علي الغراوي
منذ عشرةِ أعوام ما بعد 2003، علقنا أمنياتنا على القدر، وكنا ننتظر" حمورابي الجديد" لكي يضع القوانيين، ويمنح الحقوق والواجبات، ويُنظف حياتنا القاسية، من مُخلفات صدام، وعبث الإحتلال، لكن سرعان ما كانت هذه الأمنيات؛ مُخاض حملِ كاذب.
أمنياتٍ في ظُلمة الدُخان الأسود، لم ترى النور، ولن تراه؛ إذا ظل الحالُ كما هو عليه، فالواقع مُتقارب بين الزمانيين، من حيث الحريات المصادرة، والفساد المتوارث، وإحتكار السلطة، وسفك الدماء، وحُب التسلط على رقاب" المكَاريد" في وطنٍ رافقه الخراب، منذ عقودٍ من الزمن، ولاصقت جسدهِ العاهات، وفقدَ صوته من الصهيل، والصفير.
لم يتغير شي؛ بل ساءت طبيعة الحياة أكثر فأكثر، وغرقنا في وحل الأزمات،وإرتدت الدكتاتورية ثوب "الديمقراطية" الدخيلة على مجتمعنا، وبات ما يفصلنا عن الموت الأحمر؛ أسلاك واهية، وخيوط رفيعة، قد نتشظى في أي وقت، وتُعلق صورنا على الجدران( كان خوش ولد) وقد نُصبح نُكتة سمِجة في فمِ الساسة، يتضاحك عليها الباكون!
نحن من وضعنا صرحاً للدكتاتورية، ونحن من صنعنا الطغاة، وطبلنا مع المُطبلين حشراً.. حشراً (صدام انت الهوى وانت الماي) والآن( كلنا وياك يا.....) نحن من أخرجنا الفِئران من جحرها، لتعبث في مقدارت أرضنا، لتكون في غاية السمنة، والترف، لتصول وتجول كما يحلو لها، ونظرنا إلى المرجعية بعين واحدة، ولم نتمسك بِحبلها المتين، لذلك خسِرنا كل شيء.
لطالما أكدت، وأثبتت المرجعية، أنها الشمس، التي تُزعج فِئران السلطة التي عبثت بالبلاد، في خضمِ الأنتفاضات، والثورات التي مضت، وقدمت ماقدمت من الدماء، من أجل من؟! كل ذلك، من أجل أن يكون الغد مشرقاً، سليماً من يد الخونة.
لعدم تمسكنا بالمرجعية؛ لازال الدخلاء، يرسموا أحلامهم على خراب الوطن، فهل نتمسك هذه المرة بالتغيير الذي دعت إليه مرجعيتنا الرشيدة؛ أم نخذُلها؟! هل نجعل الفِئران تتمتع بقطعة الجبن، وتنشر الطاعون الخبيث، في كل مكان، أم نضع المبيد البنفسجي، لإجتثاثها، من جحر السلطة؟!
الإنتخاب؛ تغيير، والأخير إقترب موعده، ولازلنا نطالع الساعة، ونعد الأيام، لنُثبت للمرجعية؛ إننا معكم، في تغيير ما أفسده المفسدون، فأنتم الفنار في الطريق المٌظلم، والشمس التي تُزعج تلك الفأران الضارة، فمن تمسك بكم؛ نجا، ومن خذلكم خسر.
https://telegram.me/buratha