المقالات

مسيحيــون يعقدون مؤتمـرا للمطالبــة بالإستقــلال كــثرت المطالــب والعــراق يــنزف ...

1542 14:49:00 2007-07-01

بقلم : ماجد محمد

أوردت شبكــة الإعــلام العراقيــة خــبرا عـن عقـــد مؤتمــرا لمسحــيي العــراق أحيــط بالسريــة التامــة نهايــة آذار الماضـــي فــي مدينــة عينكــاوا شمــال شــرق أربيــل للمطالبــة بتأسيس مجلــس شعبــي ( سورايـــا ) يكــون نــواة لإنشــاء برلمــان خــاص بالمسيحــيين مستقــلا عن مجلـس النــواب العــراقي وعن البرلمــان الكردستــاني ليكــون خاصـا بـرقعــة جغــرافية حــددها المؤتمــرون حســب نسبـــة وكثافــة السـكان المسيحــيين وتتمتـــع بحكــم ذاتـــي مستقـــل عـن المركـــز , علــى أن يُستقطــع جــزءا من واردات العــراق يتــم تحويلـــه إلــى رئاســة هــذا الأقليــم , ورافــق هــذا المـؤتمــر حملـــة دعائيــة عالميـــة تـدعـي إستهــداف المسيحـيين العراقـيين وإستهــداف ديانتهــم مما يــدل على أن وراء الأكمـــة ما وراءهــا من أزمــة تــم الإعــداد لهـا وستلــوح بوادرهـــا قريبــا وفــق سلسلـــة من الأزمــات المُعـــدة سلفـــا لإشغــــال الحكومــة العراقيـــة والشعــب وإبقاؤهمـــا بعـيـــدين عن البنــاء والإستقـــرار .

والخــبر يحمــل أكــثر من دلالــة خطــيرة وينــذر بعــودة أحــداث داميـــة بـذلــت حكومــة العــراق منــذ تأسيسهــا في عــام 1923 جهــودا كــبيرة وتضحيــات هائلـــة للتغلـــب عليهـــا ومحــو آثارهـــا , مما تستوجــب منــا جميعـــا دراســة ومعرفــة الأسبــاب والجهــات التي تقــف خلــف هــذا المـؤتمــر ولمــاذا عـُقــد خفيـــة فــي هــذا الوقــت بالــذات وعلى العــراقيين بكافـــة قومياتهــم وأديانهــم أن يتساءلــوا من خــلال قــراءة تـــأريخ بلــدهم : هــل إن جميــع مسيحــيــوا العــراق هــم فعــلا عراقــيون أصــلاء وتمتــد جــذورهم الـــى حضــارات العــراق القديمــة كمــا يدعــي المؤتمــرون ؟؟

إن من بديهيــات المطالبـــة بالحقــوق أن يمتــلك طــالب الحــق براهــين وأدلــة تدعــم طلبـــه وتســاند قضيتــه وإلا فطلبــه يعتــبر تدليســا وتــزويرا لحــق ليــس لـــه , ومنــذ فــترة ونحـن نسمــع الى أقــوال وخطــب حـولــت الآثــوريين التيــاريين الى آشــوريين وكلــدو – آشـور وجعلتهــم سكــانـا قــدماء لــوادي الرافــدين وباتـــوا هــم العــراقيين الأصــلاء ومـا نحــن إلا ضيــوفا عنــدهم , ومن يعــرف قليــلا عن تــأريخ العــراق الحـديـث يصــاب فعـــلا بالدهشـــة والإشمئــزاز من هــذا الطــرح الكـاذب وهــذا التجــرؤ الصلـــف , ولـــم يكــن هــذا التجــرؤ ليحــدث لـــولا جهـــل البعــض من المسـؤولــين وعـــدم درايتهــم بتــأريخ العــراق الحــديث , وهــذه هــي الطامــة الكــبرى , لأن هــذا الجهــل هــو بمثابـــة التضحيـــة وتضييـــع حقـــوق البلـــد , ففــي أكــثر من مناسبــة صــرح فيهــا بعــض كبــار المسـؤولـين العــراقيين بأن الآشـوريين ( ويقصــدون بهــم الآثوريين ) هــم السكــان الأصلــيين للعــراق !! فأعطــوا للآثـوريين التياريــين بــذلك دافعـــا سياسيـــا للمطالبـــة بحقـــوق لايمتلكوهـــا , وأخــذوا يعتمــدون ويشـيرون الى تـــلك التصــاريح كبرهــان وإثبـــات على صــدق دعواهــم .

