المقالات

التعايش بين العراقيين رغم التحديات الطائفية

1342 10:57:00 2007-07-07

محاضرة القاها الشيخ خالد عبد الوهاب الملا رئيس جماعة علماء العراق / فرع الجنوب في مقر هيئة الامم المتحدة اثناء مشاركة مجموعة من علماء الدين ضمت وفد من مؤسسة شهيد المحراب ووفد من جماعة علماء العراق ووفد ضم مجموعة من علماء كردستان

الإسلام هو الدين الذي نزل الوحي بآياته على رسول الله محمد ( ص ) خلال ثلاث وعشرين عاماً وأصبح هذا الكتاب دستور المسلمين ومصدر التشريع الأول لتنظيم حياتهم الدينية والدنيوية بعلاقات المسلمين ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) في مجتمعهم فيما بينهم وبين الآخرين من غير المسلمين من الأمم والشعوب والمجتمعات ولربما يقف الباحث طويلا عند قول الله عز وجل وهو يضع نظاماً تعايشاً سلمياً وبنّاءً بين أبناء البشرية من خلال قوله تعالى : (َا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )

وتحت مفهوم هذه الآية العظيمة أحدث رسول الله ( ص ) قيماً إنسانيةً كريمة باعتبار إن الإسلام ينسجم مع الفطرة البشرية وهيئ المناخ الصالح بالحوار الحر والكلمة الطيبة فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم أجمل العلاقات بمجتمعه الجديد على أسس إنسانية تجاوز بها كل الاختلافات الدينية والعرقية واللونية والطبقية ولقد أبطل الإسلام التمايز والتفاضل بغير الأعمال التي يقدمها المرء لخدمة الآخرين ومن خلال ما تقدم نستنتج أن مبدأ التعايش والتفاهم والتسامح مع الآخرين على اختلاف مشاربهم هو جزء من عقيدة المسلم ، من اجل ذلك كله لابد من وقفة خاصة ونظرة بآصرة إلى الوضع في العراق والإشارة إلى ذلك التعايش السلمي التاريخي بين العراقيين فنحن في العراق لدينا تراث عظيم من التعايش ننتمي إليه ، ومنه نستمد النمط ألتعايشي بين مجتمع العراق واحترام الآخر وحق الجميع بعيش حر كريم وهو ما أثمر عن علاقات طيبة ورصينة بين النسيج العراقي الموحد وهو ما يشهد به حتى المسيحيون والصابئة الذين يعيشون في العراق مع كل ما حدث من تغيرات سياسية ودينية واجتماعية واقتصادية فالعراق فيه من المكونات والطوائف المختلفة ولقد وقع حيف كبير على الطائفة الشيعية والكورد وبعض السنة من الأنظمة التي حكمت العراق لفترة من الزمن وبطشت بكل من خالفهم من هذه الطوائف وتلك ومع كل هذه الضربات الموجعة لأبناء العراق بقي النسيج العراقي مترابطاً موحداً وبعد سقوط النظام وولادة العراق الجديد ظهرت المجاميع التكفيرية والإرهابية من القاعدة ومن تحالف معهم لإثارة الفتن الطائفية فابتدأت بالبيانات والفتاوى التي تحرض على قتل الشيعة وغيرهم من أبناء العراق ثم فجع المسلمون والعالم باستهدفت المرجع المجاهد آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم ( طيب الله ثراه )  مع عشرات من المؤمنين في صحن سيدنا علي ابن أبي طالب ( ع )  في الجمعة ) الدامية ( ثم استهداف زوار الإمام الحسين في كربلاء وما حدث على جسر الأئمة واستهداف المرقد الشريف للإمامين العسكريين وضرب الآمنين من أبناء الشعب في كل أنحاء العراق واستهداف المساجد وقتل أئمتها ومشاهد أخرى وكثيرة يضيق الحديث عنها كل هذه الأعمال الإجرامية أرادوا منها أن ينسفوا النسيج العراقي ويخلقوا جواً متشنجاً فاستبدلوا الوردة بالسيارة المفخخة والنخلة بالعبوة الناسفة والابتسامة بالحزام القاتل ومع كل هذا بقي التعايش لهذه اللحظة ولربما من الضروري أن أذكر التعايش في جنوب العراق بين الشيعة والسنة باعتبار أن السنة هم الأقل ولكن وجدنا من إخواننا صدراً رحباً مع كل ما يحدث في العراق فلو نظرنا إلى الأماكن التي سيطر عليها الإرهاب والتي تغلغلت فيها زمر الإرهاب لوجدنا أن التعامل مع الأقلية الشيعية كان تعاملاً سيئاً فقد هدمت حسينياتهم ومراقدهم وقتلت رموزهم وللحق والتاريخ أقول بأن أهل العراق لم يعرفوا هذا العنف أبداً في تاريخهم ولكن بأحتلال العراق وتركهم الحدود على مصراعيها والتي سهلت دخول زمر التطرف والقاعدة ومن تحالف معهم والذين خلقوا هذا الجو المأساوي حتى غدت هذه القاعدة بمنهجها التكفيري خطراً لا على العراق فحسب بل على البشرية جمعاء وينبغي لمن تصدى للدعوة إلى دين الله عز وجل أن يضعوا منهجاً وآلية صحيحةً وسريعة لتخليص الأمة من هذا الجرثوم القاتل ولقد وقف أخوتنا في عشائر الأنبار وديالى موقفاً مشرفاً حينما أنتفضوا بوجه هذه الزمر الضالة وقاتلوهم وطردوهم من مدنهم ... عراق جديدففي أول لحظة بعد سقوط النظام في 9 نيسان 2003 جاءت الفرصة الذهبية والتاريخية للعراقيين جميعاً لبناء دولتهم وإعادة تأسيسها والتي أسست من قبل على التمييز الطائفي وبالفعل أستطاع رجال العراق من الساسة الوطنيين أن يصوغوا مشروعاً وطنياً جديداً يتبلور عنه دستور دائم يظمن حقوق الإنسان وحرياته ويظمن حق الأقليات وبهذا يكون المنطلق الصحيح للتعايش بين العراقيين مع كل القوميات والأطياف في مناخ التآخي والوئام حيث يتخلص البلد من أكثر الموروثات السياسية سوءاً ورداءة ، بيد أن هذا القانون يحتاج إلى دعم وتصحيح وتقويم عبر آليات تخرجه من الوجود إلى العدم ومن النظر إلى التطبيق وهذا لا يكون إلا أن يفهم العراقيون جميعاً أنهم شركاء في هذا البلد وأن عجلة التأريخ لن تعود فهناك دستور وبرلمان وهناك عراقٌ جديد بدأ يبني نفسه ويرفع رأسه شامخاً فنحن نملك القوة والقدرة والعلم والمال لبناء العراق ومن خلال هذا المنبر أدعوا جميع العراقيين إلى رص صفوفهم وإلى وحدة كلمتهم ولكي تنجلي القوات الأجنبية من بلادنا وتنسحب وفق جدول زمني متفق عليه أدعوا العراقيين أن لا ينجرفوا لفتنةٍ طائفيةٍ بغيضة يدق اسفينها أعداء العراق تعالوا لنعمل سويةً بروح مخلصة ونيات صادقة لأجل طرد الإرهاب وقوى التكفير والإجرام ولينعم العراقيون بخيرات العراق   الشيخ خالد عبد الوهاب الملارئيس جماعة علماء العراق / فرع الجنوبالولايات المتحدة الأمريكية / نيويورك / مقر هيئة الأمم المتحدة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك