حسن الراشد
وقع انفجار شديد وقوي قرب مجمع ستاركوا ببيروت بفعل سيارات مفخخة او عبوات ناسفة بقرب الموقع الذي تم فيه اغتيال الحريري والد سعدو الحريري .. والقرائن كلها تشير الى وقوف السعودية وتحديدا بندر خلف العملية ..
الدليل الاول: كل القنوات اعلنت الخبر العاجل حول الانفجار ولم تنشر اي بث مباشر قبل عن الانفجار لحظة وقوعها سوى قناة المستقبل والعربية نقلا عن الاول وبث مباشر ايضا.
الثاني: ان كاميرا قناة المستقبل كان موجها من موقع خلف موقع الانفجار نحو موقع الانفجار .
ثالثا : ان هناك اعداد مسبقا وتنسيق مع الارهابيين لتصوير العملية قبل الانفجار واثناء حدوثه لايصال رسائل واضحة للاطراف المطلوبة ولخلق البلبلة وجني المكاسب السياسية .
ولكي نعرف ان السعودية وعبر تنظيمات القاعدة وبتنسيق مع الاسرائيليين هي من يقف خلف العملية التي حسب مصادر امنية وتقارير المراسلين كانت تستهدف وزير سابق في حكومة حريري السابقة محمد شطح ..لابد من معرفة شخصية محمد شطح الذي كان وزيرا للمالية في تلك الحكومة فهو كان من احد اقرب المقربين للسعودية ولتيار المستقل وكان لفترة وحتى اخر حياته معتمدا جيد لدي السفارة الامريكية ومنسقا معهم حتى ان البعض اعتبره بانه مخبر كبير بحكم معرفته للخارطة السياسية والمذهبية للبنان وكان يرفع تتقارير مفصلة عن الشخصيات والاطراف المحسوبة على تيار 8 اذار وتحديدا التيار الشيعي وحزب الله للامريكيين ويزودهم بادق التفاصيل عن الشخصيات الشيعية النافذة في لبنان وخصوصا قيادات حزب الله .. وقد يقول قائل ان هذا بحد ذاته يكفي لاتهام حزب الله او سورية بانهم يقفون خلف العلملية الارهابية ،، ولكي نثبت ان السعودية هي التي تقف خلف الحادث وانها اخذت على عاتقها ان تستمر لوحدها في معركة ضرب سورية وايران وحزب الله وتشعل المنطقة كما اعلن بذلك السفير السعودي في لندن في مقال نشره في اهم الصحف الامريكية وعليه يجب ان نأخذ كل هذه المعطيات بعين الاعتبار حتى نعرف ان الجهة التي تقف خلف العملية واغتيال محمد شطح هي السعودية لوحدها وطبعا بتسيق مع مييلشيات المستقبل وبتنفيذ من الاغبياء والحاقدين في تنظيمات القاعدة ..
محمد شطح يعتبر صندوق معلومات لن يقل اهمية عن شخصية وسام حسن الذي اغتالته ذات الجهات .. ففي اغتياله وبالطريقة التي تمت اي بالسيارة او السيارات المفخخة او بعبوة ناسفة قوية يكشف الامول التالية :
اولا: ان السعودية قد اوفت بوعدها انها ستخوض لوحدها المعركة وتستمر في مواجهة ايران وسورية وحزب الله وها هي قامت باالخطوة الاولى ضمن المخطط التصعيد الذي تبنته وباعتراف سفيرها في لندن .ثانيا : ان السعودية وبعد ان خسرت نفوذها في المنطقة وهي تشعر بانها معزولة فان الاسلوب الامثل لاثبات الذات والظهور بمظهر الذي مازال مؤثرا في الساحة الاقليمية ويملك اوراق لقلب الطاولة وخلط الامور فانها اتخذت قرارا كارثيا وخطيرا بالتصعيد الجنوني عبر التفجيرالميداني وتدمير الحياة والانسان في كل مكان وعلى كل الاتجاهات .
ثالثا: كما ان اغتيال رفيق الحريري كان قد تم في نفس الموقع تقريبا وفي ظرف كان لابد من خلق حدث كبير يتم الجني منه سياسيا وبشكل كبير وفعلا تم تحقيق ماكان يراد منه بتغليب كفة السعودية في وقتها واخراج الجيش السوري من لبنان وتنفيذ المخطط السعودي الاسرائيلي الحالم بتحويل لبنان الى مزرعة عائلية يمرح بها الاخيرين فان استهداف شطح يدخل ضمن ذات المخطط ولكن جاء في الظرف الخاطىئ وبحسابات مغلوطة لان العالم يعرف ان السعودية تعيش اليوم في ازمة وفي صراع مع الجميع وانها تحاول بكل الوسائل انتزاع نصر وتحقيق نقاط ..والغريب ان الانفجار والاغتيال جاء مباشرة بعد يوم من اعلان كتيبة عبد الله عزام مسؤوليتها عن التفجيرين اللذان استهدفا السفارة الايرانية ولاغرب ان يقوم ببغاوات وسياسيون فقدوا الحنكة السياسة وبغباء السياسي باتهام ايران - وحزب الله - بانها تقف خلف العملية وربط ذلك ببيان كتيبة عزام وكأن لدي الايرانيون او حزب الله تلك القدرة الخارقة على متابعة تحركات شطح وخلال ساعات بعد اصدار بيان عزام اعداد خطة وتجهيزات ومراقبة لتنفيذ العملية وهم اي السياسيون المحسوبين على الخط السعودي يعودون وليس فقط يناقضون انفسهم وانما لدرأ اي شبهة عن الدور السعودي في التفجير بالقول ان الاستهداف قد لا يكون المقصود منه هو شطح !!وفي هذا الاطار لعبت قناة بي بي سي العربية الدور المحرض الواضح عبر صحافيتها ريما شنو وتبني الموقف السعودي والمقاربة بين ما حدث لرفيق الحريري بعد اغتياله وبين هذا الحدث!! -عفية على هذه الصحافية المحللة وكانها ملقنة من قبل بندر! - وقامت بي بي سي بالتغطية للحدث والوصل الى نتيجة مفادها بان يكون الرد السني يآتي من طرابلس وهي تقوم بالمقارنة بين قوة حزب الله العسكرية الكبيرة وبين ما تسيمهم القناة "سنة طرابلس المهمشين" في حملة تحريضية واضحة على الاقتتال الشيعي السني وكأنها تتبنى نيابة عن السعودية بجزء من دود التصعيد وما ادعاه سفيرها في لندن بان بلادها ماضية لوحدها في التصعيد والمعركة!
رابعا: وحتى نعلم من هو الذي يقف خلف الانفجار لا بد من معرفة من المستفيد ومن هي الاطراف الرابحة من هذه العملية الارهابية .. بالطبع ان سورية كما انها لم تكن هي المستفيدة من خلف اغتيال الحريري بل كانت هي الخاسرة حيث خسرت وجودها العسكري ودورها السياسي في لبنان فان هذا التفجير ايضا ليس فيه مصلحة لسوريا ..
اما ايران - ومعها حزب الله - فانها لن تستفيد ابدا من هذه العملية وليست لها اية مصلحة في اي تصعيد سواء في لبنان او في غير لبنان خاصة بعد مجئ الرئيس الشيخ حسن روحاني المعتدل والمعروف بشخصيته الهادئة والوديعة خاصة وان السياسة الايرانية الجديدة القديمة قائمة على التهدئة والاعتدال ونشر الاستقرار وبعد توقيع اتفاق جنيف حول الملف النووي فان الدور الايراني يتطلب منه الهدوء اكثر وليس التصعيد والتفجير ومن هنا ايضا فان من مصلحة ايران المضي هي وروسيا وحلفاءهما في طريق الحل السياسي للازمات المنطقة وبالاساليب السلمية فيما العكس هو الملموس من الموقف السعودي حيث من مصلحة السعودية وحلفاءها التصعيد وجر المنطقة الى الحروب وهذا يعني ان المستفيد الاول من هذا التفجير هو النظام السعودي ولعل الخسارة سوف تكون من نصيب حلفاءها في لبنان لان بندر ابن سلطان يريد ان يحرقهم جميعا قبل ان يحترق هو نفسه ونظامه المتهور .
خامسا: هناك من يقول ان الوزير السابق محمد شطح ولانه رجل امريكا في لبنان وانه على علاقة قوية مع مسؤولين كبار في الادارة الامريكية فانه يتبع السياسة الامريكية واجندتها اكثر مما يتبع السياسة السعودية وانه كان على خلاف مع قضية التصعيد والحل العسكري في سوريا وقد اعلن ذلك في موقف سابق تماهيا مع الموقف الامريكي بان "الفوضى في سوريا التي تنتج عن إزاحة الرئيس السوري بشار الأسد هي أسوأ ربما من الحرب الحالية"- موقع السياسية اللبنانية بتاريخ 31 اغسطس 2013..وهذا الموقف بحد ذاته يعكس مدى التناقض والخلاف بين الموقف الامريكي والموقف السعودي كما ان انحياز شطح الى الموقف الامريكي قد عكس سلبا على تيار المستقبل ومعه سيده السعودي وهو ما يرشح بشكل كبير ان يكون بندر هو من اصدر قرار تفيذ عملية التفجير والبدأ بساعة الصفر في التصعيد والمضي في معركة التخريب والتدمير .. والمعلومات المتداولة تقول ايضا ن شطح كان من الشخصيات المعتدلة وكانت له علاقة جيدة مع حزب الله وهذا يعني ان السعودية هي المتهمة الوحيدة التي تقف خلف هذا التفجير الذي هذفه واضح ليس فقط خربطة الاوراق والاوضاع وانما لاثبات الذات وايصال رسالة بانها هي من يقرر لشؤون المنطقة ولبنان !
https://telegram.me/buratha