المقالات

لنقتلع اوتاد البعث

1529 20:50:00 2007-07-02

بقلم : حامد كماش الناصري

أستطاع اللانظام السابق خلال سنوات حكمه أل ( 35 ) سنة على أقل تقدير أن يزرع مفاهيم ويثبت أوتاداً في قلب وكيان المجتمـــع العراقي لتحقيق أهدافه في السيطرة على مقدرات الشعب وإرهابه وبنفس الوقت يمتد حقده إلى مستقبل الأيام لتمنع هذه المفاهيم في حالة سقوط نظامه الأرعن المجتمع من النهوض ومواكبة مسيرة التطور وتكون حجرة عثرة في طريقه نحو الحرية وآفاقــــــــــــها الواسعة .

لذلك عندما كنا نقارن بين العراق وغيره من الدول الأخرى فـــــي زمن الجرذي نجد أن هذه الدول قد سبقتنا في أشواط عديدة فــــي كافة مجالات الحياة وبقينا نحن نسير في أشواط من أنواع أخــرى حيث إننا سبقنا الآخرين وبدون منافس فــــــــــي مجالات الحروب والمقابر الجماعية وكذلك إنشاء أنواع مختلفة من الاجهزه القمعية واستخدام مختلف الأسلحة الفتاكة ضد أبناء الشعب ووصل الأمـــر إلى استخدام المواد الكيماوية المحرمة ونحمد الله الذي لــــم يجعل في متناول يد هذه العصابة الأسلحة النووية وإلا لكان حـــدث مالا يمكن وصفه .لذلك كان الحال يختلف مابين العراق وغيره مـــــــن الدول اختلافا واضحاً بسبب هذه السياسة التدميرية للشعب من قبل هذه العصابة العبثية بقيادة الجرذي الضرورة .ونتيجة لخوف هذه العصابة العبثية من قوى الشعب الكامنة فــــي نفوس العراقيين نتيجة لتصرفاتها عملت هذه العصابة على تفريق

قوى الشعب المختلفة منعا وخوفا من اتحادها ضده لذلك فأننا نجد أن العراقي لاينقصه شيء من الذكاء أو القــوة بل يفوق الكثيرين من أبناء الدول الأخرى ولكن نقطة ضعفه والتي كانت سببا فـــــي تأخره قديما وحديثا تكمن في عدم توحيد القوى وتوجيهها فـــــــي سبيل هدف واحد وكان من نتيجة هذا التفرق أن سهل الأمـــــــــــر لعصابة الجرذي أن تتسلط على رقــاب العراقيين طيلة أل ( 35 ) سنة الماضية لان التفرقة من أشد الأدوات التدميرية لأي شعب من الشعوب وإذا أراد الله شقاء أي امة مــــــن الأمم غرس فيها بذور التفرقة خاصة وأن سياسة فرق تسد غير بعيدة عن أذهاننا .وحاول الجرذي وعصابته العبثية تغذية روح التفرقة هذه في زمنه الأغبر من خلال دق أوتاد التفرقة وهي أوتاد تفرق أي شعب مـــن الشعوب إذا وجدت في طريقة .ومع الأسف الشديد أن هذا الداء الذي فتك بنا سابقا يقـــوم البعض حاليا بأحيائه وذلك بمحاولاته المتعددة من خلال استخدام هــــــــذه الأوتاد نفسها من أجل أن يقذف بنا إلى الوراء رغم الجهود الكبيرة التي يبذلها ساسة العراق الجديد ورجاله المخلصين لــــــدفع عجلة التقدم والمضي إلى أمام وحث الجميع على ترك هــــذه الأوتاد لأننا اليوم بأمس الحاجة إلى توحيد القوى وجعلها قوة واحـــدة تستطيع أن تخلق من الضعف قوة ومن العدم وجودا وتذلل كـــــــل الصعاب وتجتاز كل العقبات ونستطيع مــــــــــن خلال هذا التوحد أن نواجه مختلف التحديات التي تقف في طريقنا .ولكي نحقق هذا الهدف لابد لنا أولا من تشخيص هـذه الأوتاد التي دقها الجرذي وعصابته العبثية في كيان المجتمع لتحقيق غايته في تشتيت قوى الشعب لكي نتمكن مـــــن قلعها خاصة وإنها لست لها جذور عميقة في تركيبة المجتمع العراقي , وأهم هذه الأوتاد هي :الوتد الأول /تجنيد العملاء :ـــكانت من توجيهات العصابة السابقة تجنيد العملاء الذين ساروا في طريقين هما :

1-الطريق الأول كان في زمن هذه العصابة حيث قــــام هؤلاء العملاء بتفريق قوى الشعب وإرهابه بمختلف الوسائل ليتمكنوا هم وعصابتهم مـــن السيطرة عليه  عبر أجهزتهم القمعية العديدة والمعروفة .2-والطريق الثاني تهيئة مجموعة مــن هؤلاء العملاء لتعرقل عــــــــــــملية بناء الدولة بعد سقوط الجرذي وعصابته . وقام هؤلاء فعلا بما مخطط لهم حيث نرى ألان قسما منـــهم لبس العمامة زورا وبهتانا وهـــــــؤلاء معروفين وغير مجهولين وأن تلبسوا بلباس الدين والدين منهم براء. والقسم الأخر قام بإنشاء الأحزاب والحركات بالإضافة إلى إنشاء الجماعات الإرهابية الدموية وقسم منهم تخصص فـــــــــي إنشاء تنظيمات خاصة للاغتيالات لتنال من الشخصيات الدينية المؤثرة في المجتمع بالإضافة إلى النيل من ساسة العراق الجديد .فلو نظرنا نظرة بسيطة إلى توجهات وأهداف هــــــــذه التنظيمات المختلفة نجدها تحن إلى نظام البعث وان كانت هـــي البعث بلباس جديد . وهذا هو الوتد الأول الذي دقــــه البعث للحيلولة دون تقدم مسيرة  العراقيين .والمعلوم أن هؤلاء المعممين المزيفين وهذه التنظيمات الإرهابية تسعى إلى تحقيق أهدافها التي اشرنا إليها وهـــــذه الأهداف تكون متناقضة ومتضادة مع مسيرة العراقيين الجديدة وهنا تكون الطامة الكبرى حيث تعمل هذه التنظيمات الإرهابية علــــــى تحطيم القوى المخلصة التي تقــــــــــــــود المسيرة الجديدة لإيقاف عجلة التقدم والحيلولة دون بناء مؤسسات الدولة :  (( وبوقوفنا بقوة وحزم أمام هؤلاء وأهدافهم نكون قد قلعنا الوتد الأول من أوتاد البعث ))

الوتد الثاني/أضعاف روح الجماعة :الوتد الثاني الذي زرعه البعث فــــــــــي بعض النفوس وأدى إلى الضعف وعدم توحيد القوى هو أضعاف روح الجماعة. حيث نجد أن الغالبية العظمى مـــــــن أبناء المجتمع يعيشون روح الفردية لا الجماعية حتى أن احدهم لايهتم بشيء من شؤون أخيه  (( والواجب علينا هو بث الروح الجماعية في النفوس والقضاء على الروح الفردية وكذلك القضاء على مصطلحنا الشائع الآن ( شعلية ) بل نتعاون جميعا لوقف الخلل أينما كان وبالتالي نكون قد قلعنا الوتد  الثاني من أوتاد تفرقنا التي زرعها البعث ))الوتد الثالث/الأنانية :كان البعث طيلة فترة حكمه يغذي روح الأنانية لكي تكون متأصلة في النفوس . لذلك نرى أن نتيجة هذه الأنانية أن أحدهم لايخجل ولايهمه من أن يضحي بالمصلحة العامة في سبيل مصلحته الخاصة فـــــهو يهدم بيتا ليربح حجرا .(( لذلك علينا محاربة هذه الظاهرة ونزرع في النفوس روح التعاون والتنازل عن الأنانية أن كنا أتباع أهل البيت (ع) حقا فإذا تعاونا وتخلصنا من أدران الأنانية  نكون قد قلعنا الوتد الثالث مـــــن أوتاد البعث البغيض ))الوتد الرابع /الطائفية :من أهـــــــم الأوتاد التي زرعها الجرذي وعصابة العبثية وهـــي من الأوتاد الحساسة لذلك عند قلع هـــــــــــذا الوتد يجب أن يكون التعامل معه بحذر ورفق خوفا مـــــــن انكساره الذي يراهن عليه الأعداء.

لان الطائفية هـــــــي الأساس لكـل علة وموطن لكل بلاء فالنعرات الطائفية متغلغلة للأسف الشديد فــــــي النفوس التي تحتضن الفكر الوهابي وتلك حقيقة ظاهرة وواضحة مــن أعمالهم وأحاديثهم ولا نريد أن نذكر ماقاموا به ولا يزالون ضد أتباع أهل البيت (ع) لأننا نريد هنا أن نقلع الطائفية مـــن جذورها ولا نريد أن نغذيها ويكفيناتشخيصها ولابد من العمل على اقتلاعها لأنه بذلك نكون قـــد قلعنا أهم وتد من أوتاد البعث التي راهن عليها .

الوتد الخامس/الوضع الاقتصادي :من الأوتاد الخطرة التي دقها البعث وحكومته في المجتمع هو وتد التفاوت الكبير في الوضع الاقتصادي بين أبناء الشعب .وهو وضع هذه الوتد ليميز بين مــــــن يسير معه أو ضده لذلك لو نظرنا إلى المجتمع في زمن البعث الأغبر نرى التفاوت الكبير بين طبقات أبناء الشعب فإلى جانب الغني الــــذي يملك الأموال الكثيرة التي لاتحصى بجانب الفقير الذي لايكاد يحصل على قوت يومــــــه ولاتمتد له يد العون من جهة الحكومة .واثر هذا الوتد كثيرا عندمـــــا وصل التفاوت إلى داخل المؤسسات الحكومية فترى الكوادر العلمية نفسها لكنها تختلف فــــــــي مقدار رواتبها من مؤسسة إلــــى أخرى بل حتى على مستوى المؤسسة الواحدة فالشهادة والعمــــــل والمنصب نفسه ولكن الراتب يختلف من مكان إلى أخر دون سبب مقنـــــــع سوى زرع الفتنة والتفرقة بين أبناء المجتمع الواحد وبالإضافة إلى هـــــــذه الأسباب فان هذا التفاوت يعتبر مقياس لموقف الشخص من البعث. وللأسف الشديد وأقولها بمرارة لازال هذا الوضع قائما لم يجد لـــه حلا لحد ألان . لان جميع الأوتاد السابقة نستطيع حلها من خلال تنظيم الممارسات أما هذا الوتد والذي يؤدي إلى عدم الإخلاص في العمل لدى الكثير ويحقق نتائج عكسية فيكمن حله عن طريق تفعيل القانون ووضع

الضوابط الثابتة والغير مطاطية ليأخذ كل ذي حـــــــق حقه قبل أن يستفحل هذا الوتد الذي مــــــن أولى آثاره الفساد الإداري المنتشر حاليا في بعض المؤسسات .

وأخيرا :هذه بعض واهم الأوتاد التي يجب علينا أن نعمل لقلعها بكل جد ونشاط وأن لا نألو جهدا في سبيل اقتلاعها . لأننا بذلك نقلع المخيم القائم فيه دائنا الذي يحاول أن يفتك بنا وبعد ذلك عليــــــنا أن نضع مكان تلك الأوتاد أوتادا أخرى نابعة مـــــــــن روح الشريعة الإسلامية ليقوم المخيم الجديد الذي ينبثق مـــــن داخله نور التقدم والرقي عندها نكون باستطاعتنا أن نعيد سيرتنا الإسلامية المشرقة ونسير فــــــي القافلة الأولى من قوافل الزمن ونكون أسيادا رغم أوتاد البعث والمحاولات التــــــــي تبذلها الوهابية  وحاضناتها .......

قال سبحانه وتعالى: ذلك يوعظ به من كان يؤمـــن بالله واليوم الآخر ذلكم أزكى لكم وأطهر

حامد كماش الناصريذي قار ـــــ العراق

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك