المقالات

المؤامرة

1256 01:42:18 2014-03-09

هيثم الحسني

تختلف تعريفات مصطلح نظرية المؤامرة باختلاف وجهات نظر أصحابها، فالمؤامرة هي قيام طرف ما معلوم أو غير معلوم بعمل منظم سواءً بوعي أو بدون وعي، سراً أو علناً، بالتخطيط للوصول لهدف ما مع طرف آخر ويتمثل الهدف غالباً في تحقيق مصلحةٍ ما أو السيطرة على تلك الجهة، ومن ثم تنفيذ خطوات تحقيق الهدف من خلال عناصر معروفة أو غير معروفة. وللتبسيط يمكن القول بأن المؤامرة لها طرفين رئيسين، هما المتآمر وهم الحكومات والمُتآمر عليه المواطنين لإخفاء الحقيقة، وقد يكون أطراف هذه المؤامرة أو أحدهم على علم بها وغالباً ما يكون المتآمر هو العارف بها، إلا أنه ليس ضرورياً أن يكون كذلك فقد يقوم بالمؤامرة دون وعي منه بأنه يقوم بها، وقد تتم المؤامرة دون علم المستهدفين بها، كما يمكن أن يعلم المستهدف بوجود مؤامرة لكنه لا يستطيع تحديد أصحابها . 
وهذا حال الشعب العراقي مع التحديات الهائلة التي تكمن في طريقه لبناء الدولة العصرية العادلة . فالمواطن لا يستطيع بعد ان يتحمل هذه الاشكال من الانقسامات السياسية التي تعصف بالوطن، والتي تشير الى تراجع مقصود في تبني النظام الديمقراطي، والدليل على ذلك ما يجري اليوم على الحكومات المحلية من عمليات تشويش مستمرة ومحاولات مقصودة لإضعافها واندثارها في المستقبل القريب لتكون اكبر مؤامرة على الشعب والدستور من خلال:- 
1- ازعاج سلطة القضاء الاداري بمنازعات حول اعادة تشكيل الحكومات المحلية بمعطيات غير قانونية ولا تستحق النظر بها امام القضاء .
2- اشغال سلطة القضاء الادارية عن النظر بصحة القرارات الادارية الصادرة عن الوزارات والمؤسسات الخاصة بتنظيم شؤون المواطن، والتي اصبحت وبال على الموطن واثقال لكاهله. 
3- محاولة زج القضاء في الصراع السياسي واخراجه من صفة الاستقلال ليكون منحاز الى السلطة او اداة بيدها (كما كان في الماضي) . 
4- خلق جيل من وعاظ السلاطين الذين يوهمون رؤساء الكتل بمخارج قانونيه و يفسرون مواد الدستور والقوانين بما يوافق اهوائهم او حسب مزاجهم. 
5- ارباك الحكومات المحلية وجعلها في حالة صراع مستمر، لتكون حكومات فاشله عديمة الفائدة وبعيده عن الجمهور كما اصبح الان حال كثير من الحكومات المحلية . 
6- التعمد في خلق بيئة متصارعة غير منسجمه داخل مجالس المحافظات سيكون تأثيرها مباشر على سلوكيات عضو مجلس المحافظة ليصبح عضو متذبذب وباحث عن الامتيازات والفرص بين الكتل والتحالفات التي يتشكل منها مجلس المحافظة . 
7- ان الصراعات تعني ضياع الوقت في المفاوضات والنزاعات وابتعاد المجالس واعضاءها عن تقديم الخدمات لأبناء المحافظات . وتجد ان نسبة انجازها بعض المحافظات هي 0% حسب تقرير وزارة التخطيط رغم مرور عام على تشكيلها . 
8- النزاع والصراع في مجالس المحافظات يعني لا تعقد جلسات المجلس وتسبب انسحاب الكتل من الجلسات بحجج واهيه فلا خدمات ولا مشاريع ولا رعاية صحيه . 
كلنا يعلم ان الخبرة تكتسب بالاستمرارية والتراكمية ويفترض بان الحكومات المحلية كلما تعاقبت تنتج خدمات افضل للمواطنين المحليين ولكن المتابع لانتخابات الحكومات المحلية او البرلمانية يجد ان الدورة السابقة افضل من الدورة التي تليها. هل المقصود هو افراغ الحكومات المحلية من محتواها ؟ ام المقصود هو دفع المواطن الى القول ان الماضي افضل من الحالي، هل هي مؤامرة لعودة الدكتاتورية، وهل يحق للمواطنين ان يرفعوا دعوات قضائية امام المحاكم المختصة على كل من يثبت تورطه في محاولة افشال العملية الديمقراطية اوكل من حاول سلب ارادة الدستور العراقي ؟ .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك