لم يكن تنظيم داعش في يوم من الايام يتيما ولا سائبا لا راعي له و معين بل كان على الدوام حاضرا في خطاب الاعلام الرسمي وغير الرسمي في معظم الدول العربية التي انطلقت منها جحافل الجيوش الامريكية لغزو افغانستان وثم دخول العراق عبر الكويت لتدمير كل البنى التحتية وغير التحتية للبلاد وبعد ذلك اعادة الصورة ولكن على ايدي البعث العراقي الذي خرج داعش من رحمه ليصبح غولا "جهاديا" و"وحشا" وهابيا يتآلف معه الفروخ وامهاتهن في الخليج والمنطقة العربية برمتها !
المؤسسات الاعلامية والهيئات "الخيرية" و"الاوقاف الدينية" في الخليج هي مدارس تأهيل لمجتمع داعشي وشارع لا يحمل الا فكرا تكفيريا متطرفا ورافضا للرأي الاخر يكون ارضا خصبة لنمو جراثيم داعشية تنتشر في اوصال الحياة الخليجية لتشكل قنبلة بشرية تتفجر على اشكال مختلفة كتلك التي حدثت في 11 سبتمبر في امريكا ومثيلاتها في مدريد ولندن وبالي او على شكل جماعات تتطوع للقيام باعمال تفجير وتفخيخ او تستخدم كمرتزقة لقتل من يخالفهم الرأي من مسلمين شيعة واقليات ومسيحيين .
دولة الامارات بدأت قبل ايام بخطوة هي الاخطر في تاريخ الدول تمثلت في تخصيص برنامج على شاشة الفضائية الرسمية "قناة الدار"على حلقات موجهة ضد ثاني اكبر الطوائف الاسلامية يتضمن التسفيه لمعتقدات الشيعة وتكفيرهم والتحريض عليهم بشكل مباشر والغريب ان البرنامج يقدمه شخص سلفي "معتدل" واسمه وسيم يوسف يسعى البرنامج في البداية التقول وبخباثة وهابية وداعشية على المجتمع الشيعي واطلاق تسمية "الرافضة" عليه كمدخل لتهيئة الرأي العام السلفي والسني لتقبل ما يريد هذا الاعلام المسيس والمأدلج ايصاله وادخال التكفيريات في اذهانهم في محالة واضحة هدفها التحريض والتجييش الطائفي ونشر الكراهية في تناغم واضح مع خطاب الجماعات التكفيرية المتطرفة وتنظيمات القاعدة ومشتقاتها مثل النصرة وداعش وغيرهم ولم يتوانى البرنامج المذكور في سرد مقاطع من خطب اغلب خطباء الشيعة فيما يخص التمجيد وذكر فضائل ائمتهم والتي اعتبرها هذا الاعلام الرسمي الداعشي بانه كفر واستخلص من ذلك ان "دين الرافضة" اي الشيعة قائم على الكذب وقد كان مقدم البرنامج واضحا في توجهه وخطابه التكفيري الذي لم يستثني احدا من الشيعة وعلمائهم الا واعتبرهم ضمنا او مباشرة من الكفار .
ليس هناك من تفسير لمثل هذا التوجه العدائي والحرب الاعلامية التي بدأت دولة الامارات رسميا باعلانها ضد الشيعة سوى انه محاولة واضحة للتجييش الطائفي ونشر الكراهية وتحريض المتطرفين للتصعيد من اعمالهم الارهابية ضد مكون من مكاونات المجتمع الانساني في المنطقة والعالم .
هذا التوجه الاعلامي الداعشي لدولة الامارات تزامن معه التصعيد السياسي في خطاب مسؤولين في هذه الامارة ضد الشيعة بعد مقتل السلفي وابن عم مروان الشحي الذي قاد الطائرة التي صدمت البرج الجنوبي الثاني لمركز التجارة العالمي في 11 سبتمبر 2001 والمقتول هو طارق الشحي قتل في حادث تفجير غامض في البحرين كان يعمل كضابط وبلباس الشرطة البحرينية في المنامة شارك في قمع المتظاهرين السلميين وقتلهم ولما انكشف اسمه ودوره في التصدي للمطالبين بالحرية والديمقراطية تسائل المراقبون عن سر مشاركة الاماراتيين في احداث خطيرة واعمال ارهابية وقمع الشعوب حيث هناك العديد من الضباط الاماراتيين قاتلوا في صفوف الداعش والنصرة في سورية مثل "جاسم الشحي" وقتلوا ، اما في احداث 11 سبتبر فان دور ابن عم الضابط الذي قتل في البحرين اخيرا كان محوريا في قيادة الطائرة حتى ان الاعلامي المعروف عبدالباري عطوان كتب في عمود "رأي اليوم" (( مسؤول امارتي قال لي قبل عشر سنوات، ان بلاده خسرت اكثر من 15 مليار دولار لتنفي عن نفسها هذه التهمة بسب مشاركة مواطن يحمل جنسيتها في هجمات الحادي العشر من سبتمبر (مروان الشحي)،)).
وهذا التطور يأتى ليتلاقى مع تغريدات خطيرة اطلقها اخيرا رئيس شرطة دبي السابق ضاحي خلفان ضد الشيعة في البحرين بعد مقتل "طارق الشحي" ابن عم الارهابي "مروان الشحي" حيث قال "ان الشيعة لا يستحقون اي نوع من انواع المعاملة الاخوية" ولم يتوانى في التجييش وتحريض الشارع السني ضد الشيعة عندما اضاف في تغريداته الطائفية هذه الجملة " اذا كانوا يريدون ان نريهم من هم سنة الخليج اذا غضبوا، فسوف يعلمون جيدا من نحن".
من هنا فان ما يقوم به الاعلام الاماراتي هو تدشين واضح لاعلام لا يختلف من حيث الخطاب والمضمون عن ما يحمله خطاب التنظيمات الارهابية من مفردات تكفيرية هو تناغم في الخطاب والهدف المشترك الذي يجمعهم في موقف واحد يشرع لهم تصدير القتلة والارهابيين الى العالم لقتل الابرياء سواءا في نيويورك احداث 11 سبتمبر او في سورية مع جبهة النصرة او في البحرين في لباس الشرطة البحرينية .
https://telegram.me/buratha