المقالات

قمة الكويت.. الارهاب والتكفير السيء والجيد وتجاهل فلسطين !؟

1601 18:39:58 2014-04-01

* جميل ظاهري

لو قدر للعرب أن يكتبوا مسرحية هوليودية على غرار مسرحيات "الحكواتي" لما تمكنوا من كتابتها أفضل مما كتبت على طريقة "قمة الكويت العربية" المهترئة وما كانت ستُضحِك الرأي العام العالمي قبل العربي أكثر مما ضحك خلال الأيام الماضية ولما دفعهم لقول ما قاله شاعر العرب الكبير أبو الطيب المتنبي "يا أمة ضحكت من جهلها الأمم" .

فبعد انتظار عربي طويل ومخاض خليجي عسير بمقدار ما للكويت وأخواتها في مجلس التعاون من وزن وثقل في ميزان الوطن العربي، أنهت "قمة الكويت" العربية أعمالها باصدار "اعلان" بدلاً من "بيان" كما هوالمعتاد، اعلان لا يساوي حتى قيمة الحبر الذي كتب به بعد خطابات نارية ملونة مضحكة وأتهامات البعض لشقيقه الآخر بالعدوانية والتآمر، وزعل المتهم الأول في حرف مسيرة الأمة نحو التقاتل والتناحر الأخوي والطائفي وسفك الدماء البريئة وأستباحة الأعراض النفيسة وأنتهاك المقدسات على طول الوطن العربي من العراق وحتى المغرب العربي ببترودولاره، وعدم مشاركة الآخر العاقل وأبتعاده ردءاَ للفتنة القبلية والجاهلية التكفيرية .

فجاء "الاعلان" الختامي وكالعادة في غالبية القمم ال 24 التي سبقة "قمة الكويت" بعباراته الهزيلة الغير ملزمة وفاقدة للقيمة ولا تساوي حتى قيمة الورق التي طبعت عليه؛ حيث بدأت نقاط اعلان "قادة" الدول العربية كما سموا أنفسهم بكلمات ملونة كبيرة أكبر من حجم من نصها وسردها في مفهومها العربي مثل "نؤكد، نجدد، نعلن، نلتزم، ندعو، نشيد، نطالب، نعرب، نرحب ونحث" بخصوص مختلف القضايا التي تعصف في مجمل الوطن العربي فيما تجاهلوا قضية الأمة المركزية التي أوسست الجامعة العربية وأقيمت قممها لتحريرهها من براثن الاحتلال الصهيوني منذ أكثر من ستة عقود ونيف .

لم ولن تفاجئ عبارة "واذ نستذكر التحديات التي تواجه امتنا العربية فاننا نؤكد مجددا ان القضية الفلسطينية تظل القضية المركزية لشعوب امتنا ونكرس كافة جهودنا لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية"، المواطن العربي ولا حتى غيرهم الذين أعتادوا القرارات العربية وكيفية اعدادها في بلدان اخرى غير عربية لتكون قرارات القمم العربة باسم "قادة" يتشدقون بالقومية والعروبة فيما هم بعيداً كل البعد عنها ولا تنقذهم عبارة "اذ نعبر عن ادانتنا الحازمة للانتهاكات التي تمارسها سلطات الاحتلال الاسرائيلي على المسجد الاقصى المبارك" من واقع الأمر المرير بعد أن خضعوا وانصاعوا للتهديدات الاميركية بمنع اصدار "بيان ختامي" والاكتفاء باصدار "اعلان" كي لا يتم ذكر "يهودية الدولة" في بيان رسمي عربي !!، فكيف بهم أن يدينوا تواصل أجرام الاحتلال الغاصب للقدس أولى قبلتهم الراكنة تحت مخالب السرطان الصهيوني منذ أكثر من ستة عقود.. هذا إن كانوا مسلمين .

"القادة العرب" يقفون كل الوقوف على عدم مقدورهم حلحلة حتى قضية واحدة من قضاياهم الجزئية والبسيطة مثل الصراع بين السعودية وقطر أو الرياض والمنامة على ملكية بعض الجزر الصغيرة، فكيف بهم أن يتفقوا على التوصل لحل "عادل وشامل" لقضية الأمة المركزية ألا وهي فلسطين ما دام "الأب الراعي" يرفض حتى ذكرها ولو بعبارة صغيرة، والعرب منقسمون ومشتتون ومنحازون لناهب الأرض قبل الشقيق والصديق ويفتقدون للمصداقية في قراراتهم وتنعدم الثقة فيما بينهم .

كما كيف بامكان هؤلاء "القادة" العظام التأكيد مجدداً على التزامهم "بما ورد في ميثاق جامعة الدول العربية والمعاهدات والاتفاقيات التي صادقت عليها الدول العربية الرامية الى توطيد العلاقات العربية - العربية و تمتين أواصر الصلات القائمة بين الدول العربية من اجل الارتقاء باوضاع الامة العربية وتعزيز مكانتها واعلاء دورها على الصعيد الانساني" كما في بيانهم، فيما غالبية دولهم تعاني التمييز الطائفي والارهاب التكفيري والشقاق والنفاق وعداء الأخ لأخيه وانتهاك حرمته والعبث بالأخضر واليابسة أرضاءاً ل"بني صهيون" ألد أعداء الأمة.

"قادة" يجهلون كل الجهل من أن حلحلة قضايا الأمة تأتي عبر ما يفتقدونه من استقلالية للقرار السياسي وآليات القدرة والقوة الوطنية والمواقف الموحدة والعدالة الاجتماعية وتكريس حقوق شعوبهم المظلومة التي تعيش تحت وطأة قبضتهم الحديدية عقود طويلة، وليس بالشعارات الرنانة والخطابات والبيانات الخاوية والفاقدة للصلاحية التي يطلقونها ويذرفون عبرها دموع التماسيح متشدقين بالدفاع عن الديمقراطية في هذا البلد أو ذاك وشعوبهم تعيش الويلات والظلامات والتعاسة والفقر، وهم يعبثون بعوائد ثروات الأمة كأنه أرث أستورثوه جاعلين منها دعماً للارهابيين القتلة الذين يعيثون في الأرض فساداً. 

قمة أُريد لها أن تكون كسائر القمم التي سبقتها محلاً للتصوير والتنظير وإلقاء خطابات ورفع شعارات وإصدار بيانات ملونة رنانة وتبيض الوجوه النتنة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك