هل ثمة إختلاف على أن العراق هو وطن للجميع، و لأنه لا يجب المزايدة على ولاء أي مواطن أو أي طرف؟!
يبدو أن سؤالي هذا يعبر عن أمر بديهي، سنلحقه بتمنيات شارعية، على جميع الأطراف، سيما ونحن في طريقنا الى ممارسة سياسية جماعية، الخطأ فيها يأكل الأخضر واليابس، ويحيل العرس الذي سنزف فيه الديمقراطية عروسا، الى مجلس نوابنا القادم، مأتما!
في التمنيات على القوى والشخصيات العاملة في الحقل السياسي، مطلوب أن تراعي في تصريحاتها الوحدة الوطنية، وعدم فتح أي ثغرة في جدارها، لأن مثل هذه الثغرة سينفذ حملة المعاول يهدمون بلا هوادة، ما بنينا في أحد عشر سنة..
في التمنيات أيضا يتعين علينا أن لا نساهم في التحشيد الطائفي، ولنتعلم من آبائنا وأجدادنا كيف عاشوا على خارطة هذه الأرض متوحدين، فالوحدة الوطنية هي التي حمت العراق في أصعب الظروف، وهي التي أخرجت المستعمر البريطاني منه، وكنا حينها نمر بظروف قاسية جداً، وكانت الوحدة الوطنية، والغيرة عليه، هي سبيل الخلاص وحماية البلد، وكان أسلافنا يقولون أننا جميعا في مركب واحد، وإذا غرق المركب هلك الجميع، ولذلك لم يسمحوا لأصحاب الفتن، أن يسهموا في إغراق المركب.
إن المرتكز الأساس في بناء وحدة وطنية قوية، هو أن لا تكرر الحكومة نفي التمييز بين المواطنين في أي شأن تديره، فيما يمارس مسؤوليها ورجالها ضد ما يكررون قوله، فواقع الأمر يشير الى أن معظم كبار مسؤولي الدولة والحكومة، انتهكوا بشكل أو بآخر، حق عدالة الوقوف على خط شروع واحد لكل المواطنين، ومعظمهم مارسوا تمييزا بيناً، في جميع المعاملات التي تقدمها الأجهزة الحكومية للمواطنين، بتفضيل مواطن على آخر، تبعا لقربه من المسؤول، شخصيا، أو عشائريا أو حزبيا أو مكوناتيا، وهذا يعني أنهم يمارسون علنا، ما يمكن وصفه بالطائفية الأدارية، وهو نمط تخصصنا فيه، ومارسناه بجدارة وإقتدار عاليين، حتى بتنا نستحق عنه نوط الإستحقاق العالي!
لقد تكونت ونمت وتسرطنت شبكات التمييز والإقصاء والاستحواذ، وإذا بقي الحال كما هو عليه الآن، فإنه سيصعب تفكيك البناء الخاطيء، وسيضرب جذوره في عمق أرضنا، ولا يمكن اقتلاعه إلا بإقتلاع الوطن كله، وسيتحول صراع المطالبة بالعدالة والمساواة، من صراع بين مواطنين ومؤسسات رسمية، إلى صراع بين فئات استحواذية وعامة المواطنين، مما سيدخلنا في كارثة على مستوى الأمن الوطني والسلم الأهلي.
كلام قبل السلام: ما يبدو أحياناً وكأنه النهاية فكثيراً ما يكون بداية جديدة!
سلام...
https://telegram.me/buratha