المقالات

الشيعة.. مستقبل يتجه نحو الغموض

1356 01:57:33 2014-03-26

عبدالله الجيزاني

العراق بلد تميز بالكثير من المؤهلات عن بلدان العالم، حيث الإمكانات المادية من ثروات طبيعية متعددة، نفط، زراعة، ماء، معادن، إنسان، هذه الإمكانات جعلت حضارة هذا البلد ميزة له عن الآخرين، حيث كان للإمكانات المادية دور في أن يحظى العراق بأقدم حضارة في التاريخ، هذه الحضارة تضمنت مواقف فخر وعز يتكئ عليها الشعب العراقي، سبب ذلك أن هذه الإمكانات جعلت الأقوياء في كل زمان طامعين في هذا البلد، ساعين للسيطرة عليه لذا تعددت الاحتلالات على أرضه، وهنا لم يشهد تاريخه استقلال بالمعنى الحقيقي للاستقلال.
أما حاكم يدار من الخارج أو احتلال، وأسوء مرحلة في تاريخه تلك التي أعقبت الاحتلال البريطاني عندما تم تسليم الحكم للأقلية من قبل البريطانيين لأسباب غير خافيه.
لكن بعد التغيير الذي حصل في 2003 صححت هذه المعادلة لتتولى الأغلبية الحكم أيضا لأسباب غير خافيه، حيث شكلت الأغلبية مع الكورد تحالف هو بالأصل تحالف تاريخي، استمر ليعزز إيجاد معادلة عادلة تتمثل بحكم الأغلبية، هذا التحالف قطع الطريق على أي أمل للأقلية ومن يدعمها لإعادة معادلة الأمس، 
لذا سعت الأقلية وبدعم وإسناد دول الجوار الطائفي على ضرب هذا التحالف، وعرضت على الكورد الكثير من الأموال والمغريات الأخرى لهذا الغرض، لكن الفشل كان مصير هذه المحاولات طيلة المرحلة التي سبقت تولي السيد المالكي دفة الحكم في الدورة الثانية لحكمه.
ألان حيث أن الأغلبية شبه معزولة عن الفضاء الوطني بسبب غياب الحكمة والحنكة لدى الحاكم، وأيضا تشتت الأغلبية نفسها، تلوح في الأفق إمكانية إعادة المعادلة الظالمة من جديد، حيث أن التحالف الشيعي الكوردي أصبح في مهب الريح، ويكاد أن ينبثق تحالف معاكس مع السنة العرب، هذا التحالف بدأت ملامحه تتضح من خلال الموقف الموحد من الميزانية، فضلا عن تشتت التحالف الوطني وموته ألسريري، هنا يبرز الخطر الكبير على استمرار حكم الأغلبية الشيعية في العراق. 
هذا الخطر يكون اكبر في حالة فوز السيد المالكي بالانتخابات المقبلة، وإصراره الأكيد على التجديد لدورة ثالثة، الكورد لا يمكنهم التجديد للمالكي بعد أن نقض التعهدات والتنازلات التي قدمها لهم عند تشكيل الحكومة الحالية، والسنة بالأصل لا يمنحون الثقة لحاكم شيعي، في حالة وجود أي بارقة أمل لهم في التحالف مع الكورد أو أي طرف شيعي. 
والكيانات الشيعية مختلفة مع بعضها ومع السيد المالكي بالخصوص، خاصة التيار الصدري الذي عانى من استهداف السيد المالكي له، حيث طعن بقائده بطريقة فجة خلقت فجوة كبيرة وكبيرة جدا بين الاثنين، فضلا عن حرمان بعض نوابه من الترشيح للانتخابات المقبلة بمبررات قانونية واهية. 
هذا أذا استثنينا المجلس الأعلى الذي عانى من فترة حكم المالكي كثير، كون المجلس الأعلى يتسم بالمرونة ويمكن التأثير عليه بواسطة المرجعية الدينية وغيرها، من هنا فأن حكم الأغلبية في حالة فوز السيد المالكي سيكون في مهب الريح ولا يمكن للشيعة أن تطمئن لاستمرار حكمها في ظل معادلة عادلة دفعت في طريق تحققها الدماء، لأنها السبيل الوحيد لاستقرار البلد، وضمان عدم عودة الديكتاتورية من جديد لضعف حكم الأقلية وجنوحها للخارج دائما.....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك