاء القبض عليهم وزجهم في السجون ولكنهم لم يمتنعوا من زيارته رغم قسوة النظام .فقد زحفت صوب كربلاء التضحية والفداء حيث مثوى أبي الاحرار الامام الحسين عليه السلام لإحياء ذكرى الاربعينية في مشهد مهيب يعبر عن مدى الولاء والارتباط بالعتره النبوية الطاهرة وتحدياً لإرهاب الجماعات التكفيرية وأجرامهما ، تسابقت أقدام الزائرين نحو قبلة الاحرار لتقطع مئات الكيلومترات مشياً على الاقدام بخطى واثقة متمسكة بحب الحسين ونهجه وسائرين على خطاه غير مبالين بحقد التكفيريين الحاقدين على الانسانية جمعاء وخاصة على محبي أل بيت النبوة الطاهرة .لقد تسابقت أقدامنا اليمنى قبل اليسرى مع تساقط دمعاتنا لتصل أرض كربلاء شوقاً إلى لقاء أبي عبدالله الحسين ( ع ) ، فبلقائه تذهب أوجاعنا ، وعرفنا أن الدرب طريق حق ، فتركنا العيال والمال والأوطان ،وجئنا بقلوب مخلصة مملئة بحب الحسين مجددة العهد على البقاء على السير على مبادئ ثورته ضد الظلم والطغيان .
https://telegram.me/buratha