المقالات

لا تجعلوها نصف معركة أو نصف انتصار /

527 09:08:00 2013-12-27

حافظ آل بشارة

مقالي السابق كان بعنوان (لماذا لا نقاتل من يقاتلوننا؟) قلت فيه : (ان ما يجري من ارهاب هو ‏اعلان حرب على العراق وغزو علني من دول ‏معروفة تتوغل قواتها في ‏اعماق المدن العراقية ‏وتقاتل وتفجر وتزرع الموت والفوضى ... العدو الغريب في داخل وطننا ‏يقاسمنا الارض ‏والموارد ‏ويقاتلنا ويهزمنا ! هذا عار لا تمحوه الا الدماء ) ‏وصادف ان بدأت الحملة الاخيرة على ‏الارهاب . حرب كهذه ليست حرب جبهات تقليدية تعتمد خطة خندق مقابل خندق ، بل هي ‏حرب عصابات فيها الكر والفر والمناورة وهي مجال خصب لاستخدام الاعلام والحرب النفسية ‏، لحد الآن كشفت هجمات الجيش في الغرب ان الأرهابيين الغرباء هم عصابات ضعيفة المواقع ‏واهنة التحصينات بدائية في انتشارها وتدابيرها الدفاعية ، اكتشف قادة العمليات ان هؤلاء ‏يعيشون على ضعفنا وليس على قوتهم ، فالعدو يفتقر الى الحاضنة الشعبية المؤيدة والواعية ، ‏غرباء يرفضهم كل شريف في غرب العراق ، لكنهم يختفون في بعض الارياف ويتخذون من ‏بعض المنازل مأوى اجباريا لهم تحت تهديد السلاح او يغمرون اصحابها بـ (الشدات) او ‏‏(الدفاتر) كما يسميها الصرافون ، هناك من يبيع كل شيء بالشدات ، اثناء التفتيش عثر جنود ‏الفرقة السابعة على ارهابيين متخفين بالعباءات وسط النساء في المنازل ! قال ضابط استخبارات ‏‏: ان سكان بعض القرى يعيشون خارج التأريخ فهم يعبدون صدام ويحتفظون بصوره وهو ‏يشوي التكة او يطلق النار من مسدسه وهو يرقص سكرانا بيشماغ احمر وشاربين غليضين ‏وترقص معه نساء القرية بثيابهن القذرة ، هذا النوع من الناس هو الذي يحتضن الارهابيين ، ‏انهم ضحايا الفقر والجهل والعزلة والاهمال الحكومي ، وكل من الحاضن والمحتضن هو ضحية ‏لظروف استثنائية ، متخلفو النهج الصدامي الهمجي يحتضنون متخلفي الصحراء السعودية وكلا ‏الفريقين مسير غير مخير لا يعرف من هو وماذا يريد ولماذا يقاتل ولماذا ينتحر ! ... يجب ان لا ‏تتوقف المعركة الا بعد اعلان تطهير جميع مناطق العراق من الارهابيين ، واذا توقفت في ‏المنتصف ستمنحهم قوة اضافية ليعودوا عودة انتقامية خطيرة ، ولكن استكمال المعركة يحتاج ‏الى الامساك بالاهداف المحررة لكي لا يعود اليها الهاربون ، ثم مطاردتهم من قرية الى قرية ، ‏وامساك الحدود الغربية بقوة ليلا ونهارا وعدم السماح بأي تسلل ، وتنشيط الصحوات الاصيلة ‏الشجاعة وتوحيدها وزجها في المعركة ، وترك رؤساء العشائر يتصرفون ومنحهم الثقة ‏ومساندتهم في هذه المعركة . اما على الصعيد السياسي فالمطلوب وحدة موقف ووحدة هدف ، ‏سترون كيف يصرخ ساسة (الشدات) محتجين على القوات المسلحة مدعين بأن هناك انتهاكا ‏لحقوق الانسان واعتقالات عشوائية وتدميرا لمنازل الناس ومزارعهم ، ويبثون من فضائيات ‏‏(الشدات) صور ضحايا وهميين لرسم صورة سيئة لهذه المعركة الفاصلة . هذه ليست معركة ‏الحكومة او معركة حزب او شخص بل هي معركة العراق وهو يريد التحرر من الاحتلال ‏الارهابي ، مشروع الانقاذ يواجه اعداء كثيرين ابرزهم الفساد السياسي والفساد المالي والاداري ‏، والاختراق السياسي والامني لمؤسسات البلد وسلطاته ، لكن الانتصار في المعركة ضد ‏الارهاب سيفتح الابواب لمعارك أخرى لاجتثاث الفساد والاختراق والتبعية .‏

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك