المقالات

الانبار تغرق .. والمالكي يصيح البصرة

1800 01:01:37 2014-03-11

محمد حسن الساعدي

في مفارقة مضحكة مبكية في نفس الوقت ، التحرك الغريب للسيد المالكي إلى البصرة لإزالة محافظها " النصراوي " ، وفعلاً تم التحرك واستدعاء دولة القانون ، والضغط عليهم من اجل جمع أصوات أزالت المحافظ من منصبه .
هذه التحركات التي جاءت وسط لهيب النار المستعرة في الانبار ، والتي أحرقت الأخضر واليابس ، وخسائر كبيرة بين إفراد الجيش العراقي ، ليعلن السيد المالكي انتصاره ، وما زالت الانبار ساقطة بيد الإرهاب "الداعشبعثي" وتّغرد العراقية بهذا الانتصار المصطنع .
إن الطعن في شرعية مجلس البصرة وانتخاب المحافظ من قبل ائتلاف دولة القانون يعد استهدافا سياسيا للشراء السياسيين " المجلس الأعلى " ولإقصاء المحافظ ماجد النصرواي الذي يعد من مرشحيه لهذا المنصب .
المجلس الأعلى ومنذ سقوط النظام ، عمل على بناء المشروع الوطني ، ولم يهتم كثيراً بأن يكون على رأس السلطة أم لا ، وعندما نستقرأ التاريخ نجد أن زهد في المناصب لأكثر من مرة ، وسط تنافس الآخرين على نل نصيبه من كعكة المناصب .
في الوقت الذي كان من المفترض بالسيد المالكي أن يتحرك لحل أزمة الانبار ، وإيجاد حلول ناجعة للملف الأمني ، والخروقات الأمنية الخطيرة والذي تعصف بالبلد وذهاب العشرات من الضحايا الأبرياء يومياً .
كان الأولى بالسيد رئيس الوزراء ، بدل أن يتحرك لإسقاط حكومات منتخبة ، ومتوافق عليها ، والضغط على المجلس الأعلى ووضعه أمام خيارين إما البصرة أو القبول بتوله (المالكي) ولاية ثالثة ؟!
هذه الابتزاز السياسي ، والذي عكس وضعاً سياسياً فاسداً لدى دولة القانون ، في التعاطي مع الشركاء ، وحل المشاكل التي يعاني منها البلد . الأزمة السياسية وصلت إلى حالة من التشنج في مجلس المحافظة وتوقف الكثير من الإعمال والمشاريع، فضلا على عدم انعقاد جلسات مجلس المحافظة وبالتالي إفشال عمل الحكومة المحلية في البصرة ، وإبرازها ضعيفة أمام الجمهور البصري .
اليوم الشغل الشاغل لرئيس حكومة العراق خلال الأيام العشر المنصرمة هو سحب الثقة لعدد من محافظات الجنوب ، ويدير حرب طعونات مقدمة من قبل ائتلاف دولة القانون بشرعية محافظات عديدة من ضمنها بغداد والبصرة , ,هذا الأمر أدى بالمالكي الابتعاد عن دوره الرئيسي كقائد عام للقوات المسلحة , وعدم متابعته لمعركة القوات الأمنية مع الجماعات الإرهابية و داعش في الانبار ، وتغيير وجه الحرب نحو شركائه " المجلس الأعلى " والتي بدأها في البصرة .
من جهته المجلس الأعلى ، اتسم موقفه بالهدوء ، وعدم الانفعال ، والسير خلف هذه التهديدات ، ولكن الموقف الرسمي جاء على لسان أكثر نوابه في البرلمان ، وعدّوه حرباً ضد المجلس الأعلى ، الذي كان له دوراً ايجابياً من العملية السياسية ، وحكومة المالكي المتعقبة .
حمى الانتخابات القادمة لمجلس النواب ، والدعاية والتسقيط الانتخابي وصلت إلى رأس الهرم في الحكومة العراقية مما أدى إلى اختلال في التوازن والأدوار وعدم مراعاة الأولويات في متابعة القضايا الرئيسة أهما المعركة في الانبار , التي راح ضحيتها العديد من القوات الأمنية والمدنيين ، والذهاب إلى صراعات من اجل إزالة الخصوم ، والدخول منتصراً ،خاصة بعد انسحاب مقتدى الصدر ، وضياع الصون الصدري .
كان الأجدر بالسيد رئيس الوزراء التصرف بعقلانية القائد ,,لان المهم اليوم هو دحر الإرهاب وليس إشاعة الفوضى في محافظات مستقرة مثل البصرة وبغداد ، والسعي من اجل إطلاق مخصصات هذه المحافظات ، وأعمارها ، ولكن التاريخ يعيد نفسه ، في أما أن أكون رئيساً أو يكون العراق " ارضاً محترقة "

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علاء
2014-03-11
المالكي وكما يعرف الجميع عبدا للكرسي وهو صاحب مقولة (ما ننطيهة) نسي عندما عصفت الرياح بكرسيه في عامي 2006 فقام المجلس الاعلى بقيادة الرافقيد عبد العزيز الحكيم بتثبيت حكومته بعقد التحالف الرباعي ولم يستغل الفرصة باسقاطه وترشيح السيد عادل عبد المهدي وكذلك فعل المجلس في عام 2012 عندما اجتمعت كتل التحالف الكردستاني والعراقية والتيار الصدري ورفض ايضا المجلس الاعلى اسقاطه حفاظا على المصالح العاليا للبلد
كريم البغدادي
2014-03-11
سبقه من تعلم منه قال سأسلم العراق ارض بلا شعب مالها هذه الاعواد الخشبيه التي يجلس عليها المتجبرون لاتزال الابحرق الحرث والنسل قبل ان تزال
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك