نـــــــــزار حيدر
على مدى اكثر من ثلاثة عقود من الزمن، ظل نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية يغذي الارهاب والتنظيمات الإرهابية بكل الطرق والوسائل، فأمر فقهاء البلاط بإصدار فتاوى التكفير والقتل والتدمير، مدعومة بالبترودولار الذي ظل يغدقه على الاعلام الطائفي المضلِّل والأقلام المأجورة والخطباء والوعاظ الذين ظلوا يحرضون على القتل والتدمير امام مرأى ومسمع (آل سعود) فكانت الدماء تسيل انهارا على يد ارهاب الحزب الوهابي في كل مكان في العالم، خاصة في العراق وعدد من البلاد العربية والإسلامية.
وظلت سياسات نظام القبيلة هذا مطية لمن هب ودب، الهدف منها تدمير البلاد العربية والإسلامية، حتى اذا قضى الغرب حاجته من (آل سعود) والحزب الوهابي وفتاواه وإعلامه، صدرت الأوامر ليغير سياساته () درجة، وقد تمثل التغيير اليوم باللائحة التي أصدرتها وزارة داخليتهم بأسماء مجموعة من التنظيمات والجماعات التي قالت انها ارهابية!!!.
لا ادري اين كان نظام القبيلة كل هذه المدة ليكتشف اليوم فقط بان (تنظيم القاعدة) مثلا او (داعش) او من لف لفهما هي تنظيمات ارهابية؟.
كل العالم ادرج اسماء هذه التنظيمات وأخواتها في قوائم خاصة صنفها كتنظيمات ارهابية، الا نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية.
ان عليه ان يفسر لنا سر هذا التأخير في تسميتهم؟ ولماذا اليوم تحديدا؟.
وبمطالعة سريعة لأسماء التنظيمات والجماعات التي ضمتها لائحة وزارة الداخلية، فستلحظ ما يلي:
اولا: باستثناء اسمين فقط، فان كل التنظيمات والجماعات التي ضمتها القائمة هي صناعة (وهابية) بامتياز، اي انها من صناعة (آل سعود) تحديدا، فكلنا يتذكر جيدا حديث الامير تركي الفيصل عن ظروف صناعتهم لتنظيم القاعدة الإرهابي وكيف انهم صرفوا مبلغ () مليار دولار لتاسيسه في أفغانستان بدايات عقد الثمانينيات من القرن الماضي، ولو قلنا جدلا بانهم صنعوه للقتال ضد السوفيات وقتها الذين كانوا يحتلون أفغانستان، فلماذا ظلوا يرعونه أشد الرعاية منذ تحرير أفغانستان من الاحتلال السوفياتي الغاشم ولحد اليوم؟.
ثانيا: وباستثناء اسمين فقط، فان بقية الاسماء متورطة بأعمال ارهابية عديدة في اكثر من بلد، وقد جُرٍّمت عناصرها في بلدان عدة بالجرم المشهود ومع سبق الإصرار، في نفس الوقت الذي كان فيه نظام القبيلة يتبناها بشكل كامل، ان بالفتوى او بالمال او بالأعلام، ما يعني ان (آل سعود) متورطون معهم بشكل مباشر.
ثالثا: تأسيسا على هذه النقطة، كان ينبغي على نظام القبيلة ان يعتذر لأسر الضحايا حول العالم، ويعلن انه سيعوّض ضحايا الارهاب في العالم لأنهم كانوا السبب المباشر لمقتلهم.
كما كان من اللازم عليهم ان يعلنوا عن تقديم عدد من الأمراء المسؤولين بشكل مباشر على رعاية هذه التنظيمات الإرهابية للقضاء ليثق الرأي العام، خاصة العربي والإسلامي، بجدية خطواتهم هذه المرة والرامية الى التصدي للإرهاب، والا فان من الصعب جدا، ان لم يكن من المستحيل، علينا ان نصدّقهم بعد ان ظلوا يدعمون الارهاب ويرعون تنظيماته اكثر من () عاما على الأقل.
ثم، هل يعقل ان نقبل منهم الاكتفاء فقط بإصدار مثل هذه القائمة من دون ان يترتب على دورهم القذر في تغذية ورعاية الارهاب كل هذه العقود الطويلة من الزمن، اي شيء؟ هل يعقل انهم ينقلبون على الارهاب بهذه السهولة ونصدّقهم من دون ان يتحملوا مسؤولية الدماء التي أريقت والدمار الذي لحق بالشجر والمدر؟ هل يريدوننا ان ننسى فتاواهم التي ظلت تحرض على القتل وتغرّر بالشباب الذي غسلوا أدمغتهم ليزجوا به في محارق الموت والدمار؟ هل يظنون اننا ننسى ما فعله إعلامهم الطائفي لدعم الارهاب والتحريض على القتل؟ ام انهم يريدون ان يقنعوننا بانهم لا دخل لهم في كل ذلك، لأنهم كانوا نائمين على آذانهم لا يعرفون شيئا عما كان يجري بهذا الشأن؟.
ليبادروا فورا الى إغلاق فضائيات الفتنة الطائفية التي لازالت تحرض على العنف والإرهاب، والمدعومة بالبترودولار ، وليبادروا فورا الى إغلاق مدارسهم الدينية المنتشرة في ارجاء المملكة وكذلك حول العالم، والتي لا زالت تعلّم منهج التكفير وإلغاء الاخر والكراهية والقتل والتدمير من دون ان يتغير اي شيء، وليبادروا فورا الى الاعتراف بكل المذاهب الاسلامية في الجزيرة العربية لنتأكد بانهم لا يكفّرون احدا وأنهم لا يطعنون بانتماء احد من المواطنين او بولاء احد منهم، وأنهم لا يميزون فلا يحرضون على العنف والإرهاب.
رابعا: واخيرا، ان ما يثير الاستغراب في القائمة هو انها شملت تنظيمين لا دخل لهما بالعنف والإرهاب لا من قريب ولا من بعيد، اذ لم يسجل ضدهم، كما لم يحمّلهم احد في هذا العالم مسؤولية اي عمل إرهابي في اي مكان، فلماذا أدرجتهم وزارة الداخلية مع التنظيمات الإرهابية المعروفة؟.
الجواب واضح جدا لا يحتاج الى كثير تفكير، فمن جانب، أراد نظام القبيلة ان يخبط خبط عشواء ليضلل الرأي العام، على قاعدة (لو عمّت هانت) فان تحمل القائمة اسماء تنظيمات وجماعات ذات المنشأ الواحد فقط، نظام القبيلة، فتلك ستكون إدانة واضحة وصريحة لهم وبشكل مباشر، اما اذا اختلط الحابل بالنابل، فسيهوّن من الامر بعض الشيء.
من جانب آخر، فان اقتصار القائمة على التنظيمات والجماعات (السنية) فقط، هذا يعني اعتراف واضح منهم بان منهجهم الفكري والثقافي والتاريخي هو السبب المباشر الذي أنتج العنف والإرهاب وصنع التنظيمات الإرهابية حول العالم، ولذلك ضمّنوا القائمة اسم جماعتين (شيعيتين) عن الحرام والحلال، ولذر الرماد في العيون، طبعا من دون ان يثبتوا بالدليل تورط هتين الجماعتين باي عمل إرهابي، وفي اي مكان في العالم.
وبالمناسبة، فلقد نسيت وزارة الداخلية ادراج قوات درع الجزيرة في القائمة كأحد اخطر الجماعات الإرهابية التي دمرت ثورة شعب البحرين السلمية، واحتلت بلد مجاور وسحقت حقوق الانسان فيه وقتلت ودمرت وعذبت الأبرياء، واعتدت على الأعراض.
اخيرا، فمهما يكن من الامر، فان على العالم، خاصة الشعوب المخدوعة بنظام القبيلة، ان تفهم جيدا خطورة الدور الأساسي الذي يلعبه (آل سعود) في رعاية الارهاب وتنظيماته، ولذلك يجب ان يدفعوا ثمن ما اقترفتهم أيديهم من جرائم بحق الانسانية، ولن يكون الثمن بأقل من ترك السلطة.
https://telegram.me/buratha