المقالات

المالكي يستعد لإعلان الديكتاتورية في العراق

1766 01:28:14 2014-03-09

محمد حسن الساعدي

في سابقة خطيرة لم تحصل في حتى الدول الفقيرة ، والتي تعتاش على المساعدات من هنا أو هناك ، أن يتدخل رئيس حكومة في تعطيل عمل برلمان صادق على حكومته .
إعلانه تعطيل عمل البرلمان ، وإعلانه صرف الأموال سواءً وافق البرلمان أم لم يوافق ، يعد انقلاب سياسي وإداري على الدستور.
المالكي في كلمته الأسبوعية انقلب على الدستور سياسيا وإداريا في كلمته ولم يبق سوى أن يعلن ذلك عسكرياً ،إذ بدأ يفعل ما يريد من دون الرجوع إلى البرلمان أو المؤسسات الديمقراطية الأخرى ، فماذا تبقى للانقلاب سوى أن يعترف به المالكي ويعلنه صراحة ، ولا نستغرب أن نستيقظ صباحاً لنجد الدبابات في الشوارع ، وإعلان بداية عهد جديد من حكم الحزب الواحد .
إعلانه هذا جاء بعد فشل البرلمان في المصادقة على الموازنة ، على أثر خلاف مفتعل كل عام مع الأكراد وصرف موازنة الإقليم ومطالبهم ، والتي هي الأخرى ازدادت ، وأصبحت أكثر ثقلاً على الدولة ، وفاقت طلبات أي محافظة أخرى في الجنوب أو الوسط ، وهذا بحد ذاته يعد إدامة الأزمة مع الأكراد ، واستغلال من الأكراد ، والذين يسعون من الاستفادة من أي مكسب يحققونه من المركز .
التصريحات هذه بمثابة "انقلاب على الديمقراطية" وعودة إلى الأحكام العرفية التي تتضمن تعطيل الحياة الدستورية، والعودة إلى التسلط الذي احرق البلاد ، وجعلها تسير في نفق مظلم لا يمكن الخروج منه ، خصوصاً العراق يعيش أزمة أمنية خانقة تهدد العملية السياسية برمتها ، وسقوط الانبار بيد الإرهاب "داعش" ، وانفلات الأمن في " ديالى وصلاح الدين والموصل ، وشمال بابل وغيرها من مدن العراق .
حديث المالكي اليوم بشأن صرف أموال الموازنة العامة من دون موافقة البرلمان غير دستوري وفيه إلغاء واضح لمجلس النواب العراقي والعودة إلى زمن الأحكام العرفية ،كما أن الدستور لايعطيه صلاحية صرف أموال الموازنة من دون إقرارها في مجلس النواب العراقي. 
كما أن هذا التشنج الذي يظهر به دائماً السيد المالكي ، لايعكس رحابة صدره في تلقي هموم بلده وشعبه ، وهو رئيس حكومة ، وظيفتها تنفيذي ، وتقديم الخدمات للناس ، وحمايتها من أي تهديد يحيق به ، كما أن اتهام رئيس البرلمان "النجيفي" يعكس هو الآخر حجم الخلافات الشخصية بين الطرفين ، والتي انعكست بالتالي على سلة العراق الغذائية ، وحقوق شعبه .
وخلال خطابه تطرق إلى أن مجلس الوزراء قرر أن يمضي ويصرف الأموال بما يحقق الكثير من متطلبات الشعب حتى وان لم يصادق مجلس النواب على الموازنة "، داعيا أعضاء البرلمان إلى " تعطيل حضورهم إلى جلسات مجلس النواب إلا إذا استجابت هيئة الرئاسة لعرض الموازنة على جدول الأعمال ؟!!
ونحن هنا بدورنا نتساءل " من هم أعضاء مجلس الوزراء ، أليس الأكراد جزءً من هذه الحكومة ، وكم وزارة ، وهل صادقوا هم الآخرون على تمشية الموازنة في مجلس الوزراء ، أم ما هو موقفهم من هذا القرار ؟!
جميع الأحزاب والكتل السياسية بعد 2003 ، وسقوط اعتى ديكتاتورية شهدها التاريخ في العراق ، عملت الأحزاب ، والتي جزء منها "حزب الدعوة " بقيادته على إرساء أسس الديمقراطية ، وبناء دولة المؤسسات ، وبث روح الإيمان بالتسليم السلمي للسلطة ، وهذا جاء بالتأكيد لإيمان هذه الأحزاب بهذه النظرية ، لهذا يجب أن يكون هناك موقفاً صريحاً من قبل التحالف الوطني ، والذي نتساءل ، هل يقاد من قبل المالكي ، أم انه من يقود المالكي ، أم ما هي وظيفته كأعلى سلطة تقود البلد اليوم .
يبقى على جميع الكتل أن تعرف مسؤوليتها تجاه بلدها ، وان تسعى إلى تفعيل دور البرلمان خلال دورته الانتخابية القادمة ، والسعي من اجل بناء مؤسسة دستورية خارجة عن أي تدخل أو تسلط ، لتكون هي أعلى سلطة تقود البلاد ، ولكي لا تكون أداة بيد القرارات والانفعالات الارتجالية ، والتي جعلت البلاد تدخل نفق الأزمات تلو الأزمات ، ولا حلول لها .
السيد المالكي يخوض حرباً، ويدخل البلاد إلى متاهات لا يُدركها، او هو ربما هو عارفٌ بها، مريدٌ لها لغرض في نفس يعقوب.
ونحن هنا نتساءل "تحت اي مسوغ وطني ودستوري، ، يتصرف السيد المالكي في اخطر شؤون البلاد، بهذه الطريقة العبثية المتعارضة كلياً مع الدستور..؟ومن أجاز له التصرف المطلق بمستقبل العراق وثرواته وخيراته وأرواح أبنائه ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك