المقالات

الديمقراطية: من المنبر الحسيني الى بريطانيا

1434 19:00:23 2014-04-01

احمد شرار

(الهايد بارك -Hyde Park)، هي واحدة من أكبر الحدائق الموجودة في العاصمة البريطانية، وتشتهر بوجود ما يسمى محلياً (سبيكرز كورنر -Speakers Corner) والتي تعني زاوية المتحدثين، المكان الذي يجتمع فيه المتحدثون كل يوم أحد، لإلقاء كلمة أو محاورة حول موضوع ما بكل حرية، حتى وأن كان ضد الملكة أو الحكومة من أعلى مسؤول فيها حتى أصغرهم، ولم يخشى أحد من الاعتقال أو التنكيل أو الاضطهاد، فقد هضم الشعب والحكومة البريطانية، من قبلها معنى الديمقراطية الحقيقية.
وهنا أستشهد بقصة ظريفة، حين أقترب أحد رجال الشرطة البريطانية، من إحدى السيارات التي ركنها مستمع جالس فيها، بالقرب من منصة الخطيب، الذي أخذ يسب ويشتم الحكومة بأسلوب جارح، وطالبه بإطفاء محركها، كي يستمع المجتمعين الى خطبة بوضوح.

هذه هي الحرية والديمقراطية التي نطمح أن نراها اليوم في العراق، ولست أشير الى الأساليب الرخيصة في السباب والشتم والانتقاص من الاخر، او تسقيط أي طرف لا تتوافق رؤياه مع الأسلوب الذي تتبعه الحكومة.

وهي ليست بالمطلب الصعب، لكل من أدلى بدلوه برأي أو قرار سياسي، فالمشتركات والقضية واحدة، فليس هناك خلاف فيما أعتقد، على مطالب الشعب العراقي بكافة طوائفه وفئاته، ببناء عراق موحد ديمقراطي، خال من الإرهاب أمن للجميع من ناحية، وتطور شامل بكل ما تحمل هذه الجملة من تفاصيل، تكتمل برؤية العراق في مقدمة الدول المتطورة أو على الأقل بمصاف دول لها جزء بسيط، من تاريخ وثروات طبيعية التي أنعم الباري بها على العراق.

مطلب بسيط أن هضم سياسينا ومن هم على رأس السلطة مفهوم الديمقراطية والاستماع لصوت العقل والمنطق، ولا يغيب عن بال أي سياسي أن معظم الشعب العراقي يستمع الى أراء مرجعيته بشكل أسبوعي على الأقل، من على المنابر وفي خطب الجمعة، والتي تمثل ساحة التعبير الحر عن الواقع البائس الذي يعيشه الشعب العراقي اليوم، لذا طالبتهم بالتغيير، عن طريق المشاركة في الانتخابات واختيار الاصلح، مطلب لا غبار عليه.

لكن المواطن البسيط يفاجأ، بالتسقيط السياسي والتشويش الفكري الذي أزدت حدته قبيل القرار الحاسم بالتغيير، من قبل الساسة من مدعي الحرية والديمقراطية، ولا أعلم هل أن مفهوم الديمقراطية في بلدي أختلف عن البلاد الأخرى، أم أن ساستنا أصبحوا بائعي شعارات فاشلين؟

احمد شرار / كاتب واعلامي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك