المقالات

لقد هرب الوزير

1800 21:00:00 2007-06-30

( بقلم : عبد المنعم فرج الله الاسدي )

تفاعلت خلال الأيام الماضية قضية وزير الثقافة العراقي أسعد الهاشمي .. حيث وجه القضاء له تهمة قتل ولديّ النائب في البرلمان العراقي مثال الآلوسي إضافة إلى تهم بدعم الإرهاب .  وعلى إثر ذلك إختفى السيد الوزير عن الأنظار .. ونحن هنا لا نريد أن نخوض في حيثيات هذه القضية ، ولا أن نردد قول بعضهم : الإنسان بريء حتى تثبت إدانته ، نريد أن نقول .. إلى أين تتجه دفة الحكم في العراق ؟؟

بالأمس القريب صدرت أحكام قضائية بحق عدد من وزراء العراق الجديد بتهم شتى .. دعم الإرهاب .. رشاوى .. إختلاس أموال .. فضائح يندى لها الجبين ، رغم أن الأحكام الصادرة بحق السادة الوزراء هؤلاء ـ حسب وجهة نظري ـ لا تتناسب وحجم الجرم الثابت عليهم .. هناك جرم مادي يستند عليه رجال القانون في اصدار الاحكام ، وهناك جرم آخر معنوي ربما لا يلتفت اليه رجال القانون وهو اشد اجراما من الاول . الشخص الذي يجلس على كرسي الوزارة ويرتكب مثل هذه الأعمال يجب أن تكون العقوبة أشد عليه من الآخرين ، لا أن تكون أخف . السيد الوزير وضع يده ـ يوم استلم مهامه ـ على المصحف الشريف والمقدس عند كل المسلمين .. ونطق لسانه أمام الاعلاميين وكاميراتهم التي تنقل الحدث مباشرة بالقسم الذي ـ يكسر الظهر ـ أن يكون هو أمينا على ما أستودع .. حافظا لحدود الله .. صائنا لحقوق عباده .. ولكن وبالنتيجة يتضح أنه كان قاتلا بشكل مباشر أو غير مباشر .. مرتشيا .. سارقا .. فهل أخذ القضاء كل ذلك بعين الإعتبار ؟؟ والأدهى أن كل ذلك يتزامن مع محاكمة وزراء النظام السابق .. حتى يخيل للجميع أن هؤلاء هم إمتداد لأولئك .. أين هرب الوزير ؟ بل كيف هرب الوزير ؟ وإلى متى سيبقى الوزير هاربا ؟ أسئلة سمعتها من أناس ليسوا من السياسة في شيء .. أناس أنهكتهم السنين العجاف ، إلا أن معاني أسئلتهم تنم عن تضلع في السياسة العراقية الجديدة .. أين وكيف ، إجابتهما حاضرة .. ولكن إلى متى سيبقى الوزير هاربا ؟؟ هذا ما لم يجب عليه أحد .. هل سيغفل التاريخ هروب هذا الوزير حتى وإن ألقي القبض عليه ؟ كلمة ( الهروب ) هي منقصة للشخصية الإنسانية إلا في حالة واحدة .. فالذي يهرب من القتال يسمى ( جبان ) ، والذي يهرب من الحب يسمى ( عديم الوفاء ) والذي يهرب من القانون يسمى ( مجرم ) ، أما الذي يهرب من الباطل إلى الحق فإنه يسمى ( مؤمن ) .. أي نوع من الهروب الذي سنطلقه على وزرائنا الهاربين ؟ هل هم هاربون من الباطل إلى الحق ؟ أم أنهم هاربون من العدالة والقانون ؟؟ وكم وزير حالي مرشح للهروب مستقبلا ؟ كيف ستعالج الحكومة هذا الوضع ؟ خصوصا وأن الفأس لم تقع على الرأس بعد .

عبد المنعم فرج الله الاسدي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
هادي سعيد
2007-07-05
هؤلاء المجرمين هم فعلا من اذناب صدام وهم فعلا امتداد له باجرامهم الخبيثة ، نطالب حكومتنا التي يجب ان تكون شريفة بمحاسبة هؤلاء المجرمين ونحن سنقف صفا واحدا مع السيد نوري المالكي بوجه المجرمين والارهابيين السفلة
حيدر
2007-07-01
السلام عليكم اعتقد انه من المفروض في مثل هذه الحالة نستخدم المثل القائل ( القافلة تسير وال... تنبح ) . القضاء مستقل والموضوع ابعد ما يكون عن الطائفية حيث ان الجاني والمجني عليه من طرف واحد فيجب الاستمرار بالاجراءات القضائية والادارية بعيداً عن السياسة ومن اراد تسيس الموضوع فسيكون الخاسر الاول الاخير . سحب يد الوزير سحب صلاحياته سحب امتيازاته تكليف وزير آخر بتمشية اعمال الوزارة تخويل صلاحية لأحد وكلائة . لحين البت في القضية . وايضاً اعتقد ان هذه القضية سوف تضع القضاء العراقي على المحك .
علي
2007-07-01
كم وزير حالي مرشح للهروب مستقبلاً ؟؟ كم عدد وزراء التوافق ؟؟ أظنهم ستة هؤلاء سيهربون بسبب اتهامهم بجرائم قتل ووزراء العراقية سارقين كالعادة وسيهربون أيضاً لم يبق إلا وزراء الائتلاف والتحالف الكردستاني والله أعلم .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك