المقالات

سيبقون ونمضي!!!

1997 17:12:00 2007-07-06

بات رنين الهاتف امراً تجفل منه القلوب المتعبة لما قد يحمل الينا من أنباء حزينة اكثر من الاخبار المفرحة فلقد اعتدت ان اتسابق لرفع سماعة الهاتف قبل الاخرين حتى استقبل الخبر بهدوء وافكر بالوقت المناسب لاخبرهم بفحوى المكالمة التي الفنا ان تكون ان فلان خُطف والاخر قـُتل وما ان اصل لسماعة الهاتف حتى اذكر الله واساله ان لا ترتاع قلوبنا بخبر محزن وقد يتوقف رنين الهاتف ولم اقرر رفع السماعة بعد !

وقـُبيل أيام رن الهاتف لترفعه اختي الصغرى ولتخبرني عن شخص يطلب المهندسة فاستغربت الامر فلم يعد احداً يدعوني بهذا اللقب وتلقفت سماعة الهاتف لاعرف المتكلم مباشرة كان هذا الشخص هو أبو محمد وهو من ضمن الكادر الذي كنت اعمل معه في دائرتي المنكوبة والذي كان اول من شجعني على ترك مكان عملي والتوجه الى مكان اخر بالعراق وبينما انا اسألهُ عن كل شيء ولا أترك له مجال للجواب فمن سؤالي عن الكادر فرداً فردأ الى سؤالي عن بغداد وعن منطقتنا ومنطقتهم ومكان عملنا والجسور والوضع العام وووو.... كان يجيب باجابات مختصرة مشتملة حمد الله على كل حال الا انه توقف ثواني عن الكلام فاعتصر قلبي الماً وتلكأ لساني ان اخبره ان حل بأحد مكروه الا انه اكمل قائلاً بانه يتألم حينما يرى مكتبي فارغاً وزملائي الذين قرروا الفرار قبلي وان بغداد تخسر كل يوم من لايجب لها ان تخسرهم .

وهنا دخل قلبي سرور كبير لثواني فرحت بها بان هناك من يتذكر بأني كنت يوماً في بغداد ويعتقد ان لي مكاناً خالياً هناك ثم اغتم قلبي بحزن شديد تداركته باكمال حديثي مع ذلك الفاضل الذي اعتبر عملي معه لثلاث سنين مكسب ما بعده مكسب وبدأت اخبره باني لم ولن انسى بغداد واكرر على مسامعه ما حفظته من كلماته المضيئة غير انه قاطعني قائلاً بانه ترك العمل ايضا لفترة !!! انهيت المكالمة وانا ادعو له بان يحفظه واسرته الصغيرة من كل سوء كما كنت دائما واساله الدعاء ايضاً ليخبرني بانه يذكرني في كل مرة يزور فيها ابا عبد الله الحسين ع لتخنقني العبرة عند هذه الجملة . تجمعت سُحب الذكريات في رأسي عن الفترة التي عملت بها في دائرة تحتلها عصابة بمعنى الكلمة لاعيش مأساة طالما ذكرتها في ثنايا سطور كلماتي غير ان من مكنني من الاستمرار هو وجود اشخاص كأبو محمد ذلك الشاب الذي يبدو بانه اكبر من عمره سنوات عديدة الملتزم دينياً المتعقل الهادىء المتقن لعمله بفكر غني فهو باختصار موالي حقيقي .

اخي ابو محمد لم تكن المقالة التي كتبتها بحقك كافية لتجمع شمائلك الراقية فاسمح لي وأأذن ان اسلط الضوء شخصكم الذي تكاسل الكثيرون ان يصبحوا مثلكم فأي شاب بسيط يؤثر في كل من يقابله بهذا التأثير وان كنت استشعر كم الاستهزاء ممن يحيطوك بما تهتم فانت تعمل وتكتب وتنشر وترصد الاخطاء وتنصح بهدوء لمن غفل عن اجرام مسؤولينا وتواكب الحدث وتعمل لاجل انتخابات ناجحة ولا تنسى زيارة ابا عبد الله التي تداوم عليها وكل هذا خلال ال 24 ساعة التي يضيعها اغلبنا بالتأسف والولولة .

كنت اعلم بانك ستدفعنا الى قارب النجاة وتبقى انت اخر القافزين على امل ان يتحسن الوضع ونعود قبل ان تضطر للقفز الا ان الموجة كانت اعلى من امكانياتنا وحربهم تمتلك من الوسائل القذرة الكثير وتذكر كم كنا نعمل لساعات طويلة في عطل ما لنصل لنقطة نكمل بها العمل غدا ليأتي الغد ونكتشف ان ثمة من يخرب العمل بعد انتهائنا منه وهو مسؤولنا وانت صامت لا تخبرنا حتى احسست ان ثمة شيء غريب ولنستمر بهذه اللعبة نعمل ويخربون حتى لايكون لنا فضل في أي شيء وفي كل مرة كنا نقول لا نعاقب ايما عقاب ، عقاب بارد فاي عمل هذا .

من المؤسف حقاً ان لا تستطيع الحكومة حماية افراد المجتمع وكيف تتمكن وهي من تعيش حربا داخل ذات الحكومة ومخطىء من يعتقد ان هذه الحكومة لا تمثلنا فهي تمثلنا 100% بسلبياتها فانك ما ان تنزل الى أي مؤسسة او دائرة لدولة حتى تجد فيها الصالح والطالح تجد الخيرين وتجد الاشرار وقد جاوز شرهم حد الاجرام ففي كل دائرة هناك العليان الذي يرصد الناس وياخذ عنهم المعلومات وهناك عدنان يصفيهم وهناك مشعان يسرق بوضح النهار وقد استندوا بمن يجلسون في مقاعد حكومية وبرلمانية فلنا الله في كل هذا .

كنت انتظر ان يمضون ونبقى في دائرتنا التي لم اثق بها سوى بثلاث او اربعة اشخاص غادر اولهم مبكراً فلم يكمل معنا عدة اشهر ليتبعه الثاني للهجرة الى السويد التي نحسدها لاكتساب شخص رائع كأبو زهراء والثالث والرابع وبالتتابع بين مهجر ومهاجر وفار من المأساة ، ويبدو انهم من سيبقون ونمضي !!! وكم تسألت لماذا لا يصبهم مكروه رغم انني لا اتمنى لاحد السوء فهذا مديرنا العام الذي تعرض لمحاولة اغتيال لاكثر من مرة ولينجو منها وليدفع الثمن الخروف المسكين الذي يشتريه مديرنا من نثرية الدائرة ( المال العام ) كواجب للمدير المصاب !!

لقد كان لاتصالك غاية بجانب سؤالك عنا ايها الطيب ادركتها وانا اتحدث معكم فلم تعاتبني على ترك عملي لانك من شجعتني حينما احسست بالخطر من ذات المكان ومن مكان سكناي فنصحتني مشكورا الا انك اخبرتني بما اخبرتني به فقط لتتاكد هل ما زلت على ذات الحماسة وذلك الحرص على تغير واقع بكل الوسائل المسموحة ، لقد اطمئنيت وانا اخبرك باني متابعة معكم وواصلت تخبرني بان باب الامل ما زال مفتوحاً ولقد سمعت ذات الجملة من شخص اخر فعسى ان تكون هذه الجملة اكثر من كلمة ارضاء لنفوس متعبة وعسى ان ترجع الايام ونرجع الى مكان عملنا وهذه المرة سافعلها ان لم افعلها في المرة السابقة حينما اجتمع كل المجرمين من دائرتنا في محطة كهربائية ليروا عملاً انجزه الكادر فاخبرتني بان المحطة لو انفجرت بهم سيكون نصرا كبير للحكومة وللمال العام الذي يسرقونه !!! فضحكت قائلة لا تقم بها ياابا محمد فلديك اطفال صغار خلي عنك لادخل انا واقوم بالعملية فرفضت !!!لو اننا لم نختلف بامر تنفيذ العملية لكانوا الان ماضييييييييييييين وان لم نبقى !!!

