المقالات

مصالح الشعب قبل المصالح الفئوية

1209 19:26:00 2007-07-07

( بقلم : علي حسين علي )

في معظم مجالس النواب في الدول الديمقراطية، يعمل ممثلو الشعب ان كانوا من الموالاة ام المعارضة، على اولوية الاهتمام بمصالح الشعب قبل كل شيء، على اعتبار ان النائب لم يعد يمثل الحزب الذي ترشح او فاز على لائحته بل هو يمثل الشعب بكليته، ولم يعرف تاريخ البرلمانات في العالم الديمقراطي أي صراع على قضية او معالجة تعود بالمصلحة على الشعب.. فالاحزاب تتصارع وتتدافع وتتخاصم على كل شيء باستثناء مصلحة شعوبها، وهي التي لا تخضع للمزايدات او تستغل لمصالح هذا الحزب او ذاك المكون السياسي المعارض.ولعل ما هو اعظم من ذلك ان النائب هناك يتخلى عن مناطقيته ويعطيها المرتبة الثانية بعد ولائه للشعب في كل ارجاء وطنه.. وطالما سمعنا وقرأنا بيانات وتصريحات العديد من النواب في البرلمانات الاجنبية وقد استداروا فيها عن شأن مناطقي او حزبين منفصلين المصلحة العامة عليها..

الا ان الحال غير ما هو معروف او متعارف عليه في مجلسنا النيابي، وقد تكون قصر مدة تجربتنا النيابية او ثقافتنا الديمقراطية عذرا لسلوك بعض نوابنا المنافي لمصالح الشعب، ولكن هذا لا يكفي لأن يصير الحال الغريب هذا سلوكا دائما، ونحن هنا لا نستنكر الاختلاف في وجهات النظر او في توجهات بعض الكتل النيابية السياسية او الاجتماعية، فهذه الحالة هي اثراء للعملية الديمقراطية وتكريسا لها، لكن ما هو مرفوض ان يعمد بعض النواب او بعض الكتل الى تعطيل جلسات مجلس النواب لأغراض فئوية او ذاتية تتنافى ومصلحة الشعب التي اقسم النواب على خدمتها والدفاع عنها والتضحية بالحياة من اجلها.

فما يجري في مجلس النواب منذ بضعة اشهر وحتى الان غريبة ومستهجنة شعبيا، فقد استغلت –وللاسف الشديد- بعض الكتل النيابية الحاجة الى وجودها للتصويت على قوانين تهم الشعب اسوأ استغلال، ونَحتْ نحو الابتزاز والمتجارة بمواقفها، فغالبا ما تضع شروطا ثقيلة على الاخرين للتصويت على هذا القانون او ذاك، وكأنها تمارس عملية بيع وشراء في الاسواق التجارية!.وليت هذا وحده يكفي تطلعات بعض الكتل النيابية الابتزازية، بل هناك ما هو اسوأ منه، فقد اتجهت تلك الكتل الى عرقلة العملية السياسية برمتها من خلال وجودها في البرلمان وفي حكومة(الوحدة الوطنية)! وصارت تعارض اشد المعارضة ومن اجل المعارضة ما كانت قد التزمت به كتابيا او شفاهيا قبل ان تدخل في الوزارة او تتولى مناصب حكومية من الدرجة المرموقة!.

هذا السلوك غير المنطقي وغير المعقول لا ينبغي السكوت عليه وترك الحبل على الغارب للذين يريدون ان يأخذون ولا يعطون شعبهم حقوقه، مع انهم ما جاءوا الا لخدمة هذا الشعب. نعتقد ان على القوى الوطنية والكتل النيابية المؤمنة والمخلصة للعراق الجديد ان تعالج هذا الداء الوبيل وتقطع الطريق على السائرين فيه، وتتوصل الى صيغة تجعل من استغلال الاقلية للاكثرية امرا صعبا، فكما اننا نرفض هيمنة الاغلبية وتهميشها للاكثرية، فإننا نستهجن ديكتاتورية الاقلية وابتزازيتها ايضا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك