بقلم : محمد ابو رغيف الموسوي
منذ عقدٍ من الزمن , وبعد حالة التغيير الشامل الذي شهدته الساحة العِراقية بمختلف مجالاتها الإجتماعية والثقافية والسياسية , باتت الريادة سيدة الموقف وخصوصاً فيما يتعلق بالنشاط الشبابي والطلابي العراقي والذي كان مقتصراً ولعقود طِوال على فعاليات (آشبال صدام) و(إستعراضات الولاء والطاعة للنظام) والتي كانت أمراً مفروضاً لا مفر منه إلا ما رحم ربي , ومنذ ذلك الحين والساحة الشبابية العراقية تشهد العديد من الأفكار والنشاطات والفعاليات والحملات , والتي نشهد لأغلبها بصوابية الغاية وسداد التطبيق ولو نسبياً كونها تتمحور ضمن دائرة التنمية والتطوير والتنوير والتكافل وهذه غايات مطلوبة بل وضرورية التحصيل والإيجاد في العراق لما يعانيه من (فجوة) ثقافية جعلت شبابه في بعد وإنعزال شبه تام عن محيطهم العربي والعالمي .
إلا إن بعض الجهات والأسماء تحاول وللأسف الشديد ترقيع هذه (الفجوة) الكبيرة بقماش مُهتَرِئ هزيل كُتب عليه (مسابقة ملك وملكة جمال العراق) آخذين بالجمال الشكلي والظاهري (مع إفتراضه جمالاً!!!) لعدد مِن الصبية والفتيات في محاولة لإرسال رسالة واحدة مفادها (إن العراقَ بخير) وآنا آتسائل مُستغرباً . هل إن إيجاد الخير يكمن في إيجاد (الحلوين والحلوات!!!) أم إنَ هذا الخير المقصود وبإختلاف مستوياته لا يمكن لنا أن نراه واقعاً حاصلاً في العراق إلا بالسعي الحثيث والجاد لتهذيب النفوس وصونها والسعي لتحقيق (الجمال والسمو) الفكري والنفسي والدراسي عند الشباب قبل الإلتفات لـجمالهم الظاهري والذي لا نراه يمثل معياراً عند الشعوب المتقدمة (ثقافياً) لا سيما الشعوب الاوروبية , وهل إنَ (فوبيا الواقع) باتت تستشري بين الشباب في العراق بمحاولة البعض منهم الهروب من حقيقة (العراق) كبلد يعاني الكثير من المشاكل والآزمات والتحديات والتي تتطلب عملاً وجهداً وصبراً من الجميع وبلا إستثناء .
رسالتي لنفسي وللجميع , بمن فيهم أخوتي وأحبتي القائمين على الفعالية المذكورة, (كفانا رقصاً على الجِراح) فتصويب إمكانيات الشباب وصون عقولهم وتنمية مهاراتهم هي أمور أولى بوقتنا وجهدنا وتفكيرنا من حماسات الإستنساخ والتزويق .
(كفانا رقصاً على الجـِراح) فإنتشار ظاهرة تعاطي المُخدرات , والإنتحار , والتهرب من الدراسة , والتسول , والإنجرار خلف الطائفية المقيتة , والبطالة , هي قضايا ما زلت حاضرة وبقوة في المشهد الشبابي العراقيْ فأين نحن مِنها ؟! .
(كفانا رقصاً على الجـِراح) وكفى .
https://telegram.me/buratha