المقالات

ولا يرضى لعباده الكفر

426 10:06:00 2013-12-27

محمد مكي آل عيسى

في قوله تعالى : إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ [الزمر : 7]ألم يكن من الأولى أن يقول ولا يرضى من عباده الكفر ؟أو أن يقول ولا يرضى بكفر عباده ؟أو غيرها من التعابير التي تبين عدم رضا رب العباد على عباده عند كفرهم به ؟. . .

لكن بقليل من التأمل نستشعر أن هناك بعدا آخر في الآية فهي لا تنظر لرضى الله وسخطه بسبب كفر الناس به أبدا بدليل أنها بدأت ببيان أن الله غني عن العالمين وأن عبادة الناس له وكفرهم به لا يزيد في ملكه ولا ينقص شيئا وهو غني عنهم كل الغنى . لكنها ناظرة إلى أمر آخر وهو أن الكفر صفة دنيئة سيئة تهبط بمستوى الإنسان ليتسافل دركة بعد أخرى على سلم التكامل الإنساني فيفقد بذلك إنسانيته التي خلق من أجلها .وأن الله يحب الناس ولا يرضى لهم أن يسلكوا هذا المسلك المضر بهم والذي يقودهم للشقاء والخسارة الأبدية حيث أن الكفر هو إنكار للحق وهذا لا يليق بالإنسان وإنسانيته كما أن الكفر إنكار لنعم المنعم وتفضله . وإنسانية الإنسان تتحقق بشكره المحسن لا بجحوده ((وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ)) ونرى أن الله قال ولا يرضى لعباده الكفر فخصهم بنفسه وقال عباده إعتزازا بهم تبارك وتعالى فهو جلّت قدرته رؤوف بعباده محب لهم لا يرضى لهم ما يؤذيهم ويشقيهم بل يريد لهم كل خلق حسن ومنها الإعتراف بالحق وضرورة شكر المحسن وحمده والثناء عليه .لذا أكد جل وعلا على توحيده فبذلك يحكم العقل ويسود النظام القيمي الأخلاقي العالي على المجتمعات الإنسانية ويكون قانون الحق والمبادئ هو الحاكم فيها لا غيره.وهنا نرى أن عين الرعاية الإلهية تتعلق بسعادة الناس ووصولهم إلى حقيقة الإنسانية إلى ما ينفعهم بحق لا لحاجة منه تعالى لذلك لكنه جل شأنه لطفا بهم ورحمة بهم يدعوهم لما فيه رضاه وصلاحهم ولا يرضى لهم غير ذلك .والله العالم محمد مكي آل عيسى

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك