هادي ندا المالكي
أخر ما توصل إليه الفكر الجمعي لدولة القانون ورئيسهم الحاكم الأوحد ومختار العصر نوري المالكي لحماية البغداديين من خطر الموت المحدق بهم خطة جهنمية ستكون قاصمة للإرهابيين وستجعلهم في حيرة من أمرهم وستمنعهم من استخدام إمكانياتهم العسكرية والفكرية قبالة براءة الاختراع الحديثة القديمة التي سيعمل عليها الدعاة في الأيام المقبلة لتخليص البغداديين من الموت الذي يحصد بهم يوميا والذي تجاوز كل الإحصائيات والارقام في الدول التي تشهد حروبا اهلية طاحنة.
فكرة المالكي مع ما لديه من صلاحيات باعتباره القائد العام للقوات المسلحة ووزيرا للدفاع والداخلية وبمشورة من قبل الوكيل الاقدم وصاحب وجبات معجون الطماطم في احدث الحملات الانتخابية المضمد الدولي عدنان الاسدي اضافة الى ما أضفته مخيلة رئيس لجنة الامن والدفاع النيابية الشاعرية حسن السنيد تفتقت ذهنية هؤلاء عن الاهتداء الى حفر خندق حول بغداد لحماية أهلها من الهجمات الارهابية الدموية التي لم تتوقف يوما واحدا طوال فترة حكم المالكي وحصدت على اثر ذلك عشرات الآلاف من ارواح الابرياء.
وفكرة حفر الخندق مع ما تكلفه من استنزاف مبالغ طائلة لخزينة العراق المسلوبة والمنهوبة الا انها تختزن بين جوانبها خطط يصعب على المجاميع الارهابية الوصول اليها خاصة وان المجاميع الارهابية بما يمتلكون من عيون وجواسيس يعملون في كل مفاصل الدولة بعلمها ومباركتها قد فككوا كل الخطط السابقة الا ان المتوقع ان يعجز الإرهابيون عن عبور الخندق او تسلقه إضافة الى ان الإرهابيين لم يفكروا بعد بصناعة الاسلحة العابرة للخندق والتي هي عادة ما تكون على شكل منجنيق.
ان الحديث عن حفر خندق بعد كل هذه السنوات وبعد كل هذه التضحيات وبعد كل ما قيل عن دولة للقانون وعن خطط وأسلحة وملايين الجنود وعن صولات ومجالس اسناد وبشائر وطلائع يمثل نكسة كبيرة واستهانة بدماء العراقيين البغداديين وعجزا حقيقيا في ادارة الملف الأمني واستهتارا بعقول الآخرين.
قد يتبادر الى الذهن سؤال بريء جدا وهو ما الذي سيفعله المالكي لبغداد لو بقي في الحكم اربع سنوات اخرى هل سيحفر خندقا حول كل منطقة وهل سيكون المرور بين هذه المناطق بصحون طائرة او على طريقة عباس بن فرناس.سؤال اخر اكثر براءة هو ان حفر الخندق لمنع مرور الإرهابيين والسيارات المفخخة والاعتدة والعبوات الناسفة لكن ما هي فائدة الخندق مقابل الهاونات والصواريخ العابرة للخندق؟؟.
ان الحديث عن حفر خندق تعود حاجته الى اكثر من 1400 سنة خلت انما يمثل كارثة في مستوى التفكير ويمثل فاجعة لشعب انتظر كل هذه القرون ليجد نفسه في النهاية انه يواجه العالم الحقيقي بافكار بائسة وجماعة اكثر بؤسا وانحطاطا.
https://telegram.me/buratha