المقالات

طارق الهاشمي والعليان / ماذا تبقى من "ورق التوت" !

1588 19:42:00 2007-07-03

( بقلم : اسعد راشد )

ليس بمستغرب على من يدعون انهم يمثلون "سنة العراق" ان يهددوا في كل مرة الحكومة والشعب في العراق بسيل من الدماء وخراب وقتل وارهاب وعنف ما لم يعاد لهم المجد البالي وما لم يعودوا لممارسة دور الاسياد في العراق ‘ الغريب في الامر ه سكوت طرفي المشهد العراقي واللاعبين الاساسيين على الساحة العراقية وهما الطرف الامريكي والحكومة المنتخبة حيث لا ندري لماذا الطرف الامريكي يثير الزوابع السياسية والاعلامية ويصعد من الحرب النفسية ضد الايرانيين لامور لا نفهمها سوى ان خلافهم على الملف النووي مع الاخير يدفعهم لكي يتجاهلوا دور الطرف الذي شكل ويشكل منذ بداية سقوط النظام البعثي الاجرامي الخطر الاول على امن العراق واستقراره ويتوجه لفتح جبهة وهمية مع الايرانيين ولعل مهزلة ما اثير حول "الاسطورة" الدقدوق والتهويل من امر تشكك مصادر امنية عراقية مستقلة من صحته بل تعتبره من اختراعات وتوجيهات "الشهواني" الذي سخر جهاز المخابرات لميوله الطائفية وتوجيهه وجهة احادية موجهة بالدرجة الاولى ضد شيعة العراق ويفبرك التقارير ضمن هذا الاطار الطائفي ‘ اما الطرف الحكومي فان قراراته لمواجهة العنف والارهاب تبقى تواجه العراقيل والعقبات ولن تجد طريقها الى التنفيذ للتدخلات الامريكية وتحكمها كقوة عسكرية وامنية بالقرار السياسي وبالمشهد العراقي وفقا لاجندتها الاقليمية والدولية .

هذا التخبط الامريكي وادارته للصراع ضد الارهاب وجهة خاطئة وباتجاه احادي ايضا دفع بمن يدعون انهم يمثلون السنة لسلوك نهج ليس فقط خاطئ بل مساند للا رهاب والعنف والتصعيد من حالة التوتر الامني في العراق كطرف لن يقل تأثيره السلبي على العملية السياسية واستقرار العراق من الاطراف الاخرى التي يتهمها الامريكيون بانها تعمل لمحاربة القوات الامريكية وزعزعة العراق ‘ ولحد هذا اليوم لم نرى ولم نشاهد موقفا امريكيا واضحا ازاء التدخل العربي الفاضح في العراق فهم دوما يضربون على الوتر الايراني فيما الطرف العربي الذي له الالاف من المعتقلين في السجون العراقية سعوديين ويمنيين وجزائريين وافغان واردنيين وغيرهم لم نري يوما ان الامريكيين خرجوا على الاعلام ليقولوا ان هذا "السعودي" او هذا "المصري" او "اليمني" او "الاردني" مرتبط بقياداته الرسمية في بلده ويؤجج العنف في العراق ولا ندري لماذا فقط التركيز والتهويل موجه ضد ايران وهذا ليس دفاعا عن طهران فنحن لا نبرئ احد ولكن مثل هذا التهويل والاحادية في توجيه التهم واغفال بل وتجاهل الاطراف الاخرى الخطيرة المتمثلة في الدول العربية التي تثبت اطنان الوثائق واعترافات المعتقلين العرب بتدخلاتها في العراق ودعمها للمجاميع الارهابيين بالمال والسلاح والفتاوي يشجع الارهابيين وقادة الارهاب على التصعيد وارتكاب الحماقات ضد الامنين ‘ فلماذا لم يتحدث الامريكيون صراحة عن الدور السعودي الرسمي في تأجيج العنف ونار الطائفية في العراق والمنطقة من خلال فتاوي علماء الدولة السعودية الذين يشغلون مواقع رسمية ومهمة في دار الافتاء التابعة للحكومة ؟ لماذا لم يتهموا الدولة السعودية في عمليات "فتح الاسلام" في لبنان وقد قتل لحد هذا اليوم اكثر من 30 سعوديا في مخيم نهر البارد دون ان يعلم احد من ارسل هؤلاء الى لبنان ؟! هذا الامر يجرنا الى فهم حقيقة لماذا الذين يدعون انهم يمثلون "سنة العراق" وهم يمارسون دور العهر والارهاب في العراق ‘ ولاجل معرفة هذه الحقيقة لابد من قراءة سريعة للتطورات الاخيرة على المشهد الاخيرة وما حدث من امور في جبهة التوافق وتحولات تكشف خبايا واسرار واجندة تلك الجبهة الارهابية التي بدأت الخيوط تكشف رويدا رويدا دورها في تخريب العملية السياسية خدمة لاهداف اجنبية .

الواضح ان من يدعون انهم يمثلون "سنة العراق" بدأوا يلمسون ان القانون بدأ يأخذ مجراه في التطبيق وان الحكومة عازمة على تنفيذ بنود الدستور وتفعيل قوانين مازالت بفعل عراقيل وعقبات يضعها هؤلاء "الممثلون" وتهديداتهم الارهابية حبر على الورق فهم يتدخلون وعبر كل الطرق ولا يفتأون حتى بالاستقواء بدول اجنبية اقليمية لعرقلة العملية السياسية او من خلال اعمال القتل والتحريض الطائفي والتحشيد المذهبي الذي يبلغ ذروته في الحالات التي تفتضح اجندتهم ومؤامراتهم ضد العراق الجديد .

قضية "اسعد الهاشمي" كانت الشرارة ولم تكن البداية حيث النجاحات التي تحققها الحكومة العراقية المنتخبة على الصعيد الامني والسياسي وملاحقة عصابات الارهاب والاجرامية وضرب اوكارهم افقد الكثيرمن قادة من يدعون انهم يمثلون السنة صوابهم ويتجهون نحو التصعيد الاعلامي والتهديد بالتصعيد الامني والعسكري ولعل ما يجري في ديالي من تقدم تحرزه القوات العراقية امنيا وعسكريا وبسط سيطرتها على المحافظة واسقاط حكومة الميليشيات الطائفية التابعة للقاعدة وللحزب الاسلامي وحلفاءهم في جبهة التوافق قد فتح ملفات خطيرة لها علاقة بدور الجبهة المذكورة ومن يدعون انهم يمثلون السنة في اعمال الارهاب والعراقيل الخطيرة التي يضعونها في وجه العملية السياسية ويبرزون انفسهم كمعارضة وليس كشركاء في العملية رغم ان لهم وزراء ونواب يشكلون ثقلا لا بأس به في المشهد السياسي الا انهم مازالوا يتعاملون مع هذا المشهد كند وعدوا حلفاء للارهاب وهو ليس نحن ما ندعيه بل هناك الكثير من المتابعين للشأن العراقيين يأكدون على ذلك وهناك ايضا من يعتبر ان الكتل السنية تتعامل مع المشهد السياسي باساليب "المراهقة السياسية" فقد افتضح امرها حتى لدي الامريكان الذين غدت تلك الكتل تتغزل معها حيث ذكرت مصادر واشنطن منها نيويورك تايمز ومصادر اخرى (ملف برس) ان "الحقيقة الغائبة عن الكتل السنية هي انها في الحكم وليست في المعارضة ‘ وقالت انها تتهم الحكومة كما لو انها ليست جزءا منها وسبق لمسؤول سني كبير ان اتهم (الاحزاب الشيعية الحاكمة بالعمالة للاحتلال)مع انه يسافر الى واشنطن ويلتقي المسؤولين فيها ويجتمع مع القادة العسكريين والسياسيين والديبلوماسيين الامريكيين في بغداد لكنه يتحدث كما لو انه يقود المعارضة المسلحة ".

