باسل العاكولي
كل يوم نحن في شان, لا نعلم أين نتجه, الرعية بدأت تضيق ذرعا من الحاكم, متقلب الأهواء, له صولات بين ساعة وساعة, لا يهدأ أبدا, يعادي الكل, وان لم يكن له عدوا, يخلق له عدوا في مخيلته, ويبدأ بشن الحرب على الجميع, أحيانا مع الجيران يتهمهم, بالتدخل في شؤون البلد, ثم ينعت شركائه, بالخونة, ويتأمرون عليه, وعلى حكومته, وحتى أبناء جلدته يقصيهم, وهم أصحاب الفضل الأول لما وصل اليه.
وصل الأمر إلى بيته, إئتلاف دولة القانون, يتخلى عن بعض أعضائه, بل يبعدهم وفق قانون رجل السلطة, كما أقصى شركائه بالأمس.
بدا الحزب الحاكم يفقد زمام الأمور, مع قرب الانتخابات, التي أصبحت تدق عروش من يفكر بالولاية الثالثة, التخبط وعدم السيطرة على أعصابه, بانت في لقاء الأربعاء, للرئيس مجلس الوزراء, واعتقد يعاني من عقدة الغيرة من يوم الأربعاء, لم يدرك انه يحمل شعار دولة القانون, فتجاوز عليه, لأنه أختلف حتى مع أعضاء كتلته وحزبه.
الانفعالية في قراراته, أثبتت فشلها, طيلة الدورتين السابقتين, من عمر العملية السياسية, خرج معترفا انه يتحمل المسؤولية والفشل الحكومي, بعد أن هدم التحالف الوطني, وهمش دوره, وجعل القرار مرتبط به وبائتلافه, لا يشركهم في صنع القرار, وان أشركهم, لا يسمع كلامهم, مزق وحدة البيت الشيعي, وحارب الكورد الحليف الاستراتيجي للتحالف الوطني, وقراراته المتسرعة مع الأخوة السنة, وأخرها أزمة الانبار وما حملته من جدل ومتناقضات.
بعد أن وجه سلاحه إلى البرلمان, واتهامه النواب أنهم شهود زور, لأنه يؤسس لتحالفات جديدة, بعيدة عن الواقع, وليس لها أسس إستراتيجيه, بعيدة الآمد, فأنها تذهب به إلى النهاية, خصوصا بعد ان خسر تحالفاته مع تيار شهيد المحراب, والتيار الصدري, وعدائه مع القومية الثانية في البلد.
الأيام القادمة تحمل في جعبتها كثير من المهاترات, لان دولة القانون يعتاش عليها, وأصبحت غذائه التي يتغذى عليها قادة الحزب, في النهاية سيخسرون الجولة الانتخابية, لان الشعب سئم من هذا الأسلوب التقليدي, وعرفه قبل كل انتخابات, يخرجون علينا يشتمون بعضهم البعض, وبعدها يجلسون على مائدة بقايا الأنقاض ودماء الشهداء, ليتقاسموا المناصب, ويضحكون على الذقون.
إن مهمة التيارين الكبيرين، تيار الصدر والحكيم، وهما المؤثران في القطاع الأوسع من التحالف الوطني، ان يوحدا جهودهما، بإتجاه القيام بعملية التغيير، ويعزز ذلك التوجه المطلوب، ما أشار اليه سماحة السيد مقتدى الصدر، قبيل إعلانه إعتزال العمل السياسي، حينما أكد على أن التيار الأقرب الى توجهات التيار الصدري، هو تيار شهيد المحراب. تحياتي
https://telegram.me/buratha