غير ان التفجير والقتل والتنكيل من شيمهم لا من شيمنا فنحن والينا علياً ونتحمل من اجل حبه اضعاف ما نعاني وحتى لم ياتي اليوم الذي نرجع فيه فلنا بمذهبنا وانفسنا من الثقة التي تجعلنا نعتقد باننا حيث ما نذهب فان المكان المقصود هو الرابح وباننا نستطيع ان نبداء من جديد في اشد الظروف واخيرا وليس اخرا اسال الله التوفيق لكل من يقرأ المقالة ويشعر بانه هو ابو محمد وان لم يكن هو فليحاول ان يكون هو ، فلقد اثرت فيّ هذه الشخصية بشدة ووجهتني لدروب رائعة بدون توجيه بمجرد انني راقبتها عن بعد لهذا احببت مشاطرتكم معرفة هذه الشخصية لتكون الفائدة عامة ولنعلم بان هناك شباب رائعين على قلتهم في عراق الخير وخارجه يعملون ليل نهار في خدمة المذهب والبلد عيون الله ترعاكم ايها الاخوة والاخوات السائرين بهذا النهج وكتبنا الله من السائرين معكم وبظلكم.

اختكم المهندسة بغداد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
المهندسه سوس
2007-07-07
فى السابق القريب كان من يكنى بابن الفضل هى سبه واغلبهم هم اخ فلانه وابن فلانه وتعتبر ابن الفضل شتيمه ومن سخريه الاقدار ان هؤلاء العار هم من جعل الحياة استحاله فى باب المعظم وحواليها واصبح احرار العراق يعانون الامرين فى المرور والتى باب رزق غالبيه الناس هذه عينه بسيطه من الاف العينات التى ملئت ازقه وشوارع بغداد من اولاد الزنا هذه الجيف النتنه احالت الحياة الى جحيم اقولهاوكلى مراره والم وكمد وغصه فدائرتك وكل العراق ذبيح والذباح واثق الخطوة يمشى ملكا
احمد كامل
2007-07-07
السلام عليكم لقد اتصل بي شخص قبل يومين في الساعة السابعة صباحا,ليخبرني ان احد المهندسين المتمكنين من عملهم قد استشهد بين بغداد والمحمودية انه صديقي وكان يعمل ليلا نهار لأجل ارجاع الخطوط وفوق هذا كله متزوج ويعيل عائلة اخوه الشهيد لقد استشهد عمار وهو يحاول اصلاح الخطوط وترك خلف اهل وزوجته وبيت اخوه الشهيد وانا هو المسؤؤل لقد حاول ترك العمل اقنعته بانا يجب ان نعمل لأجل المذهب والوطن ولكي لاينتصر حارث الضاري القذر الحقيقة ان نصف فريقي قتل ونصف عمالي هجروا ولا احد يهتم ولا حد يعلم
سامي صابر
2007-07-07
كلا...سيمضون ونبقى ان شاء الله يجب ان نكون اكثر صلابة وقوة معنويا على اقل تقدير وسنسحق رؤوس الارهاب قريبا جدا
عراقي وافتخر
2007-07-06
سأدعو الله معكٍ اختي المهندسة بغداد ان يحفظ العراقي الغيور ابو محمد وعائلته الصغيرة فالعراق محتاج لكل محب له ومتفاني في عمله كي ينهض ثانية وينتصر على اعدائه وان يحفظكم ومن يلوذ بكم من كل سوء ويبقى العراق بخير مادام هناك من امثالك اختي الكريمة وامثال ابو محمد ممن يخدمون المذهب والبلد
ام منتظر
2007-07-06
متى يابغداد نقرأ في مقالتكٍ ونستبشر منها ان عراقنا بدأ يتعافى ولم يبق مكان للعليان والدليمي وغيرهم من اشرارالقوم في عراقنا الحبيب... متى يحب بعض العراقيين الخير لغيرهم مثلما يحبوه لانفسهم ... متى اراك ياعراقي الحبيب قوي ووشامخ فوالله الحنين لك يكاد يقتلنا والشوق للعودة لاحضانك اصبحت حلمانتتظر تحقيقه والمشتكى لله ورسوله .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك