هادي ندا المالكي
قبل ايام اعلن الوكيل الاقدم لوزارة الداخلية عدنان الاسدي ان الوضع الامني في بغداد مستقر وان من يقول خلاف ذلك عديم المعرفة وقليل الخبرة وينتمي الى داعش مستشهدا على هذا الاستقرار بوجوده كونه الفلتة الكونية التي لن تتكرر وهو يتجول في شوارع وازقة بغداد تحت حماية مؤلفة من مئات الجنود والمدرعات معتبرا ان تجوال رجل امن في بغداد رسالة اطمئنان الى كل العراقيين رغم ان هذا الكل تتقطع اوصالهم وتسيل دمائهم يوميا في مدينة الصدر والكرادة والنهروان والبياع والشعلة والكاظمية وعلى خلاف رؤية الوكيل الهمام.
ومع ان الكثير من المواطنين والمتابعين لا يستندون الى كلام الوكيل الاقدم لوزارة الداخلية والوزير الفعلي كونه ينطلق من دوافع انتخابية وكون الرجل مرشح دولة القانون في مدينة الرميثة ولانه مرشح فليس من المعقول ان يتكلم بواقعية عن الاوضاع الامنية التي يمر بها البلد خاصة وان الحديث بواقعية عن الوضاع الامنية يعني سحب البساط والشرعية من تحت اقدام صاحبه القائد العام للقوات المسلحة الذي اعلن هو الاخر في خطابه يوم الاربعاء كرره في لقاء من على فضائية العراقية المالكية بان الاوضاع وردية وان الامن يسود جميع المناطق وان الارهاب والارهابيين ومن يقف الى جانبهم من اصحاب المبادرات في رمقهم الاخير.
المالكي في حديثه عن انتصارات وهمية لم تتحقق في شارع الستين والملعب والبو فراج وعموم الرمادي يتجنب الحديث عن مخاطر الاوضاع في محيط بغداد ويهرب من قذائف الهاون الحارقة في المسيب التي حطمت حكومة بابل وقواتها الامنية وادت الى استشهاد وجرح العشرات من المدنيين ويبتعد الى الجنوب عن سقوط سليمان بيك بيد عشرات المسلحين المتخلفين ومن ثم اعادة السيطرة عليها بعد خسائر في الارواح والاموال وهذه السيطرة اعادة الارض لكنها لم تعيد الروح والحياة الى المدينة فبقيت مدينة اشباح يلفها الظلام وتفتقد لكل الخدمات وقبل ان يفتتح المالكي حديثه بشتم شركائه ويمجد نفسه وبطولاته الورقية ويجرد سيفه الخشبي احترقت سامراء بمؤسساتها ودوائرها ونفذ القتلة والمجرمين تهديدهم ووصلت قذائف هاوناتهم ارض مطار بغداد الدولي.
المالكي لا زال يتجنب الحديث عن الفلوجة واوضاعها وما هو الموقف الحقيقي فيها ولا زال يراهن على شراء الذمم بعشرات الميارات من الدولارات طالما ان الحسم العسكري امر مستحيل وطالما ان الانتخابات على الابواب وطالما ان وهج الهجوم على الانبار بدا يخبوا ويتلاشى وهذه العلامات ليس في صالحه فالاستنزاف معركة ستطيح بكل خططه وستطيح به خارج اسوار المعادلة لان لعبة الطائفية وصناعة الازمات سبيله الوحيد الغير مضمون في الوصول الى السلطة لدورة ثالثة.
ان تدهور الاوضاع الامنية امر متوقع طالما ان عوامل الحسم العسكري ليست بيد المالكي وطالما انه لا يجيد غير التحرك بردات الفعل والعصبية وطالما انه لم يتعلم من هزائم السنوات الماضية،وحتى تحويل بغداد ثكنة عسكرية لن يجعل اهلها خارج اسوار احقاد المجرمين وفوضوية المالكي واستهانته بدم الابرياء وهذه الفوضوية ستسهل مهمة داعش عندها لن يكون بمقدور الاسدي التجوال من جديد في بغداد.
https://telegram.me/buratha