سليم الرميثي
صورة من آلاف الصور التي تحكي خلفها حكايات وحكايات..كلها هموم واحزان..صراخ وبكاء ..انين وآهات..تخرج من اعماق هذا الانسان الفقير..يهتز لها عرش الرحمن..ولايهتز لها كرسيٌ واحد في البرلمان..لااحد يسمع ولا احد يرى..ولا ضمير يهتز.. المسؤولون لاهون..يترنحون على الكراسي..ويتراقصون فوق جراح المساكين..ما ابخس الانسان الفقير في بلادنا وابخس دماءه..فهو يموت كل يوم..دفاعا عن وطن لم يعطيه شيء..وفي كل الحالات هو مفلس ان مات وان بقي على قيد الحياة..لاأمل ولا أمن..
في كل شارع..في كل قرية.. في كل مدينة..ترى وتشاهد الفقراء في كل الساحات..ارامل ويتامى ..معاقين..شيوخ وعجائز يتوسدون الارصفة.. ملابسهم رثة ممزقة..مناظر تدمي القلوب..وتدمع العيون..وضعهم لايطاق..صبرهم يحير العقول.. باسئلة كثيرة ومؤلمة ليس لها جواب ليست لانها صعبة بل لانها لاتجد لها صدا عند من يحكم هذه البلاد..
بلد ثري بكل ماللكلمة من معنى..اذا لماذا كل هذه المعانات التي يعانيها المواطن الفقير في هذا الوطن؟..لماذا لانرى مسؤلا فقيرا واحدا في بلادي؟..لماذا كلهم اثرياء ويملكون القصور المزخرفة والعربات الفارهة ويلبسون الحرير ونسائهم لاتستطيع المسير من ثقل الذهب الذي يطوق ارجلهن واذرعهن..اطفالهم في احسن المدارس يدرسون ..وفي ارقى المطاعم يأكلون وحولهم الخدم والحشم..
لوحة سوداء يرسمها المسؤول العراقي على ابواب الفقراء وعلى جدران الطين ..وجميع الالوان الناصعة والبراقة يجب ان تكون من حصة المسؤول وفي بيته..معادلة لايفهم ولا يحل لغزها الاّ اللصوص الذين يملؤون الدوائر والمؤسسات الرسمية في البلاد..
عندما يشتد الوطيس ويتعرض الوطن الى اخطار الحروب تجد ان اول من يموت هو الفقير واول من يهرب هم اللصوص( المسؤولون )..وان بقوا لايجدون ملاذا الاّ خلف ظهر الفقير..فهل كتب للفقراء ان يكونوا دروعا في الضراء ومنبوذون في السراء؟..
مسافات ومسافات شاسعة مابين المواطن والمسؤول في بلد لاعدل فيه ولامساوات..انسان لايجد قوت يومه وأخر متخم ويرمي كل يوم في القمامة اكثر مما يأكل بكثير..بل قمامته تطعم العشرات من اليتامى والمساكين..جياع يصرخون امام المسؤول وكانهم يقولون له اعطنا قمامتك واجعلنا خدما في منزلك..
احدهم كان يعطي محاضرة في العدل والمساوات ويتلو ايات واحاديث على المجتمعين وبعد المحاضرة جاءه مسكين يسأله فلم يكمل السؤال بعد.. عبس المحاضر بوجه السائل المسكين وقال له وهو يزجره اذهب الله يعطيك..هكذا هم البخلاء في وطني يتحدثون عن الكرم كثيرا ولكن ايديهم مغلولة الى اعناقهم..ولايُرجى منهم عطاءا ولاخيرا..
وذلك ينطبق على الكثير من السياسيين في بلادي الذين يتحدثون عن الوطن والوطنية كثيرا وهم أول من باع الوطن..عبيد للغريب واسياد على مواطنيهم.. كرماء في اللغو وبخلاء في الفعل..يفعلون تماما عكس مايدعون..
تاريخ الشعوب والامم لايرحم الظالمين فانه يدَوّن الاشخاص باسمائهم وفي سجل اسود كسواد وجوههم عندما يقابلون الرب الواحد.. ايها المسؤولون عن بلادي اتعضوا بمن سبقكم من الظالمين فان النهاية واحدة..وارفقوا بشعبكم وارحموا فقراؤه فذلك ازكى لكم..
https://telegram.me/buratha