سليم الرميثي
ماعليك الا ان تغير شكلك بلحية طويلة ودشداشة قصيرة وحفظ ايات الجهاد واحاديث عن الجنة والزواج من حور العين وتكثر من التكبير وهذا ليس صعبا للخوض والدخول في بورصة الحروب الرائجة والرابحة في زمن الانحطاط العربي وماعليك الاّ ان تختار بين ان تكون شيخا ومفتيا او اميرا جهاديا تقود الحرب وستحصل على شهادة حسن سلوك مختومة بتوقيع آل صهيون..شباب ضائع وشعوب متخلفة بل اصبحت الشعوب العربية كالفريسة النائمة لتأتي الضباع المفترسة لاكلها ولاتشعر او تتحسس حتى تجد نصف جسدها وقد مزقته وابتلعته الضباع.. شعوب يأكل اوطانها سرطان الارهاب وهي تتفرج..يسحل شبابها الى منصات الاعدام وهي لاتحرك ساكن بل وتكبر على ذبح ابنائها وتصفق لاغتصاب بناتها من قبل امراء الحروب..
هذا كله يحدث بتأييد وتشجيع من قبل مشايخ الانترنيت وصفحات التواصل وخصوصا في الخليج الذي اصبح خليجا لمرور كل المؤامرات والدسائس على الامتين العربية والاسلامية ولم تنجو دولة واحدة من شره وتآمره الذي فاحت قباحة نتانته وعفونته..
مشايخ في المزادات العالمية والعلنية جميعهم بشعار واحد وهو( ادفع اكثر لتحصل على كوكتيل من الفتاوي المعلبة والجاهزة وحسب الحاجة والطلب) ..وكل حسب تسعيرته.. ولمكان اصدار كوكتيل الفتاوي سعره ايضا فعندما يكون من السعودية مثلا يكون سعره اعلى اي فتاوي درجة اولى وطازجة وما على المشتري الاّ ان يختار صاحب الفتوى كأن يكون اعورا او اعمى او اصم..
حالة من الانكسار والمذلة والهزيمة تمر بها الشعوب العربية لم تمر بها من قبل.. فهي من جانب ترفض وتثور ضد الدكتاتورية ومن جانب اخر تتقاتل فيما بينها وتلهث خلف حفنة من الارهابيين الدجالين الذين ينشرون الرعب والفوضى اينما حلو..
ليس المشايخ فقط من يقوم ببث الفتاوي المسمومة والتي تنبعث منها كل انواع الروائح الكريهة والمقززة للنفس البشرية السوية بل هنالك قنوات عربية لاتحمل الاّ الشر والكراهية لشعوب المنطقة برمتها بل هي المنبر الحي لنشر الموت والحقد بين بني البشر..
فهل نحن حقا في اخر الزمان الذي تحدثت عنه كتب التاريخ وهناك احاديث نبوية شريفة كثيرة تتحدث عن اخر الزمان ومنها مثلا قال ص.
(ستكون في اخر الزمان فتنة عمياء صماء عليها دعاة على أبواب جهنم) وهل هناك اكثر مما نمر به وهو كثرة من يدعون بانهم دعاة ..الا يحق لنا كمسلمين ان نؤمن بان هؤلاء جميعا هم دعاة على ابواب جهنم كما وصفهم رسول الله ص بدعوتهم للشباب المسلم للانتحار أو قتل بعضهم البعض وتكفير بعضهم البعض..
يتبين لنا مما تقدم ان هناك تحالف وصداقات حميمة يسجلها التاريخ في زمن النبي ص بدأت تعود وتخرج الى العلن بعد ان كانت تجري من تحت الطاولة السوداء وها نحن نشاهد ونسمع كل انواع المشايخ السياسية والدينية تهب هبة واحدة لتعيد تحالف الاجداد القريشيين مع اليهود في معركة الاحزاب (معركة الخندق) والمستهدف بالامس هو نفسه اليوم.. بالامس هدف القريشيين واليهود ومعهم المنافقين كان الخلاص من النبي المصطفى ص وابادة المسلمين واليوم ايضا نفس الهدف تماما الامة الاسلامية ونبيها المصطفى ص..انه حلف قديم يعود مع المنافقين واليهود والضحية هي شعوب المنطقة والامة الاسلامية ..ارجو من القاريء الكريم ان يتامل كثيرا في تلك الواقعة (معركة الخندق) ومن كان يقودها من الصحابة الاجلاء مع النبي الكريم ص ويقارن ماهو حاصل اليوم ولماذا التحالف مع اليهود وضد من وسيجد هناك تشابه بل تطابق كثير وكبير وسيجد ان التاريخ يعيد نفسه وللاختصار اترك ذلك للقاريء وهو الحكم.
ونقرأ ايضا من كتب التاريخ عما كان يقوله ويدعيه الوثنيين من قريش لحلفائهم من اليهود والمشركين كان كله تآمر و حث لضرب المسلمين وتدمير دولتهم الفتية..والان تماما نسمع نهيق المشايخ السياسيين في الخليج ومن يدعون الدين وحثهم لاسرائيل والغرب لضرب المسلمين في العراق وايران وسوريا ولبنان بعد ان اضعفوا مصر و دمروا ليبيا واليمن وخربوا الكثير من البلدان الاسلامية الاخرى..وهم مستمرون على نهج بث الفتنة وتمزيق الشعوب المسلمة وحصارها بجيوش من المرتزقة والتكفيريين تماما كما فعل ابو سفيان في معركة الخندق..( وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)..
https://telegram.me/buratha