تلك النجاحات وجرأة القضاء العراقي على ملاحقة من تلطخت ايديهم بدماء العراقيين وعزم الحكومة على تنفيذ القانون وبسط نفوذها على العراق دفعت بجبهة التوافق للكشف عن ما تبقى من ورق التوت فبالامس اعلن الارهابي الهارب من يد العدالة عبد الشيطان الجنابي بانه "قد التحق بالمقاومة المسلحة" وانسحب من العملية السياسية واليوم يهدد الهاشمي بالتصعيد وبان زمن "الكلام قد انهى وان العمل هو الذي يتكم" وبشر العراقيين وعبر قناة الارهاب والتحريض الطائفي الجزيرة بحياة مليئة بالعنف اي بجولة جديدة من حمامات الدم والابادة الجماعية فيما يعلن الناعق الاخر "خلف العليان" انهم سيتحولون الى "مقاومة مسلحة" ان لم تنفذ مطالبهم!! حيث يقول هذا الارهابي المجرم في مقابلة مع جريدة الشرق الاوسط ((ان جبهة التوافق ستنسحب من الحكومة والبرلمان ولم تنفذ مطالبها ‘ "وان نكون غطاء لعملياتها ضد الشعب العراقي"!‘وسنتحول الى المعارضة الى المقاومة التي تحمل السلاح ضدها "لحماية شعبنا وانفسنا" ))!! ـ التعجب من عندنا ـ

اذن تساقطت ورق التوت وما تبقى منها حيث اعلان الجنابي بانضمامه الى الجماعات الارهابية المسلحة وتهديد الهاشمي الشعب العراقي بالعنف واشهار العليان بان يحمل السلاح ضد الحكومة كل تلك السياقات والتطورات في مواقف الجبهة تكشف ان القوم ليس فقط عازمون على محاربة العملية السياسية بقوة السلاح وباراقة الدماء البريئة وانما الاسقواء بالخارج وبالدول العربية المجاورة للانخراط اكثر عبر الاموال والاسلحة في مشروعهم التخريبي والتدميري وما زيارة وفد الجبهة برئاسة الرأس الطائفي الدليمي الى الاقاليم المجاورة الا دليل على نواياهم السيئة .

هذه المرة علنا يصرحون انهم سوف يحاربون العملية السياسية والحكومة المنتخبة بالسلاح وهو ما يثير اكثر من علامة سؤال حول جدوى التسليح الذي قامت او ستقوم به القوات الامريكية لعصابات العشرين ولجيش اللاسلامي الذي يعتبر العليان قائدا سياسيا له حيث ان ذلك يفضح بشكل صريح نوايا الجماعات المسلحة الارهابية التي ادعت في وقت سابق انها تقاتل القاعدة ‘ هذا الامر يعطي مصداقية كبيرة لتلك التقارير التي تحدثت في وقت سابق حول دور جبهة التوافق في الايعاز للجماعات المسلحة الارهابية بالتظاهر بانها ستقاتل "القاعدة" فيما هي في الخفاء تتعامل معها والهدف من التسليح كان واضحا منذ البداية هو لقتل العراقيين وابادة الشيعة والكورد .

اكذوبة محاربة الاحتلال اكتشفت فالسلاح اليوم سوف يوجهه العليان والهاشمي وغيرهم من النكرات نحو صدور العراقيين وهذا ما تبقى من ورق التوت التي تساقطت فاالهاشمي بهدد علانية بالعنف وبموسم جديد من المفخخات والاجساد الانتخارية فيما العليان لم يقل شيئا جديدا والجديد هو انه لاول مرة يعلن انه سيحارب بالسلاح الحكومة التي انتخبها العراقيون فهو ليس معني بالامريكيين والاحتلال لان السلاح الامريكي حسب التقارير السابقة بدأ ينهمر عليه وهو يستعد اليوم لجولة جديدة من عمليات القتل والارهاب .

اسعد راشد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو هاني الشمري
2007-07-04
المنافقين في بداية الدعوة الاسلامية كانوا اكثر خطرا من المشركين، وكذا هو الحال الان مع جبهة التوافه فوجودهم في الحكومة هو اكبر خطر يهددها في هذا الوقت الحرج. لذا فان انسحاب هؤلاء التافهين هو نصر عظيم للعراق بل هو الفتح بعينه، وسيكون هناك من الرجال الشرفاء الذين يمثلون السنة والعراق جاهزين لاخذ مكانهم الصحيح وتمكين العراق من النهوض بسرعة، اما هؤلاء فلا مكان لهم الا التسكع في دول الارهاب او نيل جزائهم العادل جراء جرائمهم المخزية.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك