المقالات

التسامح بين مَن ومَن ؟؟؟

1448 19:30:00 2007-06-27

بقلم : عبد المنعم فرج الله الأسدي

ضمن سلسلة المحاضرات التي يحتضنها بيت الحكمة في النجف الأشرف ألقى الدكتور عبد علي الخفاف عميد كلية الآداب جامعة الكوفة محاضرة بعنوان فلسفة التسامح واللا عنف في التعامل مع الآخر .. حيث استعرض الدكتور الخفاف ظاهرة العنف وأسبابها ونتائجها المدمرة للمجتمعات البشرية .ومن جملة الأمور التي ذكرت في المحاضرة هي إحصائية وضعها مختصون تفيد بأنه من أصل خمسة آلاف سنة هي عمر البشرية حصلت خمسة عشر ألف حرب .. وهذه الرقم هو أقل الأرقام التي ذكرت ..خمسة عشر ألف حرب خلال مدة زمنية تمتد لخمسة آلاف سنة بمعدل ثلاث حروب في السنة الواحدة !!!! رقم مخيف حقا .. ولكن ليس هنا مكمن الخوف الحقيقي .. الشيء المخيف هو تبعات هذه الحروب .. فعلى سبيل المثال الحرب العالمية الثانية وما زالـت تلقي بظلالها إلى اليوم على الكثير من بني البشر .لو افترضنا جدلا أن البشر إتفقوا ــ وهم لن يتفقوا أبدا ــ على أن يوقفوا جميع أشكال الحروب في أي مكان على الكرة الأرضية ... فكم من السنين ستحتاج البشرية لكي تتخلص من آثار حروبها السابقة ؟؟؟؟ كم ستحتاج من وقت لتعيش بسلام داخل مجتمعاتها ( المتحضرة ) ؟؟؟؟ كيف ستنسى الأجيال تلك الحروب ؟؟؟؟ هل أن فلسفة التسامح وعدم التعامل بعنف مع الآخر هي الحل ؟؟؟؟صحيح جدا أن الأديان السماوية قد ركزت على إشاعة ثقافة التسامح إلا أنه تتضح عدم الفائدة منها ما دام صراع الخير ضد الشر قائما .. وكما هو معلوم فإن صراع الخير ضد الشر ليس بالضرورة أن يكون بين أمة وأمة أخرى أو بين شعب وشعب آخر أو بين فئة وفئة أخرى .. ربما يكون الصراع داخل الشخص الواحد .. حيث يتصارع ضميره الحي مع نفسه الأمارة بالسوء .

فهل يمكن أن نشيع ثقافة التسامح بين الضمير الذي يدعو إلى الخير والمحبة ، وبين النفس الجامحة نحو إرتكاب الفواحش ، ما ظهر منها وما بطن ؟؟؟ متى ما استطعنا أن نوجد قاعة مشتركة للتسامح بين الخير والشر استطعنا عندئذ أن نشيع ثقافة التسامح بين الناس .. لكن ذلك مستحيل بحكم إستحالة إجتماع الخير مع الشر .إلا أنه يمكن أن تترسخ فلسفة التسامح بين الضمير الحي وضمير حي آخر .. بين شخص يؤمن بإنسانية الإنسان وآخر يؤمن بحق الجميع في الحياة .. يمكن أن يتسامح الشخص المؤمن بالقيم الدينية والأخلاقية والإنسانية النبيلة مع شخص يسعى لتحقيق أهداف مشروعة للناس .. في مثل هذه الحالات يمكن إشاعة فلسفة التسامح .لكن .. هل فعلا هذه الحالات هي بحاجة إلى ثقافة التسامح ؟؟؟؟؟؟؟؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك