المقالات

التحالف الوطني: وَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ!.. بقلم: قاسم العجرش

1508 13:05:18 2014-03-16

  تبنى التحالفات السياسية على أساس وجود حد من الإتفاق بين الساعين لإنشائها، وعلى قاعدة أن ثمة قدر متوازن من نقاط الإختلاف والإتفاق بين الأطراف المتحالفة..

التوازن الذي نعنيه، لا تسمح فيه نقاط الإختلاف، من ذوبان أطراف التحالف بعضها ببعض، وتمنع نقاط الإتفاق تدمير التحالف بواسطة تحرك نقاط الإختلاف!

  كي تفهم قضية قيام التحالف، لا بد من فهم أن التحالف أطراف وليس مكونات، فالأطراف تبقى محتفظة بكثير من خصوصياتها، فيما المكونات قابلة للذوبان بعضها في بعض! والعقل يذهب الى تصور أن قبل ولادة أي تحالف، لابد من وجود حد من التخالف وليس الإختلاف بين أطرافه، وليس من المعقول تصور تحالف تتفق أطرافه تماما، وعند ذاك تنتفي الحاجة لقيام التحالف، لأنه لا ضرورة لتشكيل تحالف بين متفقين تماما!

   إذن ثمة ثمة نقطة حرجة في عملية التوازن، هي التي تبقي التحالف قائما حيا فاعلا..في هذه النقطة لا يستطيع أي طرف من الأطراف المغامرة والخروج من التحالف، لأنه سيجد نفسه بلا غطاء ثقيل يمنع عنه غائلات الإنفراد!

  عند هذه النقطة الحرجة أيضا، لا يسمح بنمو أدوات التهميش والتفرد بالقرار داخل التحالف..وبمجرد شعور طرف، بأن هناك تهميشا يمارس بحقه من قبل أطراف أخرى، تبدأ سوسة الهدم بالسريان المتسارع في أوصاله، وسرعان ما يسري مثل هذا الشعور في بقية الأطراف!

  في التحالف لا يوجد كبار أو صغار، فالصغار يكبرون بمجرد دخولهم في التحالف، والكبار لا يتقزمون إن شاركوا صغارا وتحالفوا معهم!

  التحالف يحيا أيضا بنمو أهدافه، لا على بقائها عند حدود أسباب إنشاءه، وإلا فإنه تحالف مرحلي ينتهي وجوده بتحقيق تلك أهداف نشأته الأولى..وتنمو الأهداف بنمو متوازن أيضا لتطلعات أطرافه، رغم اختلاف وجهات النظر..لأن ثمة ضابطة قوية تربط الأطراف وتضبط تطلعاتها أيضا!

  في قضية التحالف الوطني العراقي، فإن التوازن المفترض مفقود منذ بداية تشكله، والنقطة الحرجة في هذا التوازن، تتحرك دوما على محوري السينات والصادات، بإتجاه المربعات السلبية نحو الأسفل واليسار، حيث تكون قيمة الوحدات سالبة، و لهذا كان التحالف الوطني طيلة السنوات ألأربع المنصرمة على الأقل، أسما على غير مسمى، ولا وجود له على أرض الواقع، إلا في نوايا الطيبين من أعضاءه، وهم قلة مع الأسف!

كلام قبل السلام: مكة المكرمة بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ..لكن الشوق يقتلنا كلما ذكرناها!

سلام...

  

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك