هادي ندا المالكي
توقيت مناسب لحملته الانتخابية اختاره القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والداخلية اصالة السيد نوري المالكي للبدء بعملية عسكرية واسعة وكبيرة في صحراء الانبار بعد مقتل قائد الفرقة السابعة محمد الكروي في كمين نصبه له مقاتلي تنظيم القاعدة في العراق والشام اسفر عن مصرعه ومصرع من معه في واحدة من العمليات النوعية التي يسجل فيها التنظيم الارهابي تفوقه على القيادات الامنية المغرورة او الجاهلة.ومع ان الحزب الحاكم مهد الأرضية للنيل من كل معارضي هذه العملية العسكرية باعتبارها باب حطة من تاخر عنها كفر وإثم ومن ايدها فقد نجا وانتصر حتى وان كانت المعارضة ليست في أصل الفكرة ولكن في التوقيت والمغزى،وهذا التمهيد يعطي دليلا قاطعا على ان النية ليست خالصة لوجه الله انما هي نية مبيتة ومتلازمة للحملة الانتخابية للسيد المالكي الذي بات يشعر ان سلطانه مهدد وان أيامه معدودة وان البقاء مكتوف الأيدي يعني انه يسير الى الهاوية خاصة مع تزايد نفوذ القوى السياسية الشيعية الأخرى وهذا المعنى كشفته انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة.ان تواجد التنظيم الإرهابي في صحراء الرمادي لم يكن وليد لحظة مقتل قائد الفرقة السابعة بل ان هذا التواجد بدا بعد سقوط نظام بغداد وهذا التنظيم يضعف ويقوى تبعا للظروف والحواضن والأوضاع الداخلية والخارجية للبلاد ولسنا بصدد استعراض مراحل تواجد وانتشاره بقدر تأشير حالة التراخي والتغافل عن معالجته منذ المراحل الاولى وهذا التأخير والتراخي وتقديم الدعم الغير مباشر له هو من تسبب بتمدد إطراف هذا الإخطبوط حتى دخلت الى المدن والقصبات والأطراف وانتشر بصورة واضحة في عدد من المحافظات وانتشرت جرائمه واعلن عن نفسه واسس لنفسه إمارات وعواصم وشكل حكومات تجمع الأموال وتقتل وتحلل وتحرم على هواها وكل هذه الافعال والأعمال أمام مرأى ومسمع الحكومة المركزية والحكومات المحلية المحكومة بسطوة وجبروت القائد العام للقوات المسلحة.ان عدم معالجة الأوضاع منذ البداية والسماح للتنظيم بالتمدد والتوسع جريمة يفترض ان يحاسب عليها القانون لان أرواح ألاف الابرياء الذين قضوا بمفخخات واحزمة وكاتم التنظيم الارهابي اكثر من ان يحصوا لكن مع كل هذا لم تحرك حكومة السيد المالكي ساكنا وكان الامر لا يعنيها بل ان المتحدث باسم عملياتها كان شاطرا في تسويف وتقليل شان هذه الهجمات.لماذا لم ياخذ المالكي باعتباره القائد العام للقوات المسلحة والمعني بملف الامن تحذيرات المختصين واصحاب الشان وقادة الكتل السياسية والنواب على محمل الجد من خطر التنظيم الإرهابي خاصة وان البعض حذر من ان التنظيم سيكون على اسوار بغداد اذا لم تعالج الامور بصورة صحيحة وتغلق المنافذ الحدودية وتفعل الجوانب الاستخبارية ويقضى على الفساد المالي والاداري.ان على الذين يتباكون على العراق ويتهمون الاخرين اتهامات هم اولى بها ان يتساءلوا عن سبب استقواء هذا التنظيم الارهابي وانتشاره وتمركزه في صحراء الانبار والموصل وديالى وكركوك وصلاح الدين وبغداد والحلة ..اين كانت الحكومة من حدودها المفتوحة لكل الرغبين في الدخول والخروج واين كانت عن عمليات القتل والخطف والتفجير والتهجير حتى اعلن عام 2013 عام نكبة وحزن بعد ان سجلت اشهر هذه السنة ارقاما لم تسجل حتى في سوريا التي تعيش حربا طائفية دولية.ان دم محمد الكروي لا يختلف عن دم اي شهيد سقط في كل زاوية من ارض العراق لكن الغريب ان تنتفض الغيرة عند البعض في اوقات متاخرة بينما غابت لاشهر وسنوات حتى رحل الف محمد ومحمد .قلبي على احبتي واخوتي من ابناء القوات المسلحة الذين كان بامكانهم تجنب هذه المواجهة لو ان القيادة العسكرية عالجت الاوضاع منذ البدا بحزم وحنكة وعملت على اغلاق الحدود وأعدمت المجرمين وقضت على بيع المناصب العسكرية وعينت الوزراء الامنيين،وخوفي على العراق من ان تكون هذه الحملة عنوانا لمرحلة جديدة قد تطيح بكل ما بنيناه وضحينا من اجله ،ثم نكون مجبورين فيها للجلوس مع داعش في جنيف 3 بعد ان نكون قد دفعنا الثمن غالياً.
https://telegram.me/buratha