حيدر عباس النداوي
لا يوجد حد فاصل عند الكثير من عوام الناس وعند الناخبين محل الشاهد في التفريق بين من هم مع المرجعية ومن هو بالضد منها طالما ان المرجعية الدينية العليا تقول أنها تقف على مسافة واحدة من جميع الكتل والفرقاء السياسيين ،هذا المفهوم استغله البعض لتعزيز موقفه والنيل من الاطراف الاخرى والتشكيل بكل ما يطرح في هذا الاتجاه.
هذا الوقوف وهذه المسافة تتجدد مع كل ممارسة انتخابية في العراق لان كل الاطراف تتمنى دعم المرجعية لها لان دعمها يعني فوز الطرف الذي تقف الى جانبه ولان المرجعية بموقعية الاب والحافظ والماسك فانها تناى بنفسها عن هذه المداخل بصورة مباشرة حتى وان كانت تميل الى طرف على حساب اطراف اخرى لكنها بدل التصريح تميل الى التلميح ومثل هذا الامر يحدث في كل مناسبة وممارسة انتخابية.
والوقوف من الجميع على مسافة واحدة من قبل المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف يعني ان المرجعية تترك الخيار للناخب لاختيار الاكفا والانزه لانه حر في اختياره وهو مسؤول عن هذا الاختيار ومحاسب عليه لان اختياره يترتب عليه اثار كبيرة سلبا او ايجابا اي انها لا تريد التدخل في الحق الشخصي للناخبين لكن هذا الوقوف لا يساوي بين الصالح والطالح على راي المرجع الاعلى اية الله العظمى الامام المفدى السيد السيستاني.
والفصل بين الصالح والطالح من قبل عموم الناس بسيط ولا يحتاج الى معجزة او عبقرية فريدة ولهذا فان الاختيار ليس صعبا لان الصالح من وقف بالضد من المصالح الحزبية والفئوية ومن بذل نفسه وماله في سبيل الاخرين ومن لم يصوت على امتيازات النواب وتحديدا الفقرة 37 و38 من قانون التقاعد الموحد ومن لم يستغل المال العام لغرض اجراء العمليات الخاصة مثل البواسير وتلميع اللثة وتصغير المبيض وشد الوجه ومن لم يقف بالضد من توجهات المرجعية ومن لم تغلق الباب بوجهه على مدار السنوات الماضية ومن لم يتهم بسرقة المال العام ومن تنازل عن حقوقه امتثالا لامر المرجعية ،اما الطالح فهو الذي صوت على امتيازاته وهو الذي استغل المال العام ومن عليه شبهات فساد مالي واداري وهو من لم ينجح بخدمة العراقيين وهو من يفضل مصلحته ومصلحة الجهة التي ينتمي اليها على مصالح العراقيين وهو من تمسك بالمنصب والكرسي على خلاف راي المرجعية.
ان المرجعية بجوابها فككت طلسم الوقوف من الجميع على مسافة واحدة عندما اعلنت ان الوقوف يكون من جانب الناخب اما من جانب المرشح فانها تقف الى جانب الصالح وهو معروف وتبتعد عن الطالح وهو معروف ايضا.
https://telegram.me/buratha