احمد شرار
الحرب الأهلية الأمريكية (1861-1865) ,حيث أعلنت الحرب من قبل الولايات الكونفدرالية الأمريكية, والمتمثل بالولايات الجنوبية بقيادة (جيفرسون ديفس),على اتحاد الولايات المتحدة الممثلة بالولايات الشمالية بقيادة ( أبراهام لنكولن),السبب الرئيس لهذه الحرب, هو رفض الرئيس (لنكولن) لقوانين العبودية التي كانت سائدة في الولايات المتحدة ,وإعلانه لقوانين التحرر المضادة لها, رفضت عدة ولايات في الجنوب القوانين الجديدة, خصوصا أنهم مستغلين هناك, ويعتمدون عليهم في زيادة ثرواتهم. هذا ما أدى إشعال فتيل الحرب,والتي بدورها أدت إلى أطلاق سلسلة من القوانين الأمريكية, التي دعت إلى التحرر والمساواة في القارة الأمريكية آنذاك.
ومن المعروف سادتي أن الرئيس أبراهام لنكولن, يعتبر الأب الشرعي لظهور الولايات المتحدة بشكلها الحديث, وهو من أسس للديمقراطية حينها, ولا يختلف اثنان في العالم على تقدير هذا الرجل, الذي ترك أرث لابأس فيه من القوانين والحكم, لا تخص الأمة الأمريكية حسب, بل تشمل العالم.
أما الإحداث ومواقف ذلك الرجل في تلك الحرب, والقرارات التي شهدتها من قبله فيها من العبر الكثير, أخصكم سادتي بهذا الموقف.
حاصر الجيش الشمالي بقيادة أحد جنرالات(أبراهم لنكولن) أكبر تشكيل للجيش الكونفيدرالي الجنوبي, كان باستطاعة الجنرال الشمالي أن يأمر بالهجوم, فيقضي على غرمائه من الجنوبيين,ولكنه لم يفعل.
أعطى بذلك الفرصة للجيش الجنوبي بالانسحاب,هذه الفرصة كان في الإمكان بها أن تنهي الحرب مبكرا,وعلى أثر ذلك التصرف, قام عدد كبير من وزراء وقادة (لنكولن) بطلب استبدال هذا القائد,بل محاكمته بجريمة الخيانة العظمى,وقد هدئ لنكولن من روعهم, ولكنه لم يتخذ أي قرار ضد ذلك القائد.
بعد أن وضعت الحرب أوزارها وانتصار الجيش الشمالي بقيادة (لنكولن),سأله أحد أصدقائه عن تلك المعركة ولم لم يتخذ أي قرار بحق ذلك الجنرال.
فأجابه (لنكولن):ان الرب وحده يعلم ما كان فيه جيشنا وقائده من حيرة وتعب,نعم, قد نكون نحن من حاصرنا جيش الجنوبيين, الذين هم أخوتنا أولا وأخيرا,لكن من يعلم ما كانت معنويات جنودنا حينها,لعلهم كانوا في غاية الإرهاق والتعب,لقد حافظ ذلك القائد على أرواح جنودنا كما حافظ على أرواح أخواننا,وهذا جميل لن أنساه له ولا ينساه جنود الطرفين له,لقد حافظ على أرواح وكرامة الاثنين يجد بنا أن نكرمه على موقفه هذا,لم يكن قصير البصيرة ,بل أدى واجبه على أفضل وجه.
هذا ما نحن في حاجة إليه اليوم في العراق, ففي خضم نعيق الأصوات التي تأجج النزاعات السياسية والعسكرية, والتي أبتلى بها أبناء العراق, نحتاج إلى صوت الحكيم.
https://telegram.me/buratha