إن مجــئ الآثــوريين التيــاريين الى العــراق بدايـــة القــرن العشـرين زحفـــا من جبــال الأناضــول شــرق تركيــا ( قضــاء جولامــرك – ولايــة وان ) عــبر إيــران لــم يكــن مجيئـــا حميــدا وسلســا على سكــان المناطــق التي أستضافتهــم , فهــم مجاميــع خشنــة الطبــاع سيئـــة الأخــلاق عنيفــين في تعاملهــم مع الآخــرين تســاندهـم فــي صدامهــم القــوات البريطانيــة , فأحــدثـوا مجــازر كــركـوك والموصـــل , راح ضحيتهــا المئـــات بــين قتيـــل وجــريح , لازال أهالــي الموصــل وكركـــوك يتذكــرون وحشيتهـــا .

ويحــدثنا المــؤرخ المرحــوم عبـــدالرزاق الحسنــي فــي كتابـــه الشهــير تأريــخ الــوزارات العراقيــة ج 3 – 17 من صفحـــة 255 الى 307 عن تــأريخ الآثــوريين والأزمــات التي أفتعلـــوها مـع سكــان العــراق وعـن الأزمــة الشهــيرة مـع الحكومــة العــراقية والتي كــادت أن تــؤدي الى عــدم قبــول العــراق في عصبــة الأمــم بعــد التهــديد البريطانــي , ولطــول الموضــوع فــإن الســرد فيـــه يستغــرق وقتـــا القــارئ العــزيز فــي غنــى عنــه , لــذا ننصــح كــل مهتــم بـه أن يــراجع المصــدر السـابق , وإذا تعــذر عليهــم ذلك فــأنا على إستعــداد لنشــرالصفحــات تــلك وعلى حلقـــات متسلســلة إنشــاء الله .

وختــاما , فإننــا نهيــب بالسيـــد رئيــس الــوزراء نــوري المالكــي وبالســادة قــادة الكتــل البرلمانيـــة الرئيسيــة أن يكونــوا على بينـــة عمـا يُحــاك بالخفـــاء للإنتقــال بنـــا إلــى أزمــة أخــرى نسجتهـــا أيــادي ســوداء لاتــريد للعــراق أن ينتقــل الى حالــة الإستقــرار والبنــاء .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حيدر المالكي
2007-07-03
نطالب الحكومة بعدم نسيان جرائم التوافق بحقنا ولامجاملة على حساب الشعب !!ومن جراء العمليات التكفيرية التوافقية ضد شيعة اهل البيت (ع) والشيعة الاكثرية ياسيدي من حق الاقلية الخوف من القتل!وهذا لايعني مطالبتهم بحقوق ليس من حقهم المطالبة بها مثل قولهم نحن السكان الاصليون عجيب والله والتاريخ نحن الذي عايشناه في العراق فالمعروف عن الاشوريين هم من التبعية الايرانية!وماسفرهم صدام الى ايران لانهم مسيحيون !!ولايشكلون خطرا على نظامه العفن , ومن الان فصاعدا يجب محاسبة كل من يتجرا باكاذيب مغرضة هدفها معروف.
ام هاشم
2007-07-01
يا ناس حقهم الاقليات العراقيه هم اصل عراقي بس ماكو حمايه لهم اذا الاغلبيه يوميه يذبحون ويفجرون ويهجرون والحكومه تجامل جبهة الارهاب حتى يرجعون للحكومه يوصلون تحركات قوات الامن للارهابين لو الحكومه صادقه بمواقفها وتخاف الله كانت تترك جبهة النفاق وتختار مسولين من صحوة الانبار وديالى المخلصين وكل ارهابي يعدم مكان جريمته وكل من يحميه يحاكم امام الناس بالتلفازمثل جرذ العوجه ما وصلنا لهذا وتفضح الحكومه كل من يضغط عليها من الخارج والله والشعب معها نحنو اهل الجنوب والوسط نريد فدراليه نخلص من الارهاب